أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي الحسيني - كيمياء جلال الطلباني















المزيد.....

كيمياء جلال الطلباني


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أتابع منذ سنوات ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق كل تحركات الكتل السياسية والصفقات التي أبرمت فيما بينها ، ولم أجد كتلة سياسية واحدة تتطلع الى بناء العراق ورص صفوفه وأنقاذ شعبه من آفات الأرهاب التي أستفحلت بشكل كبير خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام البائد ، فالجميع يبحث عن المكاسب المادية وغير المادية لحزبه ومنتسبيه ! وبطريقة أصبحت مكشوفة تماماً ، ليس من خلال التصريحات التي يطلقها المسوؤلون فحسب ، أنما حتى داخل أروقة البرلمان العراقي والذي يقال أنه يمثل الشعب العراقي !! وهذا غير صحيح ، فالبرلمان العراقي هو يمثل قوميات ومذاهب عرقية أنضمت تحت يافطة الاحزاب سواء كانت دينية أو غير دينية ، الأمر الذي حذا بشرائح الكتل السياسية أن تتساوم فيما بينها على تسلم المناصب داخل الدولة العراقية ، وقد أنيطت المناصب العليا بأشخاص لا تربطهم علاقة حميمية بالوطن العراق ، ولهذا نجدهم يتناسون تماماً أنهم في مواقع عليا تمثل كل التكوينات العراقية المتنوعة من زاخو الى الفاو !!

ولو سلطنا الأضواء على شخصية الرئيس العراقي الذي أنتخب على أثر الصفقة السياسية المعروفة ما بين الاحزاب الشيعية المتمثلة بقائمة الأئتلاف العراقي الموحد وما بين التحالف الكردستاني ، وأغراض هذه الصفقة كانت واضحة وصريحة جداً ، هدفها تحويل محافظات العراق الجنوبية كتابع لايران من خلال أقامة أقليم الوسط والجنوب والذي يتطلع له المجلس الأعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم المتحرك بأوآمر أيرانية صرفة ! ومازال هذا المجلس يقاتل قتالاً مريراً لآنشاء هذا الأقليم وبمساندة التحالف الكردستاني ، ألا انهم لم يتمكنوا من تنفيذه جراء الاعتراضات الكثيرة التي واجهتهم داخل البرلمان العراقي من قبل بعض الاطراف التي لها ثقلها في الشارع العراقي ، ومازالت حتى هذه اللحظة تحاول فصل الجنوب والوسط عن العراق بما يسمى بأقليم شيعي !!

أما التحالف الكردستاني الذي يستقل بأقليم كردستان العراق ، فتصرفاته لا توحي بأنه أقليم داخل العراق أنما هو دولة مستقلة تماماً عن السلطة المركزية في بغداد ، ولهذا ثمة الكثير من القضايا الشائكة والعالقة ما بين الاقليم والمركز ، وحين نقرأ نشرات الاخبار في كل وسائل الاعلام سنجد أن الخلافات ما بين حكومتين لدولتين ! وما تقوله بغداد لا ينفذ من قبل أربيل !! لا بل يجابه بشدة عبر وسائل الاعلام الكردستانية ، ولهذا ظلت العلاقة متشنجة حتى هذه اللحظة ما بين حكومتين ! بسبب عقود النفط التي أبرمتها حكومة الاقليم مع شركات أجنبية من دون الرجوع الى الحكومة المركزية ، وكذلك الخلاف الكبير على المادة 140 التي كما يقول القانونيون أنها أنتهت دستورياً بنهاية المدة التي كانت مقررة لها نهاية عام 2007 !!

فأذا كانت هذه المشاكل الكبيرة ما بين الاقليم والمركز مازالت مستعصية الحل فكيف بنا نحن العراقيون فيما أذا أنشأنا أقليم الجنوب وأقليم الوسط وأقاليم أخرى ؟ بالتأكيد سوف نحتاج الى مئات السنين لحل الخلافات ما بين حكومات الاقاليم وما بين الحكومة المركزية !! ويبقى المواطن العراقي ينتظر فرجه في الكهرباء والماء وعملية أعمار العراق التي ستكون في طي النسيان حتماً !!

أعود الى السيد رئيس الجمهورية العراقية جلال الطلباني والذي يعتبر رمز العراق الاول ! من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، فلم أسمع يوماً أن هذا الرئيس قد صرح تصريحاً واحداً يخص العراقيين !! ويحاول أن يسّكن جراحاتهم التي تفاقمت خلال سنوات الارهاب الذي أكل الاخضر واليابس ، كل ما نسمع منه تصريحات تحسب على النطاق الحزبي فقط ، وقد يكون أن الرئيس طلباني ينسى أنه رئيساً للعراق ! ولم يتذكر سوى أنه زعيم حزب ! ولسوف أتطرق الى بعض التصرفات التي يسلكها ، ومنها على سبيل المثال بعد الوعكة الصحية التي آلمت به في العام الفاءت ونقل على أثرها الى العاصمة الاردنية عمّان ، وما أن تماثل للشفاء عاد بطائرته الخاصة الى مدينته السليمانية ! وتم أستقباله من قبل أعضاء حزبه فقط ! بينما كان من المفروض العودة الى العاصمة بغداد ويقام له أستقبال رسمي باعتباره رمز العراق الاول !

وفي أخر تصريح له بدوكان السليمانية أيضاً بعد توقيعه الاتفاق الثلاثي ما بين الحزبيين الكرديين والحزب الاسلامي ، صرح الرئيس بعد أن سأل من قبل الصحفيين حول أتفاقية الجزائر وهل مازالت سارية المفعول مع أيران ؟ فأجاب الرئيس وبقوة : أن هذه الاتفاقية تعتبر ملغاة من طرفنا العراقي ! والحق يقال أن هذه الاتفاقية التي وقعها شاه أيران مع صدام حسين عام 1975 كانت بمثابة صفقة رابحة لايران ، عكس العراق الذي خسر فيها جزء مهم من شط العرب والذي يعتبر المنفذ الوحيد للملاحة البحرية العراقية في مدينة البصرة ، مقابل قمع الحركة الكردية التي كانت في حرب مع النظام العراقي آنذاك ، وكل من سمع تصريح الرئيس أنتابه شعور بالفرح ، وسرعان ما صرحت أيران أن هذه الاتفاقية لا يمكن أن تكون ملغاة وهي نافذة المفعول ولم تتغير بتغير الانظمة سواء كانت في العراق أو أيران ! وفي اليوم الثاني وعلى الفور سارع مكتب الرئيس العراقي لينفي كلام الرئيس وتصريحه بشأن هذه الاتفاقية ! وتم تبرير كلامه بطريقة سمجة لا يمكن أن تفوت على الاذكياء من قبل وسائل الاعلام العراقية !

الرئيس تراجع عن كلامه بمجرد فتحت أيران نيران كلامها ، وبتراجع الطلباني عن تصريحه ، فوراً عادت ايران الى لهجتها الدبلوماسية مؤكدة أن شخص الرئيس تربطهم معه علاقات صداقة قديمة ، في الوقت التي تدك المدفعية الايرانية قرى وقصبات مدينة السليمانية في كل وقت تزامناً مع المدفعية والطائرات التركية التي قتلت الابرياء من الشعب الكردي ومازالت مستمرة بعدوانها !!

الرئيس العراقي الطلباني لم يكلف نفسه يوماً زيارة مدينة عراقية ليثبت عراقيته أولاً ويثبت رئاسته ثانياً ! لم يفعل ذلك ، فهو لا يغادر قصره في بغداد المدجج بالحمايات ألا الى مناطق محدودة ، أما مدينته السليمانية أو المنطقة الخضراء ، أو في سفراته الى المؤتمرات خارج البلاد ، ولهذا لم يعترف الملايين من العراقيين البسطاء وغير البسطاء بأن رئيسهم هو جلال الطلباني ، وهذا هو واقع الحال ، فالرئيس الذي لم يختلط بابناء شعبه ليس برئيس !!

أنه رئيس المحاصصة الطائفية التي لا تنطبق على شخص الرئيس فحسب أنما على غالبية الوزارات والقيادات العليا ودونها ، واحدة من الاسباب الحقيقة التي أفضت بالعراق الى هذا الصراع الدموي وتعقيد الحلول في الخروج من الانزلاقات والمآزق والمطبات التي وقع فيها العراق ، ألا وهي المحاصصة الطائفية !!

ولو ألقينا نظرة سريعة على التاريخ السياسي للرئيس العراقي لوجدناه كالثعلب السياسي الذي ينتقل من مكان الى آخر ويعقد أتفاقاً وينقظ آخر !
لقد نجح جلال الطلباني بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ليكون نداً حقيقياً للحزب الديمقراطي الكردستاني ، ودخل في حروب ذهب ضحيتها الأبرياء من الاكراد ، كل ذلك من أجل الزعامة والسلطة ! ولا أريد التطرق الى تعاونه المباشر مع النظام المقبور ومجازر بشتاتان ودخوله أربيل وغيرها الكثير ! لكنه اليوم ومنذ أكثر من عامين تسلم أعلى سلطة في العراق ولم يكن يوماً من الأيام يحلم بها ، ألا أنه ينسى أو يتناسى أنه رئيس العراق !

الأمر الذي جعله داخل محيطه الحزبي الضيق الذي يتركز في مدينة السليمانية فقط ، وقد ذهبت منه هيبة الرئيس التي كان يحلم بها وان كان فيها ! وما يكتب من قبل بعض الصحفيين والأدباء والكتاب في الصحف والمواقع الألكترونية لتمجيد الرئيس جلال الطلباني على كل كلمة يقولها في مؤتمراته ، أنما هي مقالات أو كتابات مدفوعة الثمن سلفاً ! من قبل الرئيس أو مستشاريه لتلميع صورته وهذه الكتابات كثيرة نسبياً ! وقد قرأت في جريدة المدى بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة بانوراما عن مسيرة قيادة جلال الطلباني لرئاسة العراق ، جاعلين منه الرئيس الذي كان يحلم به الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية ! والحقيقة هي العكس تماماً !

في دول العالم الديمقراطية ثمة أنتخابات يشترك فيها عموم الشعب لينتخب رمزه الاول ، أما في العراق فالمحاصصة الطائفية هي التي تحدد الرئيس ، وهذا أحد أسباب أخفاقات الديمقراطية العراقية التي أوصلتنا الى قاع الحضيض !!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام أسوء من عام !
- تحالفات مشبوهة
- قلب عبد الستار ناصر
- السياب في ذكراه ال 43
- ثعالب النار
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي الحسيني - كيمياء جلال الطلباني