أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - السلطة مقبرة الرموز التنظيمية















المزيد.....


السلطة مقبرة الرموز التنظيمية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))
الخلط مابين مركز السلطة ومرتبة التنظيم

يوما بعد يوم تزداد ضبابية المشهد في طغيان الجانب السياسي على المعالم الحركية لحركة((فتح)) , وهذا الأمر ليس بجديد, فقد كانت البدايات في غزة والضفة تحمل الخطيئة الحركية, والتخلي عن الموقع الحركي لصالح الكرسي والمركز السياسي في السلطة الفلسطينية,حتى ذابت معالم حركة فتح داخل دهاليز وطموحات سلطوية,وأصبح أعلى طموحات الكادر القيادي الفتحاوي هو الوصول إلى سدة هذه الوزارة وتلك الإدارة, وتمسكنا بمستحدثات الأمور وفروعها التي بلا جذور, وتركنا الأصالة الثورية ذات الجذور التاريخية المتينة, وتسابق القوم في السعي إلى اكبر عملية تنافس لمراكز النفوذ كمستوزرين, فأصبح الاهتمام الحديث للمركز والثروة والشكليات الإقطاعية والبرجوازية العفنة, على حساب انحدار وتداعي حركة فتح , بل وسعي القاعدة كذلك كي تحظى بالفتات ونصيب من المخلفات, بالدرجات الإدارية والمراتب الأمنية والعسكرية, والمسميات الوظيفية المدنية, بمعايير شخصية لاتمت للمعايير العلمية والإدارية والخبرات ولا حتى لتاريخ النضال بأي صلة, بل مرتبطة بمعايير انهيار معايير العدالة والكفاءة, وارتباطها بالمعارف والحوا كير والشللية والمحسوبية البغيضة, حتى أصبحت السلطة والكرسي والمركز والنفوذ هو مرجعية ماتبقى من معالم الفعاليات التنظيمية والحركية, وحتى ما تبقى من هياكل عسكرية للحركة أصبحت تابعة لعمر وزيد لخدمة هيبته ومصالحه, ووصلنا بحركة فتح إلى قمة الهاوية, وأصبحت القيادات الحركية السابقة, تتحدث بخطاب ممجوج وخليط غريب من اللكنة واللهجة السلطوية المطعمة ببعض المصطلحات الثورية,وأصبح المركز السلطوي هو المتحكم بالوضع الحركي, ولا احد معني بان تتغير الأوضاع الحركية للنهوض بحركة فتح, فقادة السلطة المفرزين من الحركة, مازالوا متمسكين بأطلال المركز الحركي لدرجة الشلل الثوري, والحديث في هذا يطول ويزداد عرضا, وذكرياته المأساوية تزيد النفوس غما وهما, وكل ماكان ووصلت إليه حركة فتح من انهيار وتردي هو تحصيل حاصل لذلك الانفصام في الشخصية السلطوية الثورية, حتى وصلت تلك الشخصيات القيادية إلى الهيكل الخرافي, فالجسد غير الرأس, والرأس غير القلب, والقلب غير الضمير, والضمير بما يخص حركة فتح كان في سبات عميق, ولم نسمع من احد ليقول أن التنازل عن المركز القيادي الحركي واللهث خلف المركز القيادي السلطوي هو في حقيقته سبب الدمار والانهيار.

الانهيار نتيجة الدمج الخاطئ

كان لابد من الحفاظ على حيز لايسمح بخلط الأصل والفرع, فبعدما كان التنظيم مرجعية السلطة, انطلاقا من المرجعية التنظيمية العليا م.ت.ف , للأسف وبفعل فاعل أصبحت السلطة هي مرجعية التنظيم, انطلاقا من النفوذ والقوة والثروة, فاختلت المعادلة الصحيحة, وطغت مفاهيم ومصطلحات المراكز السلطوية, سواء المؤسسات الأمنية أو حتى المؤسسات المدنية, ونتج عن ذلك اغتراب تنظيمي وابتعاد عن المركز الحركي, مما افرز جسدا مشوها لاهو بسلطة قانون, ولا هو بلوائح حركية, فسقطت الاستقلالية والتغذية العكسية, وتم تذويب كل ماهو تنظيمي وحركي, في مراكز السلطة الأمنية والعسكرية والمدنية, مما تسبب بمزيد من الانفصام الحركي, والابتعاد عن أصول العمل التنظيمي المركزي, بل ونتج عن ذلك تشويه الأهداف نتيجة اختلاف الطموحات, وشخصنه النفوذ, مما تسبب بضربة قوية في العمق التنظيمي, وحدثت الازدواجية النكرة في الخطاب وفي الأهداف وفي السلوك, مما غيب الدور الفاعل لهيبة التنظيم ليصبح أسير شخوص الانفصام التي تتولى المراكز القيادية في السلطة, وتتحدث بلهجة تنظيمية دون أن يواكب ذلك تفعيل حقيقي لمراكز التنظيم, وترك المجال لدماء قيادية جديدة لتتداول المراكز التنظيمية, باستثناء الموالاة لقائد السلطة زيد والقائد عمر, والنتيجة غياب فتح حاليا عن السلطة أو تغييبها أن جاز التعبير, وتغييبها كذلك عن الحراك الفاعل لإعادة استنهاض الحركة بشكل جاد يتجاوز الشعار بالإصلاح, فأين فتح اليوم من كابينة القيادة في السلطة؟؟ وأين قيادات فتح الآن وخطاب فتح من علاقة التغذية العكسية مابين الحركة والسلطة؟؟؟؟


وما حدث في غزة تسبب بسقوط مؤسسات السلطة, وبالتالي سقط معها رموزها السلطوية , وباتت عملية الهرولة خلف القميص والعباءات الثورية من جديد, هي لعبة تنكر سخيفة ومكشوفة, فمن أجرم بحق الحركة وتركها تترنح أمام ناظريه وتُسحق, عليه الاعتذار أولا , وعليه بدل عبثية التنكر أن يتحلى بالجرأة ويعترف بمسئوليته وسوء تقديره, وسوء سلوكه الذي قاد الجميع إلى مهاوي الردى, وأدى بحركة فتح إلى حالها التعيس, ومن كان خارج حسابات السقوط لا نبرئه من المسئولية بالمطلق, بل في حال عادت الفرصة القيادية إلى ساحته, عليه بالحسابات الحركية الوطنية, وعدم الدفع بتاليه بعض الرموز البالية ونفخها لتصل إلى جنون العظمة في التعالي على جماهير فتح العريضة, لتسلط على رقابهم سيف مركزها السلطوي تارة, وسيف احتكار المركز الحركي باليد الأخرى تارة أخرى, فرموز السقوط لا تصلح أبدا مهما تم ترميمها وتجميلها للنهوض,ورغم أني لا أدافع عن احد منهم تسبب في انهيارات الحركة, إلا أنني أقول أنهم كانوا ضحايا لانجرافهم خلف غنائم السلطة, وطقوس الفوقية والنفوذ, وضحايا مخطط اكبر منهم رسم المشهد كما هو الآن تماشيا مع اللعبة السياسية الكبرى!!!

أين المناضل حسين الشيخ ؟؟؟!!!

ونتيجة تلك التجربة الواضحة,وعلى سبيل المثال لا الحصر,لتسليط الضوء على غياب أو تغييب القيادات الحركية, وإعادة النشيط والفاعل منها إلى المقصلة السلطوية,لإعادة صياغة الشخصية القيادية ,من رمزيتها الحركية العظيمة, إلى تشويه معالمها بواسطة جعل اهتمامات المركز السلطوي,أولى اهتماماتها,وبالتالي إحداث مزيد من الفراغ في القيادة الحركية, فمن الجريمة أن تقدم شخصية قيادية ثورية تحظى بالاحترام, ونقاء الكف, ورصيد الشرف, مثل الأخ- حسين الشيخ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية على الاستجابة لإغراء المركز السلطوي على حساب المركز الحركي الأعظم, وما أحوجنا إلى تزايد الصوت والفعالية الحركية في هذا الوقت بالذات, والذي تم فيه شطب وتغييب رموز وقيادات سابقة تحت العديد من المسميات, التقصير والتخاذل, والفساد,والهروب وغيرها من مسميات أعدت لهذا الغرض, في حين إن القضية اكبر بكثير من هذه المسميات التي اقل ما يقال فيها(حق يراد به باطل) فاللعبة السياسية كانت اكبر من تلك المسميات,واكبر من تجاذبات فتح وحماس, وان القادم هو أسوء من السابق في حال الإصرار على تغييب كل الوجوه الوطنية التنظيم, سواء تلك التي كانت لها كبواتها , أو حتى التي تبرز في أجواء نحن بأمس الحاجة إلى قيادات حركية لم يتم تلويثها.

في ظل الفراغ والتفريغ الحركي, لامسنا جميعا المهمة الحركية الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق الأخ المناضل الشريف- حسين الشيخ, ولامسنا حضوره الثوري الحركي الفكري الإعلامي الدائم, في وسائل الإعلام وفي الفعاليات الميدانية, وخاصة في معتركات الفضائيات التي تغزو الفكر المحلي والعربي, ولامسنا مدى احترام القاعدة والكادر الفتحاوي للأخ - حسين الشيخ , الذي يحارب على جميع الجبهات بخطاب حركي فتحاوي أصيل, لكن سرعان ما توجه إليه زحف الكرسي والمركز اللعين السلطوي كأدوات تغييب حركية, ليسند إليه حقيبة الشئون المدنية ولم الشمل والتنسيق, وتلك المهام كافية لتشغل كل اهتماماته عن الخطاب الحركي, وهذا مايثير دهشتنا, ففتح بحاجة لأمثال الأخ حسين الشيخ في هذا الوقت بالذات وغيره من القيادات البارزة التي يتم إقصائها باستماتة, فحاجة الحركة إليهم أكثر بكثير من دفعهم إلى قوقعة الانفصام, مابين انسجام وتنافر الخطاب السلطوي والحركي, ومن خلال التجربة المريرة السابقة, نستطيع القول أن السلطة مقبرة الكادر والقيادة الحركية, ومن العبث الجمع بين المهام الحركية, ومهام المركز السلطوي, لذلك نرى ومن منطلقات الحرص على حركة فتح المترنحة قياديا, أن نتساءل, أين الأخ المناضل- حسين الشيخ؟ وهل يستطيع المزاوجة بين كرسي السلطة ومهام المركز, وبين هموم وآمال حركة فتح التي تحتاج لكل أبنائها وكادرها وقياداتها الشرفاء؟

فالمصيبة والخطيئة في المزاوجة لدرجة الاندماج والذوبان, بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية, واستقطاب أطرها وكادرها إلى تلك المراكز, فتختلف الهموم, وتختلف الطموحات, وتختلف المسئوليات, ويختلف الخطاب بما يمليه على القائد أو الكادر مركزه في السلطة, مما يخلق انفصاما ينذر بنفس خطيئة الزمن السابق, وبالتالي ننساق خلف الطموحات الشخصية الآنية المؤقتة, ونترك ساحات الحركة وهي في أمس الحاجة للمخلصين والأوفياء, وبحاجة إلى كل وقتهم, وليس وقت سلطوي مستقطع, الحركة بحاجة إلى تكثيف وتركيز خطابهم, وليس المن على الحركة بكلمة في مناسبة عابرة والسلام.

فأين أنت أخانا الفاضل المناضل - حسين الشيخ اليوم من الحضور الحركي التنظيمي المأمول والمفروض من قادة وشخصيات وكادر مثلكم, وهل يتبقى لديكم وقت يستقطع من وقت مركز الشئون المدنية ولم الشمل ؟ لا اعتقد ذلك وكل ما أتمناه ويتمناه الحريصون على حركة فتح هو ألا يشغل كادرها ورموزها أي مسئوليات غير مسئولياتها, ونرجو تقبل سؤالنا بحسن نية ورحابة صدر مناضل صفاته الجدية والعطاء والانتماء الثوري الذي عهدناه بالمناضل - حسين الشيخ.
والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية
- أفتوني يا كل علماء النفس والسياسة ؟؟!!
- قراءة أولية لقوات الفصل الدولية ؟؟!!
- الخطر الصهيوني مابين ديختر وريختر
- تداعيات الأمننة والأقصدة على القضية الفلسطينية
- مهرجانات الاستفتاء والمقارعة بالجماهير
- قيادات حماس وخيارات الحوار
- هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!
- اندحار فحوار بديل الانتحار
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية
- في الليلة الظلماء,,,أَقْبِِلْ أبا عمار


المزيد.....




- بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202 ...
- إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
- ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
- بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق ...
- الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
- لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال ...
- إنقاذ الحديد الجريح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف ...
- كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - السلطة مقبرة الرموز التنظيمية