أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير دعيم - ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ














المزيد.....

ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ نعومة أظفاري , والنيل يشدّني , والحضارة الفرعونية والقبطية تجذبني اليها, فالشعب الذي بنى الأهرامات وأبا الهول وأوجد التحنيط وساد ومادَ, يستحقّ أن نحيطه فعلاً بهالة من التقدير . وممّا شدّني أكثر وأكثر , يوسف مُفسّر الأحلام , ذاك الذي بِيعَ للاسماعيليين وأذا به يتبوّأ منصباً ولا أعلى , ويعطي للشرف درساً في الشّرف, فيعبدُ الله في زمن كانت فيه العبادة كُفراً, ويسوسُ امور الاقتصاد المصريّ آنذاك والمنطقة بحكمة لا تُضاهيها حكمة , ثُمَّ يأتي كليم الله موسى فتتبارك ارض مصر به, فيُناجي ربّه من فوق ثراها , ويهمس اليه مع خرير نيلِهِ, ويسجد له فوق ترابها ....وتمرّالايام والسنون , وتتحقّق نبوءة الايام والاجيال في ملْ الزمن , فيهرب الفادي الحبيب من ظُلم أهله الى هناك مع عائلته المقدسة , فيتركُ أثراً في كلّ مكانٍ حطّت فيه عصا ترحاله وذويه, أثراً ما زال أهلنا هناك يذكرونه بحذافيره, وعاد الطفل السّرمدي , تحقيقا للنبوءة القائلة : "من مصرَ دعوْتُ ابني ".
حقّا ًلقد شدّتني بلاد النيل , وشدّني اهلها , فقد تمتعت كثيراً وأنا أقرأ كُتّابها , وأغوصُ في فلسفات أقباطها , وأقفُ دَهِشا ًمندهشاً: لقد أبدع هؤلاء الأقباط في كل شيء , أبدعوا حتّى في علم اللاهوت وفي التقوى والايمان , فكتبهم اللاهوتية جاءت آية ولا أروع !!.

وعزمتُ على زيارتها ...وكان أن زرتها سبع مراتٍ من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب , وفي كل مرّة كنْتُ أجدُ هذا الشعب الحيّ , أكثرَ خشوعا ٌوتقرُّباً لله , وأكثر صموداً , فما وجدته في القاهرة وكنائسها وناسها وجدته في اسوان والاقصر والصعيد وحتّى في الغردقة .
انها الفطرة والصّدق والايمان البريء الخالي من الشوائب , انها المحبّة الضافية ,محبّة يسوع تُهيمن على النفوس , فتشدّهم الى الكنيسة عائلات , يسجدون هناك ويجتمعون , ويتناقشون ويسهرون , والاهم انهم يحتمون بربٍ حيّ قال لهم : " تعالوا اليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم ".
لم يؤثّر الفقر في معنوياتهم , ولم يؤثّر الظلم في ايمانهم , بل زادهم صلابةً واقتناعاً ولُحمةً-رغم كل المحاولات والترغيبات-فتراهم في الكنيسة المُعلّقة كما في الازبكية او في قصر الدوبارة , يسجدون بخشوع ودموع , وابتهالات الى الفادي أن يباركهم , ويحميهم , ألَمْ يقل بأنه جاء ليكون لنا ولهم حياة ويكون لنا ولهم أفضل, وهو صادق وأمين .
أحببتُ هذا الشعب الفرعوني المُعمّد بمعمودية الربّ يسوع واحببت المصريين عامّة وتمنيت ان يفتح الله عيونهم جميعا فيروا نوره العجيب , ...نعم احببت هذا الشعب , احببت تواضعه وبساطته, وايمانه الفطري , احببت كرمه رغم ضيق اليد , واحببت أصالته لدرجة ان زرته سبع مرات , وفي كل مرّة كنتُ ازداد اقتناعاً بأن الحضارة الفرعونية , لم تأتِ من فراغ , فهذا الشعب الصامد الساجد في محراب المحبة يستحقّ حياة فُضلى حقًّا.
لقد لمست الصدق والشهامة هناك , نعم وها أنا ادوّنُ ثلاث حوادث بسيطة :
1- كنت وزوجتي في الكنيسة المُعلّقة ومن بعد ان صلينا وشاهدنا بام أعيننا الخشوع في أحلى صوره , اشترينا بعض الايقونات والسلاسل للذكرى من صبية تبيع في كُشك للكنيسة , فأشرت لزوجتي بعد ان دفعت الثمن , أن تُعطي بضع الجنيهات لتلك الشابة البائعة , وكم كانت دهشتي كبيرة , حين رفضت قائلة : لا يا سيدتي , ان كنت تريدين التبّرع فهاكم الصندوق وللحق اقول لم يكن بجانبنا احد في تلك اللحظة , وضحكنا وشمخنا انا وزوجتي اكبارًا بهذه النوعيّة من البشر , في حين ان نوعيات اخرى كانت تحاصرنا في كل لحظة وما من عَتَب كبير فالظروف قاهرة حتّى في القاهرة!!.
2- كنّا في الاقصر , ودخلنا احدى الكنائس هناك , وكم كانت دهشة اهلنا في الكنيسة , عندما علموا اننا من الجليل والناصرة , فكادوا يتبرّكون بنا قائلين : اذاً انتم من بلد الربّ يسوع , انتم من هناك !! يا نيالكم , وعرفتُ وقتها مدى ايمان هؤلاء البشر , وعرفت ايضاً اهميّة الجليل والناصرة وبيت لحم واورشليم , حيث داست قدما الرب يسوع ثراها , وحيث ما زالت همساته ترنّ في جنباتها .
كنت في كنيسة الازبكية واجتمعت لقمص طالما احببت وعظاته وترانيمه , واقصد القمص الورع مكاري يونان , وهناك اردنا شراء صليب خشبيّ للذكرى , وكم كانت دهشة البائعة كبيرة حين علمت اننا من الجليل فقالت بنبرة صادقة :نحنُ أوْلى ان نشتريَ من زيتونكم , من ناصرتكم , فالربّ هناك , كان وما زالَ , والسماء عندكم أقرب لله المُحبّ !!..وكبرت الاخت القبطية في عينيّ وعينيّ زوجتي , انها الصّراحة والصدق الذي لا يعرف التزلّف
ولا اخفي عليكم انني افكّر ان اعود لمصر , فقلوبنا مع هذا الشعب الصامد , المظلوم , الراكع في محراب المحبة , وكيف لا اعود وهذا الشعب أعطى للانسانية لوناً وطعما منذ آلاف السنين وما زال , لونأ تتربّع القداسة فيه , ويُتوّجُ يسوع على قلبه!!.




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحُبُّ أقوى
- أعطنيها
- بائِعةُ الورد
- عامٌ جديدٌ وأملٌ جديدٌ
- المجد لله في العُلى
- بابا نويل ومحمود الصغير
- ما بين بيت لحم واورشليم
- الوقت من ذَهَب
- الراعي الصالح
- قصص قصيرة جداً
- لا تبعدي
- ما احوجنا لامثاله
- مُخيّم وسنونو
- الو.....عاصي الرّحباني
- وديع الصّافي....نحبُّك
- وتأبى ان تُهاجر
- ما بين الغزل والتحرّش
- أباء
- المصلحة العامّة – يخدمونها أم يسرقونها ؟!
- سيل جارف في ادب الاطفال


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير دعيم - ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ