أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟















المزيد.....

هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2154 - 2008 / 1 / 8 - 11:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ستشكل استقالة محمد اليازغي ووصيفه في الحزب عبد الواحد الراضي أو إقالتهما لا فرق ، من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي ضربة قاضية لحكومة عباس الفاسي القزحية . والتي تتعايش منذ ولادتها على النادر من الغذاء السياسي – إن صح التعبير – بحيث رهنت بقاءها بيد فريق " الاصالة والمعاصرة " اللامنتمي الذي يقوده فؤاد عالي الهمة صديق الملك والنائب البرلماني الحاصل على أكبر عدد من الأصوات المحلية بفوزه بدائرة الرحامنة ببن جرير في انتخابات 7 شتنبر السابقة . وبالتالي فقد انضاف وزيران جديدان إذن هما محمد اليازغي وزير بدون حقيبة والتي لا أكاد أعرف بالضبط ماذا يوجد بداخلها إذا ماكانت مليئة ، وعبد الواحد الراضي وزير العدل ، إلى حكومة تكنوقراطية يقودها سياسي ضعيف لا يستطيع أن يفرض أي برنامج سياسي له أمام توغل أخطبوط الوصاية على الحكومة الذي يقوده مستشارو الملك . ومن هنا نكون أمام إمكانية سقوط للحكومة التي لم تستطع أن تتعايش مع الواقع الحالي الذي يتميز بعزوف الشعب المغربي عن المشاركة السياسية وبتوغل مؤسسة القصر داخلها بواسطة نصف أعضائها التكنوقراطيين وبفرض الأمر الواقع عليها عند أي قرار يتم اتخاذه على مستوى الدوائر العليا خارجيا أو داخليا . وبإضعافها كلما تعلق الأمر بقضية كبرى تهم البلاد ، وبالتالي فلم هذا التجاهل الذي يحاول عباس الفاسي وضع نفسه فيه وتمريره علينا ؟ .

ونعود إلى قضية إعفاء اليازغي والراضي من حزب الاتحاد الاشتراكي ، الحزب الذي استطاع أن يوجد لنفسه موقعا في قلوب المغاربة وعقولهم لعقود ليست بالهينة وتمكن من مشاركة الشعب المغربي قضاياه ومشاكله العديدة وتبناها ودافع عنها بالغالي والنفيس ، بل ضحى العديد من كوادره بحياتهم من أجل قضية عادلة . ولكن يأتي اليوم ليدفع ثمن تراجعه عن كل شيء وعن كل التزام وضعه على نفسه خلال تلك المدة الزمنية الطويلة ، وليدفع ثمن مشاركته في لعبة سياسية محبوكة للقضاء عليه كحزب كبير وشعبي ، وليرد الحق لأصحابه عندما استصغر نفسه وقبل الدخول في ورطة حكومة التناوب التوافقي الذي جرته إلى القبول بالعديد من السياسات التي تتناقض مع فكر الحزب وقناعاته الفكرية والسياسية ، ثم المشاركة في حكومة إدريس جطو التكنوقراطي ورجل الأعمال بحقائب اجتماعية ملغومة من أجل توريطه مع الشعب المغربي الذي كان يتوسم فيه الخير ، ليقود الحزب أكبر عملية بيع وخوصصة لمؤسسات الدولة على يد وزير اتحادي وعضو في مكتبه السياسي ومتزعم فكرة إعفاء اليازغي والراضي ، وهو وزير المالية والخوصصة السابق فتح الله ولعلو ، وكانت الضربة الثالثة والقاضية هي قبول محمد اليازغي عقب انتخابات 7 شتنبر المشاركة في حكومة لا طعم لها ولا لون سياسيين . فاختار حقيبة فارغة واستفرد بالتفاوض من أجل ذلك دون الرجوع إلى المؤسسات الشرعية للحزب التي لها الحق في البث في مثل هذه الأمور .

توالت إذن الانتقادات للحزب بعد قبوله بالمشاركة في حكومة ضعيفة يملك مفاتيح استمرارها فريق مستقل براغماتي ، وبعد خروج المكتب السياسي للحزب ببيان لا منطق سياسيا له ، بحيث قرر وضع رجل في الحكومة وأخرى في المعارضة باسم عبارة المشاركة النقدية للحكومة . أليس هذا العبث السياسي مرده وجود قيادة ضعيفة وفاقدة للفكر والوعي السياسيين ؟ وهل يستطيع أي عاقل أو متتبع للشأن السياسي المغربي أن يتقبل مثل هذه اللخبطة في تسيير حزب عريق مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية " يا حسرا " ؟ .

لقد أصبحت الساحة السياسية والحزبية المغربية ماخورا يؤمه كل من هب ودب وصار الفعل السياسي في المغرب مجرد عمل شكلي يقود إلى الحصول على مصالح شخصية ومادية . وبالتالي لا يمكن للشعب المغربي قاطبة أن يعطي الشرعية لهذه العملية الممنهجة لقتل العمل السياسي والاقتصار على قناة واحدة ووحيدة تلعب في الساحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي قناة المؤسسة الملكية التي يعطي الانطباع الحالي على أنها أقوى من أي وقت سابق بعد القضاء على غريمها السياسي الحقيقي المتمثل في الحركة الوطنية بقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي . ولذلك فحتى مسألة إعفاء اليازغي والراضي وغيرهما من قادة الأحزاب البراغماتيين الذين عجزوا عن تقديم أي شيء يضعهم في مستوى القادة ، لا يمكنها أن تغير من الواقع المعاش شيئا ، وحتى لو انعقد المؤتمر الاستثنائي للحزب أو اجتمع المجلس الوطني وقرر انتخاب قائد جديد للحزب فإن هذا الأخير لن يستطيع شيئا في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية والتي انخرط المغرب فيها كليا بزعامة الغرب القوي . ولذلك فالفكر الاشتراكي الذي يحاول البعض من مناضلي الحزب إعادة إحيائه من جديد لن يستطيع الصمود في الواقع العولمني اللبرالي المتوحش الذي تقوده أمريكا ويعتبر المغرب من حلفائها فيه .

إن خطاب حزب الاتحاد الاشتراكي كان في عدم تبنيه لثقافة جديدة ولفكر سياسي واقتصادي مختلف عن سابقه ، خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي وسقوط جدار برلين ، وظهور القوة الأحادية الإمبريالية التي قادتها أمريكا والغرب . فخطأه يتجلى في عدم تجديده لفكره الاشتراكي ليقف ضد المد الإمبريالي والرأسمالي الذي تمكن من غزو البلدان الاشتراكية في العالم نفسها . لقد سقط الحزب المغربي في الشرك وتم تقويض كل محاولاته التجديدية والإصلاحية ولم يتبق له إلا أن يأفل نجمه مع أواخر التسعينيات ، ومن ذلك الوقت بدأ مسلسل إضعافه وتشتيته ، ابتداء بما وقع في المؤتمر السادس ، مرورا بفشل حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي ، وانتهاء بإشراكه في مسلسل الخوصصة وتوجيه الضربات للشعب الفقير والأمي عبر قنوات عديدة كالزيادة في الأسعار وفرض الضرائب وسن قوانين في صالح الشركات الكبرى .... وغيرها .

إن إنقاذ حزب الاتحاد الاشتراكي لا يكمن في إقالة القيادة العاجزة فقط ، بل يكمن أيضا في تبني العديد من الأفكار والسياسات الجريئة ، أولها الخروج من حكومة عباس والالتحاق بالمعارضة والوقوف إلى جانب الشعب المغربي الذي يعاني من مشاكل كثيرة ، ثم أخيرا بالاعتذار له عن كل ما لحقه من معاناة على يديه وعلى يد قادته الذين شاركوا في الحكومات الأخيرة . وبدون كل هذا فإن الحزب لن يسترد عافيته أبدا ....

http://arbawi.maktoobblog.com



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع أمي في رسالة
- - ولكم في الحياة قصاص- :
- التقليد الأعمى طريق حياتنا :
- الغزو الإعلامي الغربي وبعض الأبواق المبررة له :
- الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :
- سيرة ..... : قصة قصيرة :
- هيفاء وهبي تؤمن على جسدها وأغنياء العرب يمولون :
- الشاعر والسماء
- - أول المنفى - مجموعة شعرية لعلي العلوي : استنجاد الموت والم ...
- أشهر حكومة في تاريخ المغرب :
- المثقف والإرهاب :
- التجديد الديني ومستقبل الإسلام :
- - مدين لقاتلتي بالحياة - لسعيد التاشفيني : نقد ... :
- الشبكة العلائقية العائلية وورطة عباس الفاسي : رأي :
- النفاق المشروع عند صاحب العصمة : شعر
- ” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟