أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الرحيم ملوح - علينا ألا نخطئ الحساب السياسي















المزيد.....

علينا ألا نخطئ الحساب السياسي


عبد الرحيم ملوح

الحوار المتمدن-العدد: 667 - 2003 / 11 / 29 - 05:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعمد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون تسريب خبر استعداده للقاء احمد قريع حالما انتهى من تشكيل حكومته، وسبق حديث "اسرائيلي" مشابه عن اتصالات على مستويات رفيعة مع الفلسطينيين، بين شاؤول موفاز وزير الحرب الاسرائيلي ووزير المالية الفلسطيني سلام فياض. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي دفع شارون وأركان ائتلافه اليمين الحاكم لإبداء استعدادهم هذا بدون تذكير ممل بشروطهم المسبقة وهي وقف الانتفاضة وتفكيك البنية التحتية لقوى المقاومة.

لقد أملت على شارون وقيادته هذا التحول التكتيكي في خطابه السياسي مجموعة من العناصر السياسية المحلية والإقليمية التي فرضت نفسها عليه أهمها: صمود الشعب الفلسطيني الباسل باستمراره في مقاومته للاحتلال وتمسكه بحقه بالحرية والاستقلال رغم صعوبة الوضع والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الكولونيالي العنصري مستند للقوة العسكرية المتفوقة لفرد احتلاله، والجميع يتذكر أن شارون وعد "الاسرائيليين" قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام انه سينهي انتفاضة الشعب الفلسطيني ويكسر صموده وارادته السياسية خلال مئة يوم، تفاقم المأزق الداخلي الاسرائيلي هو استمرار هيمنة اليمين الصهيوني "التوراتي" الذي يقود ائتلافه شارون.

فلأول مرة في تاريخ "اسرائيل" يقوم ضباط من الطيران وعلى رأسهم العميد شبيكتور بالاحتجاج العلني ويكشفون للرأي العام المحلي والدولي انهم ينفذون عمليات قتل جماعي ضد المدنيين الفلسطينيين، اضافة لحركة ضباط وجنود الاحتياط الذين رفضوا الخدمة في المناطق الفلسطينية المحتلة بما فيهم قائد البحرية في قطاع غزة.

الأمر الذي دفع رئيس الأركان "الاسرائيلي" موشيه يعلون الموصوف بيمينيته المتطرفة لانتقاد المستوى السياسي ان يفرض على الجيش توجيهات مغالية في تطرفه ضد الشعب الفلسطيني وقيادته مما اثر سلبيا على بنية الجيش، وترافق مع هذا الوضع الاقتصادي المتفاقم والتي تتجلى في سلسلة الإضرابات العمالية والعاملة التي طالت جميع المستويات في "اسرائيل" وتراجع نسبة النمو الاقتصادي إلى ما دون الصفر لأول مرة في تاريخ "اسرائيل" رغم الدعم الاقتصادي الأميركي الاستثنائي الذي وصل إلى تسعة مليارات دولار على شكل ضمانات قروض ومليار دولار مساعدة.

وبداية التحرك الشعبي احتجاجا على سياسة الحكومة كما ظهرت في مناسبات عدة، ما تعرضت له سياسة "اسرائيل" من اخفاقات سياسية مؤلمة في الأمم المتحدة عند التصويت خلال شهر واحد على قرارين الأول لمنعها من المساس بالرئيس الفلسطيني عرفات والثاني مطالبة "اسرائيل" بوقف العمل وتفكيك جدار الفصل العنصري الذي التهم وسيلتهم في حال استكماله ثلث أراضي الضفة الغربية ومعظم مياهه الجوفية.

استطلاع الرأي العام لشعوب الاتحاد الأوروبي الذي وضع "اسرائيل" في مقدمة الدول التي تهدد الأمن والسلم العالمي، الأمر الذي اقلق القيادة "الاسرائيلية" كثيرا ولم يخفف من قلقها هذا محاولات التهدئة التي قام بها ممثل المجموعة الأوروبية وقوله ان هذا الاستطلاع لن يؤثر على سياسة المجموعة الأوروبية، والجميع يعرف مغزى مثل هذا الاستطلاع وانعكاسه على سياسة الأحزاب والحكومات والنخب السياسية في دول ديمقراطية وإمكانات توظيفه فلسطينيا وعربيا.

حاول شارون اقناع الرئيس بوتين والحكومة الروسية بعدم المضي بقرارهم لأخذ قرار من مجلس الأمن باعتماد "خارطة الطريق" وتحويلها لقرار للأمم المتحدة، خاصة أنها لم تضمن اعتراضات وتحفظات "اسرائيل" على "خارطة الطريق"، عند عرضها على مجلس الأمن وستبقى "خارطة الطريق" كما أقرتها اللجنة الرباعية، برغم ما تحمله من انتقاص واجحاف في الحقوق الفلسطينية إلا أن شارون يرغب بالتحرر من أية التزامات تفرضها الأمم المتحدة مهما كانت واهية، ويريد المحافظة على أن تبقى أميركا هي المتحكمة في سياسة المنطقة وبخاصة فيما يتعلق بعملية الأمن والسلام فيها.

هذه العوامل وغيرها دفعت شارون لإبداء استعداده للقاء احمد قريع بدون الحديث عن الطريقة "الاسرائيلية" المسبقة المعروفة، مع انه سبق لحكومة باراك العمالية وحتى حكومة شارون أثناء ائتلافه مع بيريز، اجروا اتصالات مع الطرف الفلسطيني بدون شروط مسبقة بوقف الانتفاضة وتفكيك البنى التحتية للمقاومة.

إن علينا أن لا نقع في خطأ الحساب وسوء التقدير السياسي، فالمفاوضات واللقاءات التي لا تستند لإنهاء الاحتلال بكل أشكال وجوده العسكري والاستيطاني لا تخدم سلطات الاحتلال، وأن يدرك أهداف شارون التكتيكية المحضة من الدعوة لهذه اللقاءات وإلا نعطيها أوراقا مجانية.

وشارون يريد الالتفاف على الوقائع ولا يعرض على الفلسطينيين اكثر من معادلة وقف الانتفاضة والمقاومة مقابل تحسين شروط حياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال مع استمراره في سياسة الاحتلال والاعتقال والاغتيال والاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري ومصادرة الأرض وتقطيع أوصالها وتحويلها إلى كانتونات صغيرة ومحصورة، وإعطاء انطباع سياسي خارجي لإنجاح حملة العلاقات العامة الذي يقوم بها شارون.

ويقول للمجتمع الدولي و"الاسرائيلي" بأنه يفاوض الفلسطينيين في حين أن الأمر لا يعدو كونه حملة علاقات فقط، ولهذا من غير المسموح الوقوع في شرك الخداع الشاروني مجددا، فما زالت "اسرائيل" تعتبر أن مقاومة الاحتلال "الاسرائيلي" عمل إرهابي وليست حقا مشروعا للشعب الفلسطيني، ولا تعتبر نفسها قوة احتلال، وترى ان المتغيرات السياسية الدولية والإقليمية وتحالفها الاستراتيجي والأيديولوجي مع أميركا بزعامة بوش الذي يوفر الظرف الملائم لـ"اسرائيل" لفرض مشروعها الكولونيالي الاستعماري على الشعب الفلسطيني وهيمنتها المتزايدة على المنطقة.

/ نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين



#عبد_الرحيم_ملوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الرحيم ملوح - علينا ألا نخطئ الحساب السياسي