أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العرب والسياسة














المزيد.....

العرب والسياسة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 667 - 2003 / 11 / 29 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعرف السياسة بأنها فن الممكن في تحقيق المصالح. ولكن يبدو أن قليلين جداً من الحكام العرب أدركوا هذه الحقيقة وعملوا وفقها طيلة تاريخهم الطويل، ومنهم: معاوية بن أبي سفيان، والملك عبدالعزيز بن سعود والملك فيصل الأول  وربما الملك حسين، ملك الأردن إلى حد ما. ما عدا هؤلاء، فمعظم الذين حكموا ويحكمون العرب لحد الآن، يتصرفون في العمل السياسي على طريقة أسلافهم البدو، أي استخدام لغة العنجهية والعنترية وسياسة الثأر والإنتقام ومهما كانت هذه السياسة باهظة التكاليف عليهم وعلى شعوبهم المبتلية بهم.

مناسبة هذه المداخلة هي موقف الحكومة السورية، المتسم بالتشنج والعداء السافر، من مجلس الحكم العراقي المؤقت وتشجيعها لأعمال الإرهاب وسعيها الحثيث لإفشال الديمقراطية والإستقرار في العراق والعمل على نشر الفوضى والتخريب فيه.

قبل فترة استلم مجلس الحكم دعوة رسمية من كل من سوريا وإيران وتركيا، للقيام بزيارة عواصمها للتباحث في العلاقات والمصالح الوطنية المتبادلة. وخلال الفترة الواقعة بين توجيه الدعوة وقيام وفد المجلس بها، وقعت أعمال إرهابية في العراق أدت إلى قتل عدد كبير من العراقيين الأبرياء وإلحاق أضرار بالغة بالمنشآت الإقتصادية. وتبين أن حوالي 50% من الإرهابيين الذين تم اعتقالهم، هم من العرب، تسللوا إلى العراق من سورية وإيران والسعودية.  وعلى أثر ذلك صرح رئيس مجلس الحكم الدوري، الأستاذ جلال طالباني، في مؤتمر صحفي : (ان هناك ارهابيين يتسللون الى العراق من سوريا وايران والسعودية لكن ذلك يتم من دون علم حكوماتها). كذلك وقف مجلس الحكم بالإجماع ضد رغبة تركيا في إرسال قوات عسكرية ضمن قوات دولية إلى العراق لحماية الأمن فيه.

إيران وتركيا، وحرصاً على المصالح الوطنية الدائمة، لم تلغيا الدعوة بل استقبلتا وفد مجلس الحكم برئاسة السيد طالباني برحابة صدر وبمنتهى الكياسة الدبلوماسية، ولم تتأثر إيران بتصريحات رئيس المجلس، ولا تركيا برفض المجلس لمشاركة قواتها في حفظ الأمن في العراق. إلا إن حكومة الجمهورية السورية العربية، ألغت الدعوة ورفضت استقبال وفد المجلس انتقاماً من السيد طالباني بسبب تصريحاته تلك. علماً بأن السيد طالباني أكد وحاول التخفيف من حدة الأزمة بالاشارة الى ان العلاقات السورية مع الاكراد اكثر رسوخا من جبال كردستان نافيا أن يكون قد اتهم سوريا بتصدير ارهابيين الى العراق موضحا (أن كل ماقلناه ان هناك ارهابيين يتسللون الى العراق من سوريا وايران والسعودية لكن ذلك يتم من دون علم حكوماتها). لكن هذا التصريحات والتأكيدات لم تشفع للسيد طالباني بل أصرت الحكومة السورية على موقفها المتشنج في إلغاء الزيارة.

وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى حد العداء السافر، حيث أقدمت الحكومة السورية على غلق مكاتب حزب الإتحاد الوطني الكردستاني (حزب جلال طالباني) وفرض ضغوط على تحركات وتصريحات ونشاطات ممثلي الحزب في سوريا، في الوقت الذي راحت الحكومة السورية ترحب بوفود المعارضين لمجلس الحكم من العراقيين وتستقبلهم بأعلى المستويات والترويج لهم بإعلامها.

كذلك، هناك مليارات الدولارات من الأموال العراقية في حيازة الحكومة السورية التي تتنكر بوجودها. وليس هذا فحسب، بل سمعنا مطالبات سورية بتعويضات تقدر بثلاثة مليارات دولار بدعوى الأضرار التي لحقت بالبيئة السورية من جراء حروب صدام حسين.

في الوقت الذي كانت الحكومة السورية في عهد صدام، تذرف الدموع على أطفال العراق وتطالب برفع الحصار عنه، تغيبت سوريا عن حضور اجتماع مجلس الأمن في شهر مايس/مايو، الدولة العربية الوحيدة في المجلس،  لمناقشة قرار رفع الحصار عن العراق والتصويت عليه. ولم تصوت سوريا عليه إلا بعد يوم، خوفاً من الفضيحة حيث أدركت أنها الوحيدة التي لم تصوت على قرار هو من أهم القرارات التي تخدم الشعب العراقي.

إن موقف الحكومة السورية من القضية العراقية في مناصبة العداء لمجلس الحكم العراقي والعمل على نشر الفوضى وإفشال المشروع الديمقراطي في العراق، موقف غير حكيم وضار بمصالح سوريا أكثر مما يضر بالشعب العراقي. فمن مصلحة سوريا، كما من مصلحة جميع الدول العربية ودول الجوار والعالم على حد سواء، سقوط نظام صدام حسين إلى الأبد ومساعدة الشعب العراقي في استتباب الأمن والإستقرار في بلاده. الحكومة السورية تضحي بمصالح بعيدة المدى بسبب سوء فهمها لتصريحات عابرة من هذا المسؤول العراقي أو ذاك، وهذا يدل على جهل المسؤولين السوريين بالعمل السياسي ولا يبالون بإلحاق أشد الأضرار بمصلحة شعبهم وشعوب المنطقة. إن ما يواجهه الشعب العراقي في الوقت الراهن ما هو إلا غيوم عابرة وعما قريب سيتغلب على جميع المعوقات وسيلحق الهزيمة بالإرهاب ومن وراءه ولا بد أنه سينتصر في تحقيق الأمن والإستقرار وإعادة البناء  وسيكون منارة لنشر الديمقراطية والإزدهار الإقتصادي في المنطقة. الذي يحلم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء جاهل بقوانين حركة التاريخ. ونحن كلنا ثقة بأن شعبنا سينتصر حتماً وأعداءه هم الخاسرون.   

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...
- عودة إلى مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد
- المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العرب والسياسة