سعد محمد رحيم
الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:13
المحور:
المجتمع المدني
في السنين الأخيرة، ومع بدء كل سنة جديدة، تواجهني أسئلة محرجة يطرحها عليّ بعض من أصدقائي ومعارفي يريدون عليها إجابات قاطعة. وهذه الأسئلة هي من قبيل؛ هل سيكون هناك حل لمشاكلنا خلال هذه السنة؟ هل تعتقد أن الظروف الأمنية ستتحسن كلياً؟ هل ستتحقق المصالحة الوطنية؟ هل ستشرع الحكومة بتنفيذ وعودها الاقتصادية بإقامة المشاريع وتحسين الخدمات ورفع المستوى المعاشي للعائلة العراقية؟ الخ. ومن هؤلاء من يظن أن في جعبتي الأجوبة كلها طالما أنني كاتب وأنشر مقالاتي في الصحف. ومنهم من يرغب في مقارنة ما يحمل من تصورات مع تصوراتي، ومنهم من يود مناقشة أجوبتي. ومنهم من يسعى إلى ما يجعله مطمئن البال، إذ لا يود إلاّ سماع جواب متفائل.
هناك من لا يرضى إلاّ بتفسير واحد، بالركون إلى عامل واحد يفسّر ما جرى ويجري، وبوجهة واحدة، لا غير، يتصور أن الأحداث ستتخذها.. هناك من يأتيك وهو يحمل رأياً مسبقاً لن يتراجع عنه مهما قدمت له من تحليلات منطقية وبراهين تدحض رأيه. وهناك من يسأل لأنه في حيرة من أمره مثلك تماماً. وهذا النوع الأخير هو ما أفضّل شخصياً الدخول في حوار معه.
وأخيراً هناك من لا يقتنع بأنني مثله لست متأكداً تماماً من شيء، وقد أرجح احتمالاً على آخر.. وبطبيعة الحال، لا أمتلك الأجوبة اليقينية ولا أعلم إن كان ثمة من يمتلكها حتى بين أولئك الذين هم صنّاع القرارات وبأيديهم مفاتيح الحلول. فالخريطة السياسية ما تزال معقدة كما أرى، والعوامل المؤثرة فيها كثيرة ومتشابكة، وقد تخذل الوقائع الحادثة أكثر تنبؤاتنا منطقية يسبب مفاجآت الواقع نفسه، وبروز عوامل لم يحسب أحد حسابها. فالبلاد تعيش حالة مخاض صعب حيث الذي يجب أن يموت يتشبث بالحياة، والذي يجب أن يولد تعسر ولادته، لكن مقدمات الانتقالة النوعية لحياتنا بدأت تظهر في أفق الضباب الذي يلفنا، ولابد أن يأتي الفرج بعد الشدة. ولكن متى، وكيف؟ عسى أن يكون في هذا العام الجديد.
يقول المتفقهون في الدين أن كلمة السنة ترد في القرآن الكريم بالإشارة إلى الأزمنة الخانقة والصعبة في مقابل أن كلمة ( العام ) تشير إلى أزمنة الخير.
وإذن فلنقل هي عتبة عام جديد نضع أقدامنا عليها ونرجو ونتمنى ونأمل، ونميل إلى أن نكون متفائلين عسى أن يحدث تغير حقيقي في مسار حياتنا وننعم بالسلام والحرية والرخاء. وأعتقد أن الشرط الأول كي يحصل هذا، هو باقتناعنا جميعاً أن الهوية الوطنية هي فوق الهويات الأخرى لأنها وحدها التي يمكن أن تُخرجنا من النفق الكئيب والمقلق الذي حشرنا أنفسنا فيه، أو حشرونا فيه، وتضمن لنا المستقبل الجميل والمضيء.
#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟