عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:49
المحور:
حقوق الانسان
سيقال أنه حادث معزول و أن المهاجم مصاب بمرض ما!!
حادث معزول لا، أما الإصابة بمرض ما فنعم، فالذي يهاجم كنيسة ويلحق الأذى بالمصلين تحت وابل من التكبير شخص مريض، و عناصر الأمن المرتشية و المتورطة في مسلسل الاعتداء على مواطنين آمنين يحملون بكل تأكيد نفس علامات المرض، وأما عن شيوخ الأزهر المنافقين الساكتين على الجريمة فكلهم يسكنهم المرض من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم، والحاكم المتشبث بالحكم إلى آخر نفس من ريحه النتنة والممهد لتوريث الحكم لأحد أنجاله هو شخص مريض كذلك...
كل الحوادث التي عرفتها مصر منذ عقود خلت من هجوم على الكنائس والأديرة و حرق ممتلكات المسيحيين و خطف بناتهم و قتل مواطنين مصريين لم تكن أبدا بالحوادث المعزولة، بل كانت متعمدة و بتشجيع غرانيق الأزهر الصامتين الغير المنددين و بتقاعس الأمن المصري الضالع بعض عناصره في مسلسل الاعتداء و المتورط كبار قادته في مخطط إفراغ مصر من حضارتها الأصيلة والقضاء على الوجود القبطي بصفة نهائية، مخطط اعتمده شيوخ و أمراء الوهابية منذ أكثر من قرنين كجزء لا يتجزأ من (…الأمن القومي للدولة الوهابية الفاشية…)
على العالم أجمع أن يعلم و يعي جيدا أن القضاء على الوجود القبطي بمصر يدخل في استراتيجية الفكر الوهابي العنصري والرامي إلى نشر أدبياته الهدامة و استعباد الأمم ودحر الحضارة الإنسانية ولو بعد حين والتي يرى فيها مراجع بني وهاب عنوانا للشرك والكفر والفساد…
مسلسل الاعتداءات على أقباط مصر سيتواصل بما لا شك فيه ما دام النظام لا يبدي حراكا و ما دام الأمن يغض الطرف عن تلك الجرائم، و مادام الرسميون يصفون تلك المظالم بالحوادث المعزولة منذ اغتيال بطرس غالي سنة 1910 على يد متطرف مصاب بداء الجهالة إلى يوم الاعتداء على دير أبو فانا، كلها جرائم معزولة حسب النظام الرسمي، منذ أن هتف المرضى مرددين (…ابراهيم الورداني قتل النصراني…) إلى اليوم الذي هدمت فيه القلايات و أحرقت فيه الأيقونات بدير أبو فانا العريق ….
دير أبو فانا والذي ارتبط اسمه بتاريخ الرهبنة بمصر والمصنف بين أقدم الأديرة في العالم معلمة مصرية عريقة في ممتلك الشعب المصري، وتراثا إنسانيا يجب الحفاظ عليه و تعميره بدل تركه هدفا للمصابين بداء الوهابية القاتل ..
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟