أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !














المزيد.....

الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 667 - 2003 / 11 / 29 - 05:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 لم يبق عندي ما يبتزه الألم
  كفى بي الموحشان :الشيب والهرم
( الجواهري )

هرب أحدهم من وجه الحجاج وهو ينشد : 
  وما ذا يبتغي الحجاج مني      وقد جاوزت حد الأربعين ؟
لكن السجن العربي عادل كالموت ، لافرق عنده بين شاب ومسن ، ولا بين عربي و أعجمي ، ولا بين مؤمن وجاحد . الجميع أمام السجن سواسية كأسنان المشط .فماذا يبتغي الحجاج منا وقد ذهب الأطيبان وبقي الأخبثان ؟ ماذا يبتغي البوليس منا وقد جاءنا الأمران ؟
     في أساس البلاغة للزمخشري أن الأمَرّين هما المرض والهرم ، وتقول : ذاق الأمَرّين أي دهته الدواهي . لكن الأمرين اللذين تحدث عنهما الزمخشري رحمه الله ، غير الأمَرين في القرن الحادي والعشرين لميلاد السيد المسيح . اختلف الفقهاء في الأمرّين الحداثيين ، فالحداثة لا تلاحقنا في الشعر فقط بل هي تدخل جميع مسامات جلدنا ، يقول المؤرخ لسان الدين بن الخطاب في كتاب لم ينشر ومنعته الرقابة : الأمَــرّان : الحشف وســوء الكيل !
وتأويل ذلك أن خولياً ( ملاحظة :  الخولي هو وكيل مالك الأرض الذي يحاسب الفلاحين لاقتطاع حصة المالك من الإنتاج الزراعي  ) كان لديه مكيالان ، يستعمل المكيال الكبير عند أخذ حصة المالك ، ويستعمل المكيال الصغير عند تسليم حصة الفلاح ، ضاق الفلاحون ذرعا بالأمر فاشتكوا إلى صاحب الأرض ، استجاب صاحب الأرض لهم وعزل الخولي عن العمل ، جاء الخولي الجديد واستمر على خطى الخولي القديم في استعمال المكيالين ، وزاد على ذلك أنه صار يكيل لهم الحشف ، وهو أسوأ أنواع التمر ، فقالوا :
- أحشــفا وســوء كيلة ؟
وراحوا إلى المالك من جديد يطلبون عودة الخولي القديم الذي كان يسيء الكيل فقط !
    أما الأصمعي فله رأي آخر في حكاية " الأمَرّين " . يقول :
- أصل التسمية أن الوفود العربية إلى مؤتمر مدريد الشهير احتجت على راعية العملية السلمية الولايات المتحدة لأنها تكيل بالمكيال الكبير لإسرائيل وبالمكيال الصغير للعرب ، قال مسؤول عربي لوزير الخارجية الأميركي : ـ ـ ما بالكم تكيلون في المسألة بمكيالين ، والله لقد ذقنا منكم الأمرين !
وذهبت العبارة مثلاً ، وذهب المسؤول ولم يعد إلى وظيفته حتى هذه اللحظة .
في قول آخر رواه سجين مزمن اعتاد أن يقضي معظم إجازاته في الاعتقال ، أن الأمرّين هما أن تكون محبوساً أولاً ، وفي سجن عربي ثانياً .
القلقشندي قال : الأمــرّان ، أن تجتمع مصيبتان معاً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
ـ قراءة جريدة السلطة وفي ذات الوقت الإستماع إلى خطاب قومي‍!
 أو أن تكون لاجئاً سياسياً هارباً من نظام ديكتاتوري ، في بلد آخر ذي نظام ديكتاتوري ، أو أن تكون وزيراً للثقافة في حكومة رئيسها لا يعرف القراءة والكتابة ، أو أن تكون جنرالاً في الجيش متخرجاً من أرقى الكليات العسكرية ويكون قائد الجيش صاحب مزرعة للدواجن !
     أما أنا أبو يسار الدمشقي فأقول بعد الاتكال على الباري عز وجل ، أن الأمرّين في هذا الزمان هما أجهزة الأمن ، وأجهزة المخابرات ، والله أعلم .

                                               



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!
- خصخصــة المفاوضات وخصخصة الكركونات!
- الصراعات العقائـــديـــة بين القبوقــــول والإنكشــــارية
- القطّـــة والطاسَـــة في العلاقة بين المقاولات والسياسة!
- الطَّشَــــرون
- الحصــن الحصــين في ذكر ما جرى في مؤتمر المقامرين!
- مــورِدُ الظـمـــآن في أسباب صَمْــتِ الأورانغوتان!
- أجهزة المخابرات مأكــولة مَــذمـــومَــة!


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !