العراق والديمقراطية

عامر شاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الديمقراطية لفظة محّرفة من التعبير اليوناني " ديمو قراطيا " الذي يعني حكم الشعب . أي حق المجموع في تقرير مسائل الاهتمام العام وما يتوجب صنعه بصددها . وهكذا أضحت الديمقراطية في التطبيق نظاماً للحكم يقوم على اختيار ممثلين عن الشعب يمارسون الصلاحيات بأسمه ويعودون أليه دورياً للحصول على موافقته .
وبعد تعريفنا المبسط للديمقراطية نأتي لنرى كيف تفاعل الشعب العراقي خلال هذه الفترة الزمنية مع هذا النظام في الحكم . لقد كانت الانتخابات هي الخطوة الأولى في طريق الديمقراطية , ولكن تعثرت تلك العملية وواجهتها العديد من التحديات والعقبات ومن هذه التحديات ما يلي :
1 . عدم النضوج السياسي والاجتماعي والفكري لسواد الشعب العراقي وخاصةً فيما يتعلق بالعملية الانتخابية لأنها تجربة جديدة في العراق .
2 . الطريقة التي بها أجريت الانتخابات حيث جرت على أساس القوائم المغلقة بدلاً من القوائم المفتوحة وكان من الممكن اختيار طريقة أخرى وهي طريقة الانتخاب الرئاسي .
3 . وهو أهم هذه التحديات وأخطرها متمثلاً بالدكتاتورية الحزبية فتحول النظام من دكتاتورية الفرد إلى دكتاتورية الجماعة . حيث أن الأحزاب والحركات السياسية والتيارات الفكرية مملوكة من قبل أشخاص أو عوائل معينة ( مُلكاً مادياً وفكرياً ) كأنها شركة من شركات القطاع الخاص وبالتالي لا يتم تلاقح أو نضوج الأفكار والتطلعات السياسية ممثلة بأفراد الشعب , وخير مثال على ذلك التصويت في مجلس النواب حيث يتم من قبل أشخاص معدودين يمثلون قادة الكتل السياسية والذين لا يتعدون أصابع اليد وأما باقي أعضاء مجلس النواب فوظيفتهم التصويت مسبقاً نسبةً إلى أراء قادتهم . ولكي نبذر البذور الصحيحة في الأرض الخصبة يجب مشاركة الجميع حيث يجب أن تكون هناك انتخابات داخلية دورية داخل كل حزب أو حركة سياسية , وعلى هذا الأساس تنمو البذور ( أي بذور الديمقراطية ) في ارض تلك الأحزاب والكيانات السياسية نفسها والتي هي بدورها تشكل النواة لتكامل العملية السياسية تحت خيمة الديمقراطية . وبدون التخلص من دكتاتورية الأحزاب لن يتم نضوج الديمقراطية بمعناها الصحيح .
وبعد هذا لا يفوتنا أن نذكر بأن الرموز الوطنية التي تقود الأحزاب والكيانات لم يدخروا جهداً أو وسعاً في إيصال وحماية العملية السياسية إلى مستوى يتلائم وحجم التحديات في ظل عراق برلماني اتحادي فدرالي قائم على أساس العدل والأنصاف في بلد حرٌ كريم تسوده كرامة الإنسان .

#عامر_شاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات