أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول















المزيد.....

المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 668 - 2003 / 11 / 30 - 03:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما نتكلم على الخلافة العباسية يتبادر الى أذهاننا سريعا كتاب ألف ليلة و ليلة، وقصصه التي سمعنا بها عندما كنا صغارا. فعلاء الدين و مصباحه السحري و السندباد البحري و علي بابا و قصص كثيرة أخرى قد ترسخت في أذهاننا و بنينا عليها مخيلاتنا و أحلام طفولتنا.
و الآن، و بعد أن تقدم بنا العمر، فحينما نسمع عن العباسيين شيئا، يشتعل ضوء أحمر ساطع ليذكرنا بما قرأناه عن مجالس طربهم و غنائهم و رقصهم، و سباحتهم بالشهوات، شهوات الشراب و شهوات الجواري. جواري الدنيا و الأرض اللواتي كان الخلفاء العباسيون يفضلوهن على جواري السماء و الجنة. إنهن بالنسبة لهم: _فختاية_  في اليد  خير من عشرة على الشجرة، و جارية تداعبهم في الحياة الدنيا أعذب و أرق من أخريات يداعبنهم في الحياة الآخرة.
و قد أعطانا الخليفة العباسي المتوكل على  الله، و الذي يسمونه، ذوي الدشاديش القصيرة و المجرمون بالإسلام، بمحيِ السُّنة و مبطل البدعة،  مثلا يصلح أن يصبح موضوع دراسة عن النهم و الشبق الجنسي الحيواني العنيف، و مثلا  لنعده صاحب رقم قياسي في الإنعاظ،  إذ كانت لديه، و كما يذكر المسعودي، أربعة آلاف حظية وطئهن جميعهن.
و لم يكتف الخلفاء بالحواري فقط بل حوَّلوا أنظارهم الى الولدان المخلدين،  فتطن برأسي أبيات شعر قالها إبن أبي النعيم:
أميـرنا  يرتشـي ، و حاكـمنا ………يلوط، و الرأس شر ما راس
قاض يرى الحدَّ في الزناء، ولا…..……يرى على من يلوط من باس
ما أحسب الجور ينقضي وعلى الـ…...أمـةِ والٍ مـن آل عبـاسِ

و تتبادر الى الأذهان أيضا ما قرأناه عن المكائد و المؤامرات، فهذا ينافق في حضرة الخليفة ضد ذلك، فتتحرك عجلة المؤامرات لتسحق هذا في السجن أو تغدر به بذلك بالسم أو تغتاله طعنا بالسيوف، و يُـقتل الخليفة  ليحل الآخر مكانه. ثم يأتي ولي عهد ليقتل الخليفة و يجلس على عرش الخلافة، و هكذا.
و باسم الإسلام كان يحدث كل شئ، و كانت المساجد تصرخ بأعلى اصوات وعاظ سلاطينها بالدعاء للخليفة، ثم تعود لتستبدل الخليفة بآخر كان قد قتل الأول غدرا، بطعن أو بتسميم.
 و ينام الناس على اسم خليفة ليصبحوا على اسم خليفة آخر. فمات الخليفة و عاش الخليفة، و مات الملك و عاش الملك، و نفق جحا و ولد إبن عمه.
و تأتي الى الذاكرة  أيضا الغزوات و الحروب التي تستعبد هذا الشعب و ذاك، و ما دام الاستعباد و القهر واقعا على شعب آخر فهذا شئ يعظِّمَه المدافعون عن الحروب و نهب الشعوب و يمجدونه و يتحول خليفة ذلك الوقت و قائد جيشه قديسا تصعد قدسيته الى السماء بدعاء وعاظ السلاطين و بركات القضاة.

مواقع بعثية دموية و طائفية  إجرامية تكتب عن سقوط بغداد
لقد قرأتُ في مواقع طائفية وهابية عن  "سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية" ، فكتب أحدهم، من ذوي الدشاديش القصيرة و اللحى المتعفنة، يذكر أنه "كان لقضاء المغول على الطائفة الإسماعيلية وقع حسن عمَّ العالم الإسلامي على الرغم مما عانوه من وحشية المغول و تدميرهم". ثم يستمر ليقول : " نجح هولاكو في تحقيق هدفه الأول بالقضاء على الطائفة الإسماعيلية و تدمير قلاعها و إبادة أهلها".
لم يهم الكاتب شيئا ما دام الخراب قد حلَّ بآخرين سودا كانوا أم بيضا أم صفرا، بل يفرح لأن المصيبة وقعت على الغير، و لم تتحرك في نفسه شعرة شفقة أو رحمة تاريخية.
و لكن هولاكو استمر في طريقة الى بغداد ليواصل تحقيق هدفه الثاني في التوسع، وعـمَّ العالم  الإسلامي حزن و بكاء بدل ذلك  الوقعٌ الحسن و الفرحٌ الذي عـمَّ أولئك الذين افتخروا و فرحوا لوحشية المغول و هي تطبق على الطائفة الإسماعيلية أو غيرها من الطوائف و الشعوب.
و على الرغم من مرور قرون عديدة و طويلة،  تذكرنا همجية البعثيين و رفاقهم من ذوي الدشاديش القصيرة بهمجية المغول، و يذكرنا صدام الدموي بجنكيزخان و هولاكو. بل  إن وحشية المغول و همجيتهم لم تصل الى الدناءة و الوحشية التي قام بها البعثيون و الوهابيون في اغتيال الأبرياء من الرجال و النساء و الأطفال العراقيين.

بعد القضاء على حكم الدم و الغدر الذي طغى في العراق على مدى الأربعين عاما الماضية، حاول العفالقة البعثيون، و مرتزقوهم من الأعراب و آخرون، ربط إنهيار هذا الحكم الارهابي و مقارنته بانهيار حكم المستعصم، و نهاية الخلافة العباسية في بغداد، على أيدي التتار. إن المجرمين البعثيين و الإرهابيين من الوهابيين الـ -بن لادنيين-  و من لف لفهم يدقون على نفس الآلات و يرقصون في المرقص نفسه.
الممجدون للإرهابيين  يفرحون لما يقع في العراق من إجرام و قتل، على أيدي الدمويين البعثيين و على ايدي الوهابيين، و لكن عندما دخل الإرهاب  أراضي السعودية بدأ المجرمون يمضمضون بأفواههم، لأن الإرهاب قد مسّـهم.

و حاول الإرهابيون تعليق سبب سقوط العباسيين و قتل المستعصم على أكتاف وزيره إبن العلقمي، ليتركوا الخليفة وقائد الجيش و الآخرين من المخصِّـين من حائكي المؤامرات و الإغتيالات بعيدا عن أسباب السقوط، و يبرئون ساحتهم بل و ينزهون موقفهم.
يتهمون إبن العلقمي المثقف و معروف الأهل و النسب و الحسب ليبرئوا قائد الجيش المملوك المخصي، الذي اختطفه الجيش العباسي في إحدى الحروب، أو أسره، أو من الذين بيعوا في سوق النخاسة.
إن البعثيين و الوهابيين صفقوا لمنكَـر الأصل و النسب، المجرم صدام، مثلما دافع سلفهم الطالح عن المماليك المخصيين. لقد صحب اللئام  لئام الأصل.
و كما يقول الشاعر الغرناطي الخضر بن أحمد بن الخضر بن أبي العافية:
و أصحب كريم الأصل ذا فضل فمن ……. يصحب لئيم الأصل عُـدَّ لئيما.
لقد كتب الدكتور علي الوردي في (تاريخ العراق الحديث) إن المماليك لم يكن لهم آباء يراقبونهم و يحرصون على سلامة أخلاقهم، و لهذا كانوا ينجرفون في طريق الانحراف دون رادع أو حياء. فالمماليك حين كان يُؤتى بهم و هم صبيان الى بغداد، قد يتعاطون اللواط فيما بينهم أو يتعاطاه معهم المعلمون. فهل يريد علي الوردي أن يذكرنا  بما حل بصدام الدموي المنكر الأب و فاقده؟

من المسؤول عن سقوط الدولة العباسية؟
ترى هل كان إبن العلقمي هو المسؤول عن سقوط  الدولة العباسية ؟ و في حالة كونه مسؤولا فهل كان هو الوحيد، أم أن هناك أشخاصا آخرين و أسبابا أخرى أدت الى سقوط العباسيين  و إنهاء دورهم في حكم العراق، هذا الحكم الذي كان لا يستند الا على القسوة و العرصنة و هز بطون الجاريات؟
قبل الدخول في صلب الموضوع يجب أن نعرف:
*أن إبن العلقمي هو شيعي المذهب، و إن الذين كتبوا ضده هم من معادي الشيعة الى حد بعيد لا يمكن تصوره، الى النخاع، و إذا عرف السبب بطل العجب. و يأتي الأحفاد الإرهابيون ليستعملوا نفس الاسطوانة المشروخة، لتبرير المجازر التي قاموا بها ضد الشيعة في أفغانستان و مثلهم مثل سلفهم الطالح الذي قام بمذابح قبل قرون في أيام الدولة الأموية و الدولة العباسية و الإمبراطورية  العثمانية .. الخ، ويستمرون بأعمالهم الإجرامية حاليا  في باكستان و في العراق أيضا. و لا أعني بهذا أن إجرام الإرهابيين لم ينل الناس من غير الشيعة، بل على العكس فإنه بالنسبة للمجرمين لا فرق بين هذا الإنسان و ذلك، و لا فرق بين عربي و أعجمي بالقتل و الإرهاب.
 و تؤكد انفجارات الأول من رمضان لهذا العام أن الإرهابيين لا يريدون القتل إلا لأجل القتل  لتأكيد طبيعتهم الإجرامية الدموية و المعادية لكل إنسان عراقي و سلامته. و هكذا فلم يسلم من اغتيالاتهم لا الطفل و لا المرأة و لا الرجل و لا العجوز، مهما كان لون جلدة الضحايا أو عقيدتهم. و لم تسلم كذلك المساجد من تفجيرات قنابلهم.
و لا يمكننا أن نفرق المجرمين من البعثيين و الوهابيين عن أقرانهم من المغول.
* استخدم معادو الشيعة اسم إبن العلقمي و جعلوه شماعة يعلقون عليها أسباب فشلهم في الحياة،  و عند تعليق التهمة برقبة الوزير، الشيعي، فلماذا لا تعلق كل تهمة و كل فشل برقاب الشيعة. هؤلاء الشيعة الذين لم تستطع أقوى قوة اضطهاد في التاريخ أن تمحيهم من على وجه البسيطة.
*إن الكتاب المؤرخين الذين ينضحون بالعداء للشيعة و لابن العلقمي من الذين كتبوا عن سقوط العباسيين  قد ألفوا كتبهم في هذا الموضوع بعد سنوات عديدة من انتهاء حكم العباسيين في بغداد، فملئوا كتبهم بالشتائم و التزوير و الكذب. فلم يكن الصحاف هو الكذّاب الأول، و لم يكن قرينه النازي غوبلز هو الذي ابتدع نظرية: اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، بل أن قبلهم بقرون كثيرة قام بالكذب و التزوير المدافعون عن الإضطهاد و الوحشية الأموية و العباسية….الذين أرَّخوا  و كتبوا يمجِّـدون سلاطين القهر و العهر.
* و إن قسما من هؤلاء المؤرخين قد أظهر في كتاباته تشنجه و حقده الكبير فاستعمل كلمات سوقية ، ككلب و خنزير مثلا، عندما وصف إبن العلقمي.

يتبع

محيي هادي - أسبانيا
تشرين الثاني/20003



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه
- نص كلمة بعد الكلمة و النصف
- ياقوت الحموي ذكر اسم الأهواز أكثر من ثمانين مرة
- الأهواز أم الأحواز أم الأخواز
- الأهواز أم الأحواز
- تهنئة لأمينة عواد النيجيرية
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول