أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الليبرالية و الاشتراكية














المزيد.....

الليبرالية و الاشتراكية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 11:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مأخوذة من الكراس الانكليزي : عن الأناركية , تأليف نيكولاس والتر , مطبعة الحرية , 1969 و 1977 .

الليبرالية و الاشتراكية

يمكن تصور الأناركية على أنها تطورت من الليبرالية أو الاشتراكية أو من كليهما . مثل الليبراليين , يريد الأناركيون الحرية , و مثل الاشتراكيين يريد الأناركيون العدالة . لكننا غير مقتنعين لا بالليبرالية وحدها أو بالاشتراكية وحدها . إن الحرية بدون عدالة تعني أن الفقراء و الضعفاء أقل حرية من الأغنياء و الأقوياء , و العدالة من دون حرية تعني أننا كلنا مجتمعين عبارة عن عبيد . ليست الحرية و العدالة متعارضتين , بل هما متكاملان , عوضا عن الاستقطاب القديم للحرية في مواجهة العدالة – و الذي وفقا له قيل لنا أن المزيد من الحرية تعني عدالة أقل , و أن عدالة أكثر تساوي حرية أقل – يشير الأناركيون أنه لا يمكن في الممارسة الحصول على أحدهما من دون الأخرى . ليست الحرية أصيلة إذا كان بعض الأشخاص فقراء جدا و ضعفاء جدا ليتمتعوا بها , و ليس العدالة أصيلة إذا كان بعض الناس يحكمون من قبل آخرين . إن المساهمة الأساسية التي قدمها الأناركيون للنظرية السياسية هو هذا الوعي بأن الحرية و العدالة هما في النهاية نفس الشيء .
تختلف الأناركية عن الليبرالية و الاشتراكية بأنها تملك نظرة مختلفة عن مسألة التقدم . يرى الليبراليون التاريخ على أنه تطور خطي من الحالة الوحشية , الخرافة , التعصب و الطغيان إلى التحضر و التنوير و التسامح و التحرير . هناك تقدمات و تراجعات , لكن التطور الحقيقي للإنسانية هو من ماضي سيء إلى مستقبل جيد . يرى الاشتراكيون التاريخ كتطور جدلي ديالكتيكي من الهمجية و عبر الحكم الاستبدادي و الإقطاعية و الرأسمالية نحو انتصار البروليتاريا و إلغاء النظام الطبقي . هناك ثورات و ردات , لكن التطور الحقيقي للبشرية يبدأ أيضا من ماض سيء نحو مستقبل جيد .
يرى الأناركيون التطور بشكل مختلف تماما , في الواقع إنهم في أغلب الأحيان لا يرون أي تطور على الإطلاق . إننا لا نرى التاريخ على أنه تطور خطي أو ديالكتيكي في اتجاه واحد , بل على أنه عملية ثنائية . إن تاريخ كل المجتمعات الإنسانية هو قصة الصراع بين الحكام و المحكومين , بين من يملك و من لا يملك , بين الأشخاص الذين يريدون أن يحٍكموا أو أن ًيحكموا و بين الأشخاص الذين يريدون تحرير أنفسهم و إخوتهم , بين مبادئ السلطة و الحرية , الحكم و التمرد , السلطة و المجتمع , إنها في تعارض دائم . هذا التوتر لا يتبدد أبدا , إن حركة التطور الإنساني اليوم هي في اتجاه و من ثم تأخذ اتجاها آخر . إن صعود نظام جديد أو سقوط واحد قديم لا يشكل انقطاعا غامضا في التطور أو حتى جزء أكثر غموضا من هذا التطور , لكنه تماما كما يبدو . يمكن الترحيب بالأحداث التاريخية فقط إلى الحد الذي تؤدي فيه إلى زيادة الحرية و العدالة لكل الناس , لا يوجد هناك أي منطق مختبئ بأن ندعو حدثا سيئا بأنه جيد فقط لأنه حتمي . ليست لدينا أية تنبؤات تساعدنا فيما يتعلق بالمستقبل , و لا يمكننا أن نكون واثقين أن العالم سيصبح أفضل . إن أملنا الوحيد هو أنه مع ازدياد الوعي و الإدراك سيصبح الناس أكثر إدراكا بأنه يمكنهم أن يهتموا بشؤونهم الخاصة بدون الحاجة لأية سلطة .
على الرغم من ذلك فإن الأناركية قد نشأت من كل من الليبرالية و الاشتراكية سواء تاريخيا أو إيديولوجيا . ظهرت الليبرالية و الاشتراكية قبل الأناركية , و قد ظهرت الأناركية من التناقض بينهما , معظم الأناركيين ما زالوا يبدؤون حياتهم كليبراليين أو اشتراكيين أو كليهما . نادرا ما تولد روح الثورة كاملة النمو , و هي عموما تنمو باتجاه الأناركية أكثر منها من داخلها . في وجه من الوجوه يبقى الأناركيون دوما ليبراليين و اشتراكيين , و حينما يرفضون الأفضل في أيهما فإنهم يخونون الأناركية نفسها . من جهة فإننا نعتمد على حرية التعبير و التجمع و التحرك و السلوك , و خاصة على حرية الاختلاف , و من جهة أخرى فإننا نعتمد على العدالة في التملك و على التضامن الإنساني و خاصة على الاشتراك في القوة . إننا ليبراليون لكننا أكثر من ذلك و نحن اشتراكيون لكننا أيضا أكثر من ذلك .
لكن الأناركية ليست مجرد مزيج بين الليبرالية و الاشتراكية , أي ما يسمى بالديمقراطية الاجتماعية أو دولة الرفاه , الأنظمة التي تسود في هذا البلد . مهما كان ما ندين به أو مهما كنا قريبين سواء لليبراليين أو الاشتراكيين , فإننا نختلف بشكل مبدئي عنهما – و عن الديمقراطيين الاجتماعيين – في أننا نرفض مؤسسة الحكومة . يعتمد كلا من الليبراليين و الاشتراكيين على الحكومة – يدعي الليبراليين أنهم يريدون الحفاظ على الحرية لكنهم في الواقع يريدون منع العدالة , يدعي الاشتراكيون أنهم يريدون المحافظة على العدالة لكنهم يريدون بالفعل منع الحرية . حتى أكثر الليبراليين و الاشتراكيين تطرفا لا يمكنهم أن يستغنوا عن الحكومة , بدون ممارسة السلطة من قبل البعض على البعض الآخر . إن جوهر الأناركية و التي بدونها لا يمكن أن تكون أناركية هو نفي سلطة أي كان على أي كان .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.spunk.org/library/misc/sp000279.txt



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد رفاقي ضروري..نقد لأطروحات تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- مشروع لحل الأزمة اللبنانية و السورية و ماشئت من أزمات
- خصائص الشيوعية التحررية
- ما هو موقفنا...
- خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....
- على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل ...
- ثرثرة عن القوة و البشر
- لحظة ظهور الإسلام
- بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية.. ...
- نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
- أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين
- اقتصاديات المشاركة : الحياة بعد الرأسمالية
- من أجل شرق أوسط جديد....
- بين الحرية التي يتحدث عنها بوش و وطنية النظام السوري...
- حاول تفهم !....
- خيار الانتفاضة الشعبية
- في مواجهة قمع النظام
- القذافي بعد نجاد
- البحث عن -سادة ديمقراطيين-...
- إيريكو مالاتيستا - الديمقراطية و الأناركية


المزيد.....




- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الليبرالية و الاشتراكية