|
( 2 )العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
تركي البيرماني
الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:56
المحور:
الادارة و الاقتصاد
المخرجات الايجابية لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب
من المسلم به ان أفضل الخطط والستراتيجيات لا تحقق أهدافها إلا إذا توفرت لها قيادات قادرة على التخطيط والتنفيذ وحشد الإمكانات المتوفرة. وان فشل أو نجاح المؤسسات المختلفة يعود بالدرجة الأولى إلى كفاء ة الإدارة وان الفرق في التقدم التكنولوجي بين الولايات المتحدة وأوربا وكذلك الفرق في التقدم التكنولوجي بين الدول المتطورة والعالم الثالث يعود بالدرجة الأولى إلى التطور الإداري فيها. من هذا يمكن القول إن الهوة بين العالم المتقدم والعالم المتخلف ليست هوة تكنولوجية بالدرجة الأولى بل هي هوة إدارية. كما إن تخلف العالم الثالث لايعود سببه لقلة الكفاءات فحسب بل لسوء استغلالها ولتخلف التنظيم فيها نتيجة لضعف الإدارة. وقد أظهرت العديد من الدراسات إن تخلف المؤسسات لم يكن بسبب النقص في رأس المال أو الموارد أو في العدد والآلات أو في اليد العاملة بل يرجع التخلف في المقام الأول إلى تخلف الإدارة والادارين كما ونوعا. لان الإداري الكفء قادر على تعويض كل العناصر السابقة وبدون وجود إداري كفء يبقى التخلف كما هو أو يزداد سوء ويؤكد باولزBOwles وجهة النظر هذه قائلا( ان اكبر ضياع في الصناعة اليوم ربما كان الفاقد في المصادر البشرية – وهذا الفاقد لاينتج عن ان الموظفين لايرغبون في العمل او انهم غير قادرين عليه وإنما عن ان المديرين ليسوا على مستوى المسؤلية بحيث يستطيعون استثمار هولاء الموظفين لإعطاء أفضل مالديهم. ) 54:14 إن وجود قيادات كفوءة ومتخصصة في المجال الذي تعمل فيه أصبح ضرورة ملحة لان الكفاءة والتخصص صنوان لايفترقان وهما إن توفرا في الإداري يمكنانه من تحقيق كثير من الانجازات منها:
1-اتخاذ القرارات الصائبة: تعرف الإدارة بأنها عملية اتخاذ قرارات يترتب عليها نجاح المؤسسة أو فشلها. وان فشل المؤسسة يعود بالدرجة الأولى إلى القرارات السيئة التي يتخذها إداريون سيئون قليلو الخبرة في العمل الذي يؤدونه في المقابل فان نجاح الإدارات في الدول المتقدمة كاليابان مثلا امتلاك الإداري للخبرة والقدرة على الحوار وتشجيع ألعاملين على طرح وجهات نظرهم.المدير الياباني لايتخذ قرارا مالم تكن هناك معارضة لوجهات نظره إيمانا منه بان المعارضة قادرة على خلق نوع من التوازن بين الإطراف ذات المصلحة باتخاذ القرارات .من المؤكد إن المقصود بالمعارضة ليس المعارضة السياسية كما لدينا ألان –إما إن أتفرد باتخاذ القرارات أو انك عميل لدولة أجنبية- المعارضة توفر قاعدة علمية رصينة للقرار المراد اتخاذه من خلال ما تقدمه من بدائل متنوعة ومبدعة من اجل اختيار الأفضل لان المعارضة تدفع بالإداري إلى التفكير المبدع من اجل حل المشكلة .166:13لقد تفوقت اليابان بتفوق إداراتها وقدرتها على تقديم الأهم على المهم وبالمقابل نجد العديد من إدارينا من تختلط عليهم الأمور ولايجيد فرز الغث من السمين حتى إن البعض منهم يقدم المستحب على الأكثر أهمية كالبحث عن سيارة فارهة أو مكتب كبير له ولسكرتيرته أو بناء مرفق غير أساسي في جامعة لا يجد طلبتها مقعدا للجلوس أو يحشر ما يزيد عن ثلاثين تدريسيا في مكتب واحد.هل مثل هؤلاء الاداريون يصلحون لإدارة مؤسسات تربوية؟ أم ينطبق عليهم قول علي شريعتى أنهم يستحمرون مواطنيهم؟ 2- بناء أهداف قابلة للتحقق من المتعارف علية إن إنتاجية المؤسسة تتوقف على طبيعة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها وواقعية هذه الأهداف وان سر نجاحها وتجويد مخرجاتها تحدد ها الأهداف التي تسعى إلى انجازها ويعتقد draker إن الأهداف تظهر في كافة أنشطة المنظمة وتعد مدخلا أساسيا لكل أنشطتها التي تحدد بقائها وتطورها وان الكفاءة في تحقيق الأهداف لاتؤثرعلى المنظمة فحسب بل تؤثر على تغير اتجاه صناعة معينة بكاملها وان الإخفاق في تحقيق أهداف المنظمات قد يؤثر سلبا على كيان الصناعة بحيث تزيلها من الوجود.64:13 3- رسم سياسة للمؤسسة قابلة للتطبيق: لا نأتي بجديد حين نقول إن الإداري الكفء أكثر قدرة على رسم سياسة علمية واضحة وقابلة للتطبيق وان مثل هذه السياسة أكثر قدرة على تحسين الأداء والحد من التضارب والاختلاف في الأداء التنظيمي للمؤسسة علما إن إشراك العاملين في صنع السياسة يضمن إلى حد كبير جودة تطبيقها بشرط إن يمتلك المشاركون في صنع هذه السياسة نظرة مستقبلية شمولية وتكاملية لطبيعة عمل المؤسسة وأهدافها والمشكلات التي تواجهها. 4- وضع خطط تتسم بالعلمية: الإداري الذي يحتل موقعه بكفاءة أكثر قدرة على وضع خطط أنية ومستقبلية توجه مسار العمل في المؤسسة وتحقق مخرجات عالية الجودة وفي المقابل فان الإداري الذي لايعرف كيفية وضع الخطط ولا يفرق بين التخطيط والسياسة إن مثل هذا الإداري لايقدر على تطوير المؤسسة فحسب بل يجرها إلى الوراء. 5-تحسين أداء العاملين: للإداري المتمكن دور متميز في تحسين أداء العاملين من خلال القدوة الحسنة سواء في التزامه بأداء مهامه على الوجه الأكمل أو من خلال قدرته على تدريب العاملين إثناء الخدمة سواء من خلال اشتراكه في الدورات التدريبية مدربا أو متدربا أو من خلال التغذية المرتدة التي يقدمها للعاملين من اجل تحسين أداءهم.لقد أثبتت الإدارة من خلال القدوة نجاحا منقطع النظير في معا لجة العديد من المشكلات التي يتعرض لها العاملون في المؤسسة كما إن لها دور متميز في إرساء العديد من القيم الفاضلة كاحترام الوقت وتنفيذ التعليمات والإخلاص في العمل .....الخ 6-التخلص من زمر المفسدين والفاسدين تعاني مؤسساتنا المختلفة من تعشش زمر الفاسدين والمفسدين والوصوليين الذين يحتلون مواقع إدارية متقدمة ويحاربون كل ذي رأي حر يعمل على تطوير المؤسسة ويحاصرونه بكل الطرق والوسائل من اجل إن يحكموا سيطرتهم على المؤسسة لكي يعم الفساد المالي والإداري الذي يعد الجو المفضل لهم. الإداري الذي يصل إلى موقعه بكفاءة قادر على تطهير المؤسسة من هذه الزمر وبعمله هذا يقدم خدمة للمجتمع لاتقدر بثمن. 7-الاحتفاظ بالكفاءات وتشجيع عودة المهاجرة منها: الإداري الكفء أكثر وعيا بحاجات ومتطلبات أصحاب الكفاءات العلمية والمهنية وقادر على توفيرها وخلق المناخات المناسبة لجذب الكفاءات المهاجرة من خلال تبني الحوار الصادق وتشجيع التفكير الحر وتوفير متطلباتهم المادية الأساسية وحمايتهم من أصحاب العقيدة الميكافيلية إن تحقيق مثل هذا الانجاز يعد عاملا مهما في تطوير المؤسسة باعتبار إن رأس المال المعرفي أكثر أهمية من رأس المال المادي.
#تركي_البيرماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
-
التربية من وجهة نظر براجماتية
-
فلسفة التربية
-
البرجماتية فلسفة وتربية
-
المناهج العراقية بين الواقع والطموح
-
تجويد التعليم الجامعي في العراق
-
النتائج الكارثية للمحاصصة على التعليم في العراق
-
القيادة وامن المجتمع
-
المعلم وتقنيات المواجهة
-
الجامعات العراقيه الواقع والطموح
-
التعليم غير قابل للمحاصصة
-
تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات
المزيد.....
-
السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت
...
-
وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا
...
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|