|
رحيل دستة أشرار (3) والأخيرة
جورج غالي
الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 04:02
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
بعد أن استعرضت مع سيادتكم أحداث عام مضى (2007) وكنت قد سميّت شهور السنة الإثنى عشر "دستة أشرار"، وكانت فكرة عنوان المقال قد جاءت لي من آية بالكتاب المقدس وهي: "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 5 :16) وقد خرجت من كتابتي لهذا المقال ببعض الملاحظات سوف أستعرضها مع حضراتكم في هذا المقال.
- في الهجوم على المسيحية والكتاب المقدس: لاحظت أن الكتب والمقالات التي تهاجم المسيحية والكتاب المقدس زادت عن السنة السابقة وليس هناك أي رادع لها، حيث يكتفي البعض بالاعتذار والبعض الآخر لا يُكلف نفسه حتى بالاعتذار، ومع رفع دعاوي ضد هؤلاء الشيوخ والدكاترة الأفاضل لا يحدث شيء من جهة الأمن أو القضاء. أما في الهجوم على الإسلام فإنه لا يوجد أي هجوم على الإسلام من داخل مصر، وكان هناك شك في هذا حسب قضية "عادل" و"بيتر" أعضاء منظمة مسيحيي الشرق الأوسط، وكان نصيبهما الحبس ثلاثة أشهر دون دليل. - في الهجوم على الكنائس وممتلكات الأقباط: كان الهجوم على الكنائس والأقباط في هذه السنة أكثر من سابقتها في العدد ولكنها أقل ضراوة، حيث لم يكن هناك خسائر في الأرواح، ولكن انتهت كل الغزوات البربرية على الكنائس والأقباط بجلسات عرفية لم يأخذ المسيحيين فيها حقهم إلا في حادث إسنا الأخير، ولكن أيضاً لم يُحاسب المُحرضين على الفتنة أو المفسدين. أما في الهجوم على الجوامع والمسلمين فلا يوجد، لأنه إن حدث فعلى الأقباط المسيحيين "السلام". - في الاختفاء القسري للفتيات القبطيات: كانت تقريباً كل حالات الاختفاء القسري للفتيات القبطيات لفتيات دون العشرين وكلهن تقريباً مخطوبات عن حب لخطبائهم ويجهزون لزفافهم، وكل الحالات أيضاً كان فيها متهمين أُفرِج عنهم، كما أن أغلب الحالات أيضاً لم يظهروا بعد. - في حالات القبض على المصريين خارج مصر: هناك مقارنة هامة جداً وهي بين الطبيب المصري المسيحي ممدوح فل الذي قُبض عليه في السعودية بتهمة التبشير وبقي في الحبس هناك أكثر من ستة شهور دون مساعي تُذكر من الخارجية أو الحكومة المصرية، وبين محمد السيد موسى مبعوث الأزهر والذي تم القبض عليه في الفلبين بتهمة حيازة مواد متفجرة، حيث قامت وزارة الخارجية والأزهر بكافة الإجراءات اللازمة فور علمهم بإلقاء القبض عليه ولن يُكمل في الحبس هناك شهراً واحداً، أرجو المقارنة بين التهمتين. - في دور قوات الأمن المصرية في الفتنة الطائفية: من المعلوم لدى الكل أنه في أي دولة فإن الأمن دوره هو حماية المواطنين والوقوف مع المظلومين، إلا في بلدنا العزيزة مصر، حيث كان الأمن يقف متفرجاً في أغلب الأحيان في هجوم المسلمين المتطرفين على المسيحيين والكنائس، ولم يقف دوره عند هذا فقط ولكنه في حالات أخرى كان يساعد المتطرفين في هجماتهم على الكنائس وممتلكاتها. - في أحكام القضاء المصري: القضاء المصري قضاء عادل جداً، وأهم ما يميزه هو تطبيق الدستور المصري بكل حذافيره وخصوصاً فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية التي تحكم دستور مصر في المادة الثانية، والتي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة والشريعة المصرية المصدر الرئيسي في التشريع، فكانت كل أحكام القضاء ضد المواطنة وهي المادة الأولى من الدستور، فكان من أهم الأحكام في هذا العام هي الحكم على العائدين للمسيحية ومنهم مَن لم يسلم من الأصل ولكن أسلم أحد والديه، وكانت أشهر القضايا أندرو وماريو، وبيشوي وكرستين (محمد وزينب سابقاً)، وشادية السيسي التي حُكم عليها السجن ثلاث سنوات. - في دور الشائعات في مصر: هناك مقارنة مهمة أيضاً بين كيفية تناول شائعة مرض الرئيس مبارك، وشائعة مرض قداسة البابا. حيث في الأولى كانت أحكام لمن نشروا أخبار كاذبة –في نظر القضاء- عن تدهور صحة الرئيس مبارك، أما في حالة قداسة البابا فلم يُكلف الإعلام نفسه حتى الاعتذار. - في دور الإعلام في الفتنة الطائفية: كان للإعلام بكل أشكاله من إعلام مقروء ومرئي دور في تأجيج المسلمين ضد المسيحيين في مصر، فكان يستضيف ويفرد مساحة لكل من يكره الأقباط المسيحيين في مصر أمثال النجار، وعمارة، وجمال أسعد، في حين أنه لم يكن يفرد حتى نصف المساحة للرد عليهم. من هنا أجد أن الحل لكل مشاكل الفتنة في مصر هو تطبيق مبدأ المواطنة في كل مصر، وإصدار قانون للمخالفين لهذه المادة من الدستور، ولن تكتمل الصورة إلا بإلغاء المادة الثانية من الدستور، والتي جعلت للدولة دين، وأيضاً أطالب كل الأقباط باستخراج بطاقات انتخاب حتى لا نصحو لنجد مصر دولة إسلامية يحكمها الإخوان المسلمون، كما أطالب الأقباط بالمشاركة في الحياة السياسية في مصر عن طريق اشتراكهم في أحزاب معتدلة ليبرالية أو حتى تجميع بعض المسلمين المعتدلين لإقامة حزب جديد ليبرالي، وأيضاً مطالبة الحكومة بتعديل نظام الانتخاب حيث يكون بنظام القوائم النسبية فهو الحل لتمثيل الأقباط في دولة ينص دستورها على أن دينها الإسلام. وأكرر في نهاية مقالي كلمات بولس الرسول "انظروا كيف تسلكون بتدقيق مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 5: 15 ،16).
#جورج_غالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحيل دستة أشرار
-
رحيل دستة أشرار (2)
-
صُنّاع الفتنة
-
الحل في أيديكم يا إعلاميّ مصر
-
وماذا بعد يا فضيلة الدكتور؟!
-
يوم سيئ جداً
-
مطالب الأقباط الاستفزازية الشاذة.. 2
-
مطالب الأقباط الاستفزازية الشاذة
-
متى يتحد الأقباط؟!
-
حكمة قداسة البابا
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|