دولار واحد لأنقاذ حضارة وادي الرافدين

علي السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 10:48
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

عن الشاعر العراقي باسم فرات وهو الآن من سكنة مدينة هيروشيما اليابانية . عن رويرت فيسك الذي هو كبير مراسلي منطقة الشرق الاوسط في جريدة الاندبيندنت الانكليزية . عن زينب البحراني ، استاذة علم الاثار وتاريخ الفنون بجامعة كولومبيا اذ علقت على ما جاء به الانكليزي الشريف فيسك من ان كثيرا ما ردد الضباط العسكريون الامريكيون ، بان القاعدة العسكرية الامريكية الضخمة في بابل, قد اقيمت لحماية هذا الموقع الاثري قالت زينب ان هذا " اعتقاد اللصوص" وزادت " ان الاضرار التي لحقت ببابل كبيرة وغير قابلة للاصلاح، فحتى لو ارادت القوات الامريكية حماية المدينة ، فان مركزة حراس حول الموقع الاثري اجراء منطقي ومعقول اكثر بكثير من تجريفها ، ثم انشاء اكبر مقر لقوات الائتلاف العسكري في المنطقة ، وفاضت " ان الاحتلال احدث تدميرا هائلا للتاريخ, اكبر من تدمير المتاحف والمكتبات, التي نهبت وقوضت لدى سقوط بغداد "
عن مهاتفة طويلة بيني وبين شاب عراقي اسمه حيدر الحيدري . عن لمة عراقية قلبها وكبدها على البلد . عني وانا اعيش كما ذئب صاح في ليلة مقمرة باردة وموحشة ، انولد هذا النداء الملحاح ورأيت ان اصوغه مقترحا خاصا بفضائية " الشرقية " التي ستغار منها حكومة البلد فتصحو بعد حين :
اولا : تشكيل مجلس اعلى مهمته محصورة في شئون وشجون آثار وادي الرافدين المنهوبة والمدمرة او التي في سبيلها الى النهب والتدمير .
ثانيا : يتألف المجلس من مجمع لعلماء الآثار والكتّاب العراقيين ذوي الخبرة والدراية والشجاعة والعلم من مثل بهنام ابو الصوف ومؤيد سعيد واحسان فتحي وخزعل الماجدي ولطفية الدليمي ومحمد غني حكمت وعبد الامير الحمداني وسليم مطر وتوما شماني وفاضل عبد الواحد وعبد العزيز الدوري ودوني جورج وناجح المعموري والمطرب الدكتور فاضل عواد بوصفه صاحب الاغنية الحلوة المفتتحة ب :
" يلجمالك سومري ونظرات عينك بابلية ... بابلية "
ثالثا : يستضيف المجلس ، لمة مباركة من علماء آثار عرب واجانب ممن قلوبهم تنسحق وتتفطر على مرأى جرة اثرية تتكسر او جدر رافدينية تتصدع .
رابعا : الاعلان عن حملة انسانية قوية لاسترداد اثار بلاد ما بين النهرين المنهوبة والمحتلة حتى اللحظة والمداسة ببساطيل وسرف وهمرات الرعاع .
خامسا : تشجيع الناس على التظاهر ضد القواعد العسكرية الامريكية القائمة فوق مدن الآثار المطمورة خاصة في بابل واور وعند زقورة ابي غريب ونينوى .
سادسا : ملاحقة حرامية الاثار واوكارهم المعلنة الآن في ما يسمى بمزادات الانترنيت ، او المتخفية في الداخل تحت عباءات وعمائم وربطات وشراويل احزاب وتيارات العصر الجديد ومقاضاتهم قدام محاكم متخصصة .
سابعا : يستدعي البند سابعا ، تجمعا من محامين وقضاة ورجال قانون وعدل .
ثامنا : تتم عملية اغراء واستدراج النهابة والسلابة والحرامية من خلال اطلاق حملة توعية وتثقيف ونخوة ومروءة ومن ثم عرض مبالغ مالية دسمة مكافأة لكل حرامي يستيقظ ضميره على انّات وطن مفجوع منهوب محروق مع تقديم ضمانات بعدم ملاحقة النهابة السلابة قانونيا وتاليا اخلاقيا بعد الندم المر .
تاسعا . تمول الحملة المبروكة هذه من عدة روافد منها كمشة براميل من نفط البلاد المهرب تحت العباءة او المصدر منه تحت الشمس ، ومن منظمة اليونيسكو ومن تبرعات الميسورين او من خلال افتتاح رقم حساب في مصرف محترم وثقة يقود حملة تشمل الفقراء والاغنياء تحت مسمى " دولار واحد لأنقاذ حضارة وادي الرافدين " فأن استجاب لهذا النداء غير المكلف مائة مليون آدمي ، ستكون الحملة قد جمعت مائة مليون دولار .
عاشرا : يتم بناء متحف حديث لعرض قطع وجرار واختام وتماثيل وصحون الآثار المستردة ولا ضير من اقامة المتحف في عمان او دمشق او ابو ظبي او لندن او تحويله الى متحف متنقل يطوف على البشرية كلها وتطوف هي حوله باكية نائحة كما شاهد على جريمة متنقلة ، رأى كل شيء بعيني جلجامش.
حادي عشر : بالمستطاع اضافة فقرة الى اعلاه ، خاصة بالمخطوطات واللوحات والكتب القديمة المنهوبة واية لقى اخرى .
ثاني عشر : المقترح يحتمل التزييد او التنقيص او الاضاءة ، او اعادة صياغة لتخليصه وتنظيفه من بعض مفردات القسوة او العيب .
ثالث عشر : تنطلق الحملة الاعلامية المروجة لهذا الفعل الجميل من قناة الشرقية واخيتها جريدة الزمان ليس استئثارا انانيا بهذا المجد ولكن لحق الملكية الفكرية والاخلاقية وخراج دعاء قوم مقهورين .
علي السوداني/الاردن /عمان
[email protected]

#علي_السوداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات