أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - مقدمة في -الإعجاز العلمي- للنصوص المقدسة














المزيد.....

مقدمة في -الإعجاز العلمي- للنصوص المقدسة


شهاب الدمشقي

الحوار المتمدن-العدد: 668 - 2003 / 11 / 30 - 03:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضية الاعجاز العلمي في الكتب المقدسة قضية قديمة ، فكل ديانة تحاول ان تثبت ان كتابها الديني قد تحدث عن " حقائق علمية" .
سمعنا مثل هذا الكلام من القساوسة عن الانجيل ، وسمعناه من الحاخامات عن التوراة ....

في رأيي ان قضية الاعجاز العلمي للكتب المقدسة هي محاولة فاشلة للتضخيم من شأن الكتاب المقدس ،اذ من الواضح ان هذا المسلك يحمل النص اكثر مما يتحمل ، فأنت ببساطة تأخذ نصا ادبيا بلاغيا من القرآن ، ثم تقوم بلي عنقه ، وتسقط عليه تفسيرا معاصرا لا يناسبه البتة !!! اعطني أي نص أدبي ( شعر أو نثر لا فرق ) كي اجعل له عشرات الابعاد العلمية والنفسية والتاريخية والفلسفية والاجتماعية والاقتصادية ....الخ .

وتحضرني هنا حادثة طريفة حقا ، اذ يُروى ان احد الاشحاص اراد ان يسخر من جماعة الشعر الحديث ، فكتب هلوسات كلامية لا معنى لها ( مثل : الزمان يتمطى بملل فوق صخرة لينة ... لقد قرر ان يضاجع الريح فوق جبال الملح .... الخ ) ثم ارسل هذا الغثاء الى أحدى المجلات المتخصصة في شؤون الشعر الحديث وكل ظنه أنهم سيوسعونه شتما وتسفيها ، ولكنه فوجئ بالقوم هناك يشهقون اعجابا بهذه القصيدة العصماء ويتسابقون باكتشاف معانيها الفلسفية والفكرية العميقة وسط حيرة وذهول صاحبنا !!!!

لا ادري لماذا اتذكر هذه الحادثة كلما قرأت كلاما عن اعجاز علمي في كتاب مقدس .

ان أول من انتقد هذا الاسلوب علماء الدين الاسلامي انفسهم لأنهم رؤوا أن هذا التفسير يسئ الى القرآن بدلا من ان ينتصر له ، ولا تنس ان القرآن - كما قال علي بن ابي طالب - حمال اوجه ، اي يمكن لكل شخص ان يفسره على هواه ، وهذه سمة من سمات النصوص البلاغية كالقرآن.

لا يوجد في العلم شئ يمكن ان يقال عنه انه حقيقة ، فالعلم نسبي تتغير مفاهيمه مع تطور التكنولوجيا العلمية ، وكثير من الأفكار العلمية التي يستند عليها الإعجازيون مجرد نظريات تقبل المراجعة والتصحيح ، ومن الخطأ الشنيع التورط في تبني نظرية علمية لم ترق بعد الى مرتبة الحقيقة - ولن ترقى - وم ثم الإسراع بإقحامها في القرآن وتأكيد إثباته لها من 14 قرن!! ثم يثبت بعد ذلك خطأ هذه النظرية !!!!

وحتى اذا سلمنا بصحة هذا المسلك فمن الواضح ان الاسلاميين يستخدمونه بشكل مزدوج مبتور ،فعندما يتحدثون عن نظرية الانفجار الكبير تصبح هذه النظرية حقيقة علمية لا يرقى اليها الشك ، لماذا ؟ لان في القرآن نص يمكن أن نلوي عنقه ليتناسب مع هذه ( النظرية ) ولكن عندما يثار موضوع التطور ونظرية دارون تثور ثائرة الاسلاميين ويعبسون في وجوه العلماء ويقولون : نظرية داروين خرافة لا ترقى الى مرتبة النظرية !! لماذا ؟؟ لأنها تتعارض بشكل مباشر وصريح مع نص القرآن .

وهكذا يصبح الجهلة وانصاف المتعلمين علماء متخصصين في علم البيولوجيا ( أحد هؤلاء العلماء الف كتابا هاما سماه : الحجج العصماء في نقض نظرية داروين في النشؤ والارتقاء !!!! قرأت الكتاب فوجدت أن هذه الحجج هي آيات القرآن فقط !!!! ولا ندري كيف سيقتنع داروين وجماعته بهذا الكتاب !!!!)

ومن المفارقات المضحكة والمبكية في موضوع الاعجاز القرآني قصة الاعجاز العددي في القرآن ، فكثيرا ما نقرا عن حسابات عجيبة وغريبة حقا تتعلق بكلمات تتكرر في القرآن بتواتر دقيق ( على حد زعم المنظرين الاسلاميين .. وقد اختبرت هذه ارقام بنفسي ولم اصل الى النتيجة التي يتحدثون عنها !!!!!

ولا ننسى في هذا المقام ان اول من ابتكر صرعة الاعجاز العددي في القرآن هو الدكتور رشاد خليفة في كتيب نشره في الثمانيات سماه "عليها تسعة عشر" يومها هلل الكثيرون لهذا الكتيب دون ان يحاول شخص واحد ان يتحقق من صحة الحسابات والأرقام التي ذكرها خليفة .

طـُبعت الرسالة بكميات خرافية ووُزعت بالمجان باعتبارها معجزة القرن العشرين ، ثم ماذا ؟؟؟؟اكتشف الجميع الخدعة وصحوا من حلمهم عندما فوجئوا برشاد خليفة يدعي النبوة لنفسه ويستخدم ذات الرسالة التي وزعها المخدوعون في اثبات نبوته الكاذبة!!!!!



#شهاب_الدمشقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس في التراث الإسلامي
- نحن والغرب .. صراع أم حوار ؟؟
- الأسس الفكرية للخطاب الإسلامي المعاصر
- جماعة العصور - بدايات الحركة اللادينية العربية
- من الذي خلق الكون والإنسان ؟
- لماذا أنا لاديني ؟؟
- هل الديمقراطية تستلزم العلمانية ؟؟
- الحل الاسلامي .. حقيقة أم وهم ؟؟
- ابن الراوندي ... صفحة من تاريخ الالحاد في الاسلام
- التفسير العقابي للكوارث
- الخرافة في الإسلام والمسيحية
- محمد والنساء
- تحريم الرضاع بين العقل والنقل
- غلمان في الجنة ... تساؤلات محرمة
- تعدد الزوجات .... الهم الحاضر الغائب
- الدعارة الحلال !! .. قراءة نقدية في فقه زواج المتعة
- توظيف البحث العلمي لخدمة الأهداف الطائفية
- حد الردة ... لماذا ؟؟
- النزعة الطبقية في الإسلام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - مقدمة في -الإعجاز العلمي- للنصوص المقدسة