|
عرض لكتاب: يوسف الخال ومجلته شعر. بيروت 2004
حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:57
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
بقلم الأب أماتاييس السالسي
صدر هذا الكتاب عن “دار النهار” بالتعاون مع المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، ضمن سلسلة “نصوص ودراسات” رقم 94، وهو من تأليف الأب الإيطالي، جاك أماتاييس السالسي، Jacques Amateis SDB، التابع لرهبنة دون بوسكو في ضهر الحصون في جبيل، والذي يعمل الآن في المؤسسات الرهبانية في الديار المقدسة. يقع الكتاب في 313 صفحة موزعة، كما هو متوقّع وبالتساوي، على قسمين رئيسين يتناول الأول سيرة يوسف عبدالله يوسف الملقّب “عبدروش” الخال الثقافية في فصول ثلاثة. يضم الفصل الأول مراحل ثلاثا وهي، نشأة الخال 1916-1948، فترة الغربة في أمريكا 1948-1955 والتمهيد للحداثة 1955-1956 (ص. 23-63)، وفي الفصلين الثاني والثالث مرحلة واحدة في كل منهما، السعي من أجل الحداثة 1957-1964 (ص. 70-90)، التصدي لجمود اللغة أو ولادة اجتماعية وثقافية من جديد (ص. 91-134). أما القسم الثاني المكرّس لمجلة “شعر” فيحتوي على فصلين، المنطلقات الفكرية وأهداف النهضة الشاملة (ص. 137-234). والصفحات الأخيرة من الدراسة، 237-313، تضم ثبت المصادر والمراجع والملاحق، حيث يجد القارىء قوائم ببليوغرافية تُعنى بكل ما يمتّ بالشاعر وبمجلته بصلة، زد على ذلك قرابة ألف ومائتي ملحوظة في نهايتي قسمي الدراسة. اعتمد المؤلف في دراسته التوثيقية المتأنية هذه على مصدرين، شفوي وتحريري هما، العمل الميداني أي مقابلة الأشخاص الذين ربطتهم بيوسف الخال صلة ما وكذلك زيارة أماكن كثيرة تعلّم أو عاش فيها الشاعر خلالَ حياته 1916-1987. ومن هؤلاء الأشخاص ننوّه بزوجة يوسف الخال الثانية، مهى بيرقدار الخال، الشقيق رفيق الخال، العمّة جميلة الخال، داؤد الخال نسيبه، مجموعة من الأصدقاء والمعارف مثل: جبران جريج وكمال خولي وبدر ديب ورفيق معلوف وعبدالله حلاق وماجد فخري ومحمد الشماع وسهيل حدّاد. كما وقام المؤلف، الأب جاك، بزيارة عدة أماكن بغية التحقق من بعض المعلومات أو جمعها، منها عَمار الحُصْن، مسقط رأس الخال، ومدرسة القبة بطرابلس والجامعة الأمريكية ببيروت، وصيدا والمحردة، الواقعة بالقرب من حماة، وحلب. أما المصدر الثاني فهو الاطلاع على العديد من الصحف والمجلات التي نشرت نتاجا ليوسف الخال مثل: أدب والأديب والآداب وآفاق وثمرة الفنون وصوت المرأة والنهار والنشرة والبستان والنهضة والمنار والهدى، وبطبيعة الحال أعداد مجلة “شعر” التي أسسها الخال عام 1956. لم يتسن للأب جاك الاطّلاع على صحيفة “السمير” لإيليا أبي ماضي والمجلةالأمريكية اللبنانية Lebanese American Journal . أضف إلى ذلك هناك قائمة طويلة بمصادر ومراجعَ بالعربية والإنجليزية والفرنسية، مثبتة في نهاية الدراسة 237-265. ومما يجدُر ذكرُه أن الأب جاك كان قب قابل المرحوم يوسف الخال وتسلّم منه رسالة مؤثرة وهو على سرير المرض في باريس(الملحق رقم 21) وكذلك التقى بآخرين أمثال أدونيس وأنسي الحاج وفؤاد رفقة وشوقي أبي شقرا وخالدة سعيد. من المعروف أن يوسف الخال قد أبلى بلاء حسنا في حركة الحداثة عبر مجلته المعروفة في عالم الشعر العربي الحديث “شعر”، التي ساهمت في ابتكار قاموس شعري حديث مطعّم بألفاظ محكية وبتأثير أجنبي، وتصدّرت فيه الجملة الاسمية بدلا من الجملة الفعلية، كما وحلّ الإيقاع في التكوين الداخلي محل الوزن التقليدي والقافية. كل ذلك أدى في نهاية المطاف، إلى بزوغ قصيدة النثر. وكان همّ الخال الوصول إلى لغة تقرأها كما تتكلم، أي ولادة أكبر حدث في تاريخ العرب، وهو “اللغة العربية الحديثة اللي بتنكتب، وفي الوقت نفسه - بتنحكي” (ص. 165). هناك من يذهب إلى أن الحياة صراع والوجود حركة، وهذا الطرح بادٍ على أشدّه في عالم الخال فكريا وروحيا. وحول السريالية الفرنسية ومجلة “شعر” يُنظر في أطروحة الدكتوراة تحت هذا العُنوان بقلم جرجي حليم سلهب، بيروت، جامعة القدّيس يوسف، 1980. وكان لشخصية شارل مالك، الأستاذ والمفكر، التأثير الواضح على عقل الخال وفلسفته في الوجود والحياة. وهناك نفر من الباحثين الذين شنّوا حربا قاسية على المجلة مثل جهاد فاضل في كتابه “الأدب الحديث في لبنان: نظرة مغايرة، لندن 1996، الذي ذهب إلى أن مجلة ”شعر” رمت إلى هدم التراث العربي وإلى تهميش اللغة العربية الفصحى وتبني الثقافة الغربية بدلا من العربية. والتراث في نظر يوسف الخال هو الذي يعيش فينا، ولا بدّ من تحرير العقل، إذ أن الثورة الحقيقية تنبع من صميم الإنسان لينظر إلى الوجود ويتأمل بعقل متحرر متفتّح ومحبة لأخيه الإنسان. وحول موقف يوسف الخال إزاء ازدواجية اللغة، الفصحى والعامية (بالأحرى: العاميات)، يمكن القول إنه رأى في اللغة كائنا حيّا، وهذا من أبجديات علم اللسانيات الحديث، إلا أنه نادى باستخدام اللهجات العربية المحكية الحية في مجالات الأدب والفكر والفن، وقد تنبأ بانتشارها في كافة البلدان العربية. وهذه اللهجات التي انبثقت من العربية الكلاسيكية هي أربع فصائل: المشرق العربي والجزيرة العربية والخليج ووادي النيل والمغرب العربي. ومن النظرات اللغوية الثاقبة التي توصل يوسف الخال إلى بلورتها قوله إن اللهجة العامية، أية لهجة، هي نمط لغوي قائم بذاته، حيّ ومتطور على مرّ السنين وله قواعده الخاصة به. ونادى بالنظر إلى اللغة المحكية نظرة احترام لا دونية فيها بعكس ما هي عليه الحال في الأدبيات العربية التقليدية، ويحق لأي واحد منا استعمالها في كتابة الفكر والأدب، ولندع للحياة أن تقرر ما الوسيلة الأنجع والأصلح في التعبير ففي المنافسة إثراء وتنوع. وقد لاحظ الخال بحسّه الشاعري المرهف أيضا أن قضية اللغة تلقي بظلالها الثقيلة على لبّ أزمة الفكر العربي المعاصر، وإذا جمد الفكر والعقل جمدت وسيلة التعبير عنهما. يعبّر المرء عن فكره ووجدانه أجمل تعبير وأصدقه بلغة أمّه وذلك بصورة سيالة وعفوية وثيقة الصلة بالحياة، إذ أنها لغة الحياة ولغة الجميع. هذه اللغة يسميها الخال بعدة أسماء مثل “المحكية، العامية، الدارجة”، ولا يقصد بذلك لغة سعيد عقل “اللبنانية المشوهة” بل يرنو إلى تطوير اللغة المحكية وتهذيبها وتحويل العبارات العامية إلى المستوى الفصيح فيقول “أن نأخذ اللغة المحكية كما هي ونكتبها بأسلوب أدبي يرفعها عن مستوى اللغة السوقية الركيكة، وذلك باستعمال كل الألفاظ الفصيحة في القاموس، ولكن دون الوقوع في عقدة الفصحى. الفصل بين اللفظة وتركيبها ضروري في الجملة. ففي استعمال اللفظة نحن أحرار، أما في صياغة الجملة والتلفظ بها، فنحن مقيدون بالكلام المحكي” )ص. 105-، 106، من الكتاب قيد البحث(. بعبارة واحدة، حرية في انتقاء المادة القاموسية (lexicology) أما في مجال النحو، تركيب الجملة (syntax)، وعلم الأصوات (phonetics) فينبغي اتّباع لغة الحياة، اللغة المحكية، لغة الأمّ. بعبارة أخرى، ينادي يوسف الخال بتبنّي لغة عربية حديثة ديناميكية فيها نبض الحياة اليومية وزخمها، والنقطة الأهم هي طريقة الكتابة، ودعا إلى التخلّص من الإعراب ومن قيود لغوية صرفية قديمة كثيرة. وقد طبّق الخال نظرينه هذه في وضع الكتاب المقدس بلغة حديثة وهو الذي قال إن الشعراء الشيوعيين هم الذين طوّعوا اللغة العربية. وكما هي الحال في العديد من الحالات، هناك فجوة معينة على الدوام بين النظرية والتطبيق. ويكفي الخال فخرا أنه أثار قضية اللغة للنقاش الجادّ، محاولا طرح حلّ ما. وللمزيد بشأن هذه النقطة المركزية نحيل القارىء إلى كتاب جورج طراد، على أسوار بابل، صراع الفصحى والعامية في الشعر العربي المعاصر، تجربة يوسف الخال. بيروت، رياض الريس للكتب والنشر2001. وفي القسم الأول من الكتاب يتجوّل القارىء في دروب سيرة الخال الثقافية، ذلك الطالب الذكي والموهوب، لا سيما في لغة الضاد، الذي كان يزخر بالحيوية والتحرر، فكانت عدته الحق والأمانة والصراحة، وقد صقلته تعاليم يسوع المسيح أيما صقل، ورأى في الله قوة والقوة المعنوية مصدر لكل قوة مادية. بدأ يوسف الخال حياته الأدبية بكتابة الرواية “سلماي” عام 1936 والقصص القومية، وكان من الذين أيدوا الديكتاتورية العادلة والحكيمة. وهو الذي قال، وهو على سرير المرض بباريس “حياتي كلها خضعت للعناية الإلهية، لا للصدفة”. ردّد الأقدمون وأولهم، على ما يبدو، البحتري (820-897) مقولة “أفضل الشعر أكذبه” وجاءت على لسان البحتري: كلفتمونا حدود منطقكم والشعر يغني عن صدقه كذبه إلا أن شاعرنا رأى أن الشاعر رمز الحق وهو الذي قال “هوذا الشاعر رمز الحق في عالم ضاع عن الحق وتاه، يصلب النفس ليفدي أنفسا، مرغت في شهوة الحسن الجباه” (ص. 49). التحق الخال أولا بالحزب السوري القومي مع زمرة من المثقفين المعروفين أمثال سعيد عقل وغسان تويني وصلاح لبكي، إلا أنه سرعان ما انسحب منه عام 1944 دعا أبو طارق، شاعرنا، إلى كتابة الأدب القومي الإنساني لدفع أمة العرب إلى المجد والتضحية والإخلاص والإباء. كما وشنّ هجوما كاسحا ضد “التقاليد المهترئة” التي تغمط حقوق المرأة وتكبّل الفكر العربي من الانطلاق صوب فضاء الحرية الفسيح وتفرّق بين أبناء الوطن الواحد. والحرية السياسية، أو أية حرية أخرى مثلها مثل اللغة، ليست غاية في حدّ ذاتها، بل واسطة لتحقيق أهداف ومرام سامية تعود على الإنسان بالخير والبركات. وقد أحبّ الخال وطنه وهو الذي قال “لبنان يا بلدي الحبيب، إذا عبدتك لا أغالى”، واصفا إياه أيضا بـ “يَعْرُبيّ الوجه غربي الخصال”، وهو وارث القيم المسيحية، الحرية والعقل والمحبة في الشرق. وفي الغربة، في أمريكا، كتب الخال عام 1954: “أحن إلى لبنان والدرب بيننا عسير كدرب التائهين طويل. سأجتازه يوما ولو كان يدعي صغار الورى أن لا إليه وصول”. وفي أواخر السنة ذاتها وضمن إحدى خواطره الميلادية كتب يقول “يا يسوع! نجّنا من التجربة والغربة معا، وردّنا إلى أرضنا يا الله. فقد تاقت آذاننا إلى سماع الأجراس على سفوح لبنان وسهول سوريا”. وللعقل المكانة الأولى في فلسفة الخال، ولا حُرمة أو قداسة لأي شيء أو أي شخص، في وجه العقل الناقد بمحبة وحرية. والطريق إلى نهضة العرب تتمثّل في نقد التراث والتلقيح الثقافي عبر الترجمة واعتبر الخال الحضارة الإنسانية واحدة. وعند تأسيس مجلة “شعر” وصدورها أولا عام 1957 حى العام 1964، ومن ثمّ بين العامين 1967 و 1969 وصدور أربعة وأربعين عددا منها، كان مؤسّسها، يوسف الخال، قد تعرّف على مجموعة من الشباب الواعد الموهوب في الشعر والنثر أمثال أدونيس )على أحمد سعيد( وأنسي الحاج وخالدة سعيد وزكريا تامر وسعدي يوسف وشوقي أبي شقرا وعصام محمود وليلى بعلبكي ومحمد الماغوط. وبالرغم من الصعوبات الجمّة التي اعترضت مسيرة “شعر” من نواحٍ عدة، مثل العراق وسوريا اللتين منعتا دخولها اليهما، ومن خصوم كُثر فإنها مضت حازمة في طريقها قدماً دون أية مساومة أو تنازل قيد شعرة عمّا رأته حقا في أن تكون منبر أصحاب الكلمة الحرة في العالم العربي. يفضّل الخال لفظة “حركة” وليس “مدرسة” بالنسبة لمجلة “شعر” وما قدّمته للشعر والتراث الثقافي العربيين، بالرغم من أن اللفظة الأولى ليست صحيحة بالكامل، كان الخال يشدد دائما على الجوهر لا على المظهر. وللمزيد من العرض والبحث بشأن مجلة “شعر” ودورها في الحداثة الشعرية، من الممكن مراجعة أطروحة الدكتوراة، التي قدّمها باسيليوس بواردي لجامعة حيفا عام 2003. يبدو لنا أن الأب جاك لم يتسنَ له استغلال هذه الأطروحة في دراسته وذلك لصدور المؤلفين في نفس الوقت تقريبا، وعليه فمن المناسب والمطلوب مستقبلا مقارنة ما جاء في البحثين المذكورين حول القضية المشتركة، مجلة “شعر” والحداثة الشعرية العربية. هناك، بطبيعة الحال، بعض المآخذ ونقاط ضعف في هذه الدراسة المستفيضة، أهمها في تقديري عدم إيفاء بعض النقاط التي أثيرت في الكتاب حقها من العرض والتحليل مثل: قضية اللغة والخال التي أثيرت في أكثرَ من موضع؛ إدعاءات خصوم “شعر”؛ مؤلفات يوسف الخال غير المنشورة؛ كتابة الشعر التقليدي (ص. 120ملحوظة 298)؛ أية لغات عرف الخال؛ ترجمة الخال للكتاب المقدس؛ دور هذا الكتاب في ثقافة الخال وفلسفته؛ ما الفائدة من الملاحق “ 23 ورقة غير مرقّمة”. أضف إلى ذلك أن الخاتمة قصيرة وكان من الأفضل الاستعاضة بها بـ “خلاصة” شاملة ومفصلة قدر الإمكان. ومن الهفوات التي لاحظناها خلال مطالعتنا للكتاب يمكن الإشارة إلى: بعض المصادر الواردة في متن الكتاب لم تُدرج في قائمة المراجع (مثلا كتاب عبد الرحمن لؤلؤة، ص. 19) وكذلك ورود أسماء مصادر لم تستعمل أو بالأحرى لم يُشر إليها في متن الكتاب مثل أطروحة باسيليوس بواردي؛ خلل في التسلسل الأبجدي (ص. 257) وأخيرا أخطاء لغوية أو طباعية مثل: أول كلمتين في ص. 11، تأكد صحتها ص. 13، أفادني تفاصيل ص. 15، وفضلا على ذلك ص. 25، اعجابه المفرط بنفسه ووعيه موهبته الناشئة ص. 29، لم يتوفق إلى ذلك ص. 34؛ يحمل في تفسه ص. 35؛ أعضاء جدد اللحزب ص. 39؛ لصاحبها لبير أديب ص. 40؛ يدين بتعاليم ص. 40؛ لا أيجوز للعقل ص. 57؛ في تلك مرحلة قد ص. 57؛ نابع في الأساس عن ص. 62؛ من الافت للنظر ص. 62؛ (19093-1993) ص. 87؛ ولو انه من مواضيع ص. 102؛ قام بأكبر بعملية ص. 112؛ تحتفظ مكتبة المدرسة مجموعة ص. 114؛ من الأفضل إضافة اسم الفيلسوف الأكويني بالحرف اللاتيني ص. 123 ملحوظة 362؛ الورقتان ... لم تنشر في مجلة المنار ص. 132؛ بإلجام أقلام ص. 139؛ انسجامه الأصلى ص. 141؛ خوف أو مسأيرة ص. 151؛ البئر المجهورة ص. 159؛ جامعة ولأية ميشيغان ص. 166؛ لظروف حضرية جديد ص. 173؛ أت ألياس أبا شبكة ص. 177؛ منذ القديم ص. 186؛ (1988-1907) ص. 205؛ ولا حظ ص. 209؛ )1973-1882( ص. 264؛ مجلة شع ص. 267 في دفتي هذا الكتاب، بالرغم من هذه المآخذ والهفوات وأمها في تقديرنا استعمال أحرف الجر، ثمرة عمل مضن وجهد مشكور لإنسان غربي مخلص ومالك لناصية اللغة العربية نظريا وتطبيقيا، الأب جاك أماتاييس السالسي،تعرفت عليه في السبعينيات من القرن العشرين في القدس أيام دراسته الجامعية وتحضير رسالته للماجستير في الأدب العربي الحديث. آن الأوان للمستشرقين ولأساتذة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعات، في الشرق والغرب على حدّ سواء، أن يحذوا حذو هذا الأب الإيطالي المتواضع والمحبّ في السيطرة على لغة العرب حديثا وكتابة. تتجلى في هذه الدراسة التوثيقية المتأنية سمات الصبر وتقصي الحقائق وتحليلها باتزان وحكمة، ثم عرضها بأسلوب علمي سليم وسلس. بهذه الدراسة يكون الأب جاك قد أسهم في إثراء المكتبة العربية مُقدِّما صورة شاملة ودقيقة قدر الإمكان لمجلة “شعر” ولشاعر لبناني عربي مسيحي مؤمن بهويته هذه، اخترق جدار اللغة وفجّر جمود الأدب، نعته الكثيرون بلقب “أبو الشعر العربي الحديث”. أمامنا مثل ناصع ونادر لعربي مسيحي، فخور بدينه وثراثه، ذي أياد بيضاء في بناء الثقافة العربية الحديثة مبنى ومعنى. وردا على ما جاء في مذكرة لجنة الشعر المصرية عام 1964 من نقد كتب يوسف الخال معقبا ومصرحا بحدّة: “أنا شاعر لبناني عربي مسيحي ... فللجنة الشعر المصرية أن تقدّم ما شاءت من المذكرات ... ولكن شيئا واحدا، شيئا حقيقيا راسخا كجبل صنين، لا يمكن أن تؤثر فيه لجنة الشعر المصرية ومذكراتها، وهو أن يوسف الخال، وحده على الأقل، سيظل شاعرا لبنانيا عربيا مسيحيا ...، لا على التذكرة، بل بالفعل. وإذا كان من أمل للثقافة العربية، وبالتالي للمصير العربي من المحيط إلى الخليج، فهو أن يظلّ كل مسيحي عربي هكذا وأكثر” (ص. 157).
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المطرب الذوّاق و... المنسي
-
عرض لكتاب “سلالة فاطمة الزهراء، مواقعهم وفروعهم”
-
إنها سِهام جوْفاء يا غيث بن عاطف
-
تأثير اليونانية على العبرية
-
اللغة العربية واللهجة العامية
-
شذرات من مخطوط لجمعية مسيحية في كفرياسيف
-
إلياس لونروت أبو الملحمة الفنلندية، الكاليفالا
-
مدخل إلى ظاهرة انقراض اللغات
-
ميخائيل أچريكولا، أبو اللغة الفنلنديةالأدبية
-
ميكا والتري، الصوت الإنساني
-
أبراهام بورغ و-الانتصار على هتلر-
-
عالَم النبات في الأدب العربي
-
نظرة على واحة السلام
-
دولة واحدة وشعبان
-
القاموس
-
قاموس فنلندي عربي
-
في حقيبتك قنبلة
-
يوم الأرض ومخطط الجهض
-
دور اللغة في الثقافة
-
آراء وأفكار في الثقافة والفكر
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|