أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - مفهوم العيب بين الأمس... واليوم














المزيد.....

مفهوم العيب بين الأمس... واليوم


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2154 - 2008 / 1 / 8 - 11:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العيب... مصطلح تتعامل معه المجتمعات كلٌ حسب قيمه وأعرافه وتقاليده المختلفة.
إلاَ أنه في مجتمعاتنا الشرقية- العربية يتخذ منحىً محصوراً فقط بالأنثى دون الذكر. وهو ما تعززه التربية الأسرية- الدينية بكل أبعادهما من خلال أن كل ما ليس محرماً على الفتاة، هو خاضع لمفهوم العيب، وهكذا تبقى الفتاة معتقلة أبداً ضمن شرنقة الممنوعات من المحرمات، وهالة العيب فيما هو متاح لها.
والأمثلة في الواقع أكثر من أن تحصى، مثلاً، مسموح للفتاة بالضحك، ولكن من العيب أن يعلو صوتها أو تقوم بضحكات غير متزنة، بينما لا يحاسب الشاب على أيَ شيء من هذا القبيل. أيضاً مسألة تدخين الفتاة هي مسألة تقع بين مدٍ وجزر في المجتمع وفقاً لعادات كل بيئة، لذا نجدها عادية عند البعض، بينما هي محرمة لدى بيئات أخرى، لكنها بالمجمل تقع ضمن إطار العيب الاجتماعي الذي لا يحبذ منظر فتاة تدخن في الشارع أو في الأماكن العامة حتى في تلك البيئات التي لا تمنعه، بينما هو من حق الشاب والذي يعتبر بديهياً لا مجال لمناقشته في كل البيئات.
وهناك قضايا أعمق بكثير من هذه يشملها مفهوم العيب هذا، كأن تعترف الفتاة بحبها لشاب ما.. فإن هذه من الكبائر حتى لدى الفتاة ذاتها- أجري استطلاع في وسط طلاب الجامعة بهذا الشأن- فأعربت العديد من الفتيات عن رأيهن بهذا الموضوع على أنه عيب ولا يمكن أن تعترف هؤلاء الفتيات بمشاعرهن حتى لو متنَ عشقاً... إنه موروث عمره عمر المجتمع وقيمه السائدة.
إلاَ أن ما نلحظه اليوم، أن هذه المفاهيم قد تخلخلت بحكم التطورات التي طالت القيم والأعراف ومفاهيمهما في ظل سيادة العولمة المزعومة بفضائياتها اللامتناهية، والانترنيت وملحقاته.
فمثلاً، حتى الأمس القريب كانت مهنة الغناء عيباً يطول الشاب والفتاة معاً، لكن فيما بعد أصبح شبه عادي للشاب وبقي معيباً بالنسبة للفتاة. أما اليوم فنرى كيف يشجع بعض الآباء بناتهم على المشاركة في البرامج المختصة بانتقاء الأصوات وسواها من البرامج المشابهة، كالتمثيل مثلاً. وأيضاً مسألة التدخين للفتاة في الأماكن العامة وغيرها قد خضعت لتلك التأثيرات فبتنا نراها لكن مع التحفظ الشديد لدى البعض، إلاَ أنها صورة منتشرة في المجتمع كالأرجيلة أيضاً.
حتى موضوع اعتراف الفتاة بحبها للشاب مع أنه وكما أعربت بعض الفتيات في الاستطلاع المذكور يعتبر عيباً بالنسبة للفتاة، إلاَ أنه لم يعد كذلك لعدد غير قليل منهن تحت مسمى الحرية والحق الشخصي، أو الصدق مع الذات والمشاعر، ويندرج في هذا الإطار مسألة التحرش اللفظي التي كانت محصورة بالشباب تجاه الفتيات، إلاَ أننا نرى اليوم ويُروى لنا عن فتيات يقمن بهذا الفعل ومن أعمار وشرائح متعددة..!!!
وهناك عيوب كانت تكبل الفتاة في مجال العمل، كمهنة السكرتيرة، أو النادلة في مطعم أو مقهى، باتت اليوم في إطار اللاعيب. فكيف تبدلت النظرة والمفهوم ذاته بين الأمس واليوم..؟ وما الأسباب وراء هذا التغيير..؟؟!!
تأتي في مقدمة الأسباب وكما قلت التغيرات الطارئة على المجتمع منذ انتشار الفضائيات ودخول المجتمع عالم الانترنيت، إضافة للوضع الاقتصادي والمعاشي وما يتبعهما من فقر وبطالة تفرض على الإنسان القيام بأي عمل يساعده على العيش ولو بالحدود الدنيا( العمل بالإعلانات، السكرتارية، التمثيل والغناء، النادلة وما إلى ذلك..) وأيضاً لا ننسى وجود الرغبة العارمة عند الشباب في الظهور والنجومية دون الوقوف عند رأي الأهل- خصوصاً طلبة الريف الدارسين في المدن الكبيرة- يُضاف إليها استسهال أعمال ذات مردود مادي معقول، والابتعاد عن ممارسة أعمال تتطلب جهداً فكرياً أو عضلياً- إن وجدت- لتلبية احتياجات الدراسة والمعيشة.
وأخيراً لا نستطيع نفي تطور الوعي الاجتماعي لدى البعض ونظرته وتعامله إن كان مع الفتاة أو مع بعض المهن طالما أنها لا تتعارض مع الشرف والكرامة، بل هي منقذاً لهما في ظل ظروف اقتصادية ومادية( البطالة) بالغة التعقيد.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة
- ما وراء ظاهرة التسرب المدرسي
- لنُصغِ لآرائهم
- الأخوة... بين الحب والشجار
- الأبناء... ما بعد الطلاق *
- تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!
- ورشات ومؤتمرات لا متناهية..لطفولة بائسة ومهمشة.
- الالتزام والنقد و... الآخر
- أخلاقيات الفرد هي الأصل
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - مفهوم العيب بين الأمس... واليوم