صديقنا العزيز
فور قراءة بيان اعتزالك الكتابة مؤقتاً في مواقع الانترنيت ، كان بودي مهاتفتك ، ولكني وودت بأن يسمع كل من يهمه الامر ما أود قوله لك.
أستاذنا الكريم
وما وودت قوله وباختصار انك وبحكم عمرك وتجربتك الثرة أستاذنا ، والحياة علمتك الكثير في مواجهة تلك الأصناف من سقط المتاع ، فلا تبال أيها الإنسان الرائع بهذه الأراجيف والسموم والتي مستنا قبل ان تمسك .
انك تعرف يا أستاذنا بأن اقدم مهنتين في العالم هما الدعارة والصحافة ، ألان يبدو ان هناك من صار ، وببراعة ومهارة ، يجمع بينهما ويمارسهما وبصلافة منقطعة النظير في ان واحد ، وهذا هو الذي يجري وللاسف على صفحات الانترنيت من قبل بعض الأسماء مشبوهة التاريخ والأفعال . وسبق للكثير من الاخوة ان كتبوا عن هذا عدة مرات ، وسبق لي شخصيا ان كتبت عن هذا الامر عدة مرات ، ووجهت رسالة الى مسؤولي مواقع الانترنيت ووزعتها الى عدد من الاخوة من الكتاب والسياسيين .
واكتب الان ليس فقط لاعلن تضامني الشديد مع شخصك واستنكر ما يجري من تجاوز بحقك وبحق تاريخك الذي هو صفحة من تاريخ القضاء العراقي وتاريخ شعبك ، ولكني أيضا اكتب لاقول ان من يبني مستقبل العراق الناصع ، مستقبله الزاهي ، مستقبل العراق الديمقراطي الفيدرالي ، هو أبناءه الأخيار من المناضلين ، والذين يعملون ويقدمون التضحيات ليس بحثا عن جاه أو مردود مادي ما ، فلا شئ يوازي عندهم راحة ضمائرهم ورضا اخيار الناس ومحبتهم ، اما أنصاف البشر ، المرضى المبتلين بالعقد النفسية ، واعداء الحقيقة وملفقي الإشاعات ومزوري المعلومات ، والذين يغيرون جلودهم ومواقفهم كل يوم ، فليس لهم سوى رمى الحجارة في طريق الاخرين ، وهؤلاء لهم مصير واحد سيجمعهم مع الطاغية المقبور ، في مزبلة التاريخ ولا ينالون سوى نيل سخط الأشراف من العراقيين واحتقارهم .
صديقنا العزيز
ستنهال عليك يا صديقنا الرسائل والمكالمات الهاتفية والمقالات لا لتتضامن معك فقط ، بل ولترجوك سحب قرارك باعتزال الكتابة على صفحات الانترنيت حتى ولو لفترة مؤقتة . وشخصيا اتفق مع الاخوة الذين سيلوموك وسيقولون لك انك بهذا تمنح الفرصة لانصاف الرجال بالشعور بأنهم حققوا غرضهم وانتصروا على مناضل مجرب مثلك . فهل يرضيك ان تجعل اصحابك واصدقاءك يحسون بالغصة ، في الوقت الذي تواصل فيه الأصناف المريضة لوك كلمات الانتصار الفارغ وسب وشتم خيرة مثقفي شعبنا ؟
اقول لك أيها المناضل الجسور
لك وحدك قرار الاعتزال والمواصلة ، ولكن لنا جميعا ، اصدقاءك ومحبيك حقا في كلماتك الرائعة. مرة كتبت لك في احدى رسائلي ، وحتى قبل سقوط الطاغوت ، بأننا بحاجة الى نوع من الكتابة نجد فيها روح القانون واطياف العدالة ، وشخصيا المس هذا في نصوصك . وقراءك لا زالوا بحاجة الى قلمك وكتاباتك . انه حقنا منك.
اشد على يديك بحرارة و لك احترامي واعتزازي
سمااوة القطب
29 تشرين الثاني 2003