عامر شاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من المواضيع المهمة والخطيرة في هذه الآونة التي يمر بها العراق والتي أضحت تشغل بال الكثير من المهتمين بشؤون الفكر والثقافة ، هي ثقافة الرأي الآخر أو نظرية الرأي الآخر.
وهي تعتبر نظرية حديثة على المسرح الثقافي والسياسي العراقي لا سيما وان العراق قد مر بعقود من الزمن كانت تكتم فيه الأفواه وتجهض فيه الأفكار التي لا تتماشى مع ما كان سائدا ومفروضا.
إن عدم تقبل الرأي الآخر هي غريزة حيوانية بحد ذاتها يجب كبحها للسمو بالنفس الإنسانية والفكر البشري ، حيث إن لكل عقل إفرازات فكرية معينة قد تتوافق مع إفرازات عقل ثان وقد لاتتوافق أو تتوافق جزئيا .
ومن حق أي إنسان أن يدافع عما يراه صحيحا وان يدعم آراءه ويضرب الآراء المعارضة(بدون التعرض لحاملها) . كل ذلك يجب أن يكون بالوسائل الفكرية المشروعة وتلك هي الأمانة التي لايجوز خيانتها .. حيث يجب على الإنسان أن يكون صادقا مع ضميره في تبني منهج فكري معين.
ويبقى الاختلاف في الآراء معين لا ينضب يرفد الحركات الثقافية والسياسية في أي مكان وزمان مالم تتحول تلك الآراء المتضاربة أو الرؤى المختلفة أو تترجم بأيدي سواد الشعب إلى سكاكين وخناجر يتناحرون بها . وهذا ما يحدث وللأسف في العراق الآن ، فأين يكمن الخلل ؟ إن الخلل أما في القيادة الثقافية والسياسية في الساحة التي لم تتبنى الأسس الصحيحة في طرح وجهات النظر المختلفة ، أو يكمن الخلل في القاعدة ألجماهيريه وجهلها على الصعيدين الديني والعلمي والتي ترجمت تلك الأفكار حسب فهمها الخاص إلى حروب دامية.. أو قد يكون الخلل في كلا المكونين القيادة والقاعدة . هناك مواضيع لا يكون فيها صحيح مطلق وإنما المقياس فيها نسبي حسب فهم المرء لها وحسب زاوية النظر لها وحتى هذه المواضيع كانت سببا في نزاعات وخلافات لم تنتهي إلا بالقتل والدمار .
فكلما ضاق أفق تفكير المرء وقلت ثقافته ، بدا له إن آراء الآخرين يعتريها الشذوذ والانحراف على نحو يتطلب منه التدخل لتصحيحها . غالبا ما يكون المسئول عن الخلافات المؤدية إلى التنافر والتقاتل هم ليسوا أولئك العلماء والمثقفون الحقيقيون وإنما أولئك من أصحاب التواطؤ الذاتي وحب ألشهره وحب الذات والحلم الساذج بالخلود..
#عامر_شاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟