أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باكملها !














المزيد.....

عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باكملها !


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2152 - 2008 / 1 / 6 - 10:45
المحور: سيرة ذاتية
    


منذ 4/1/1958 الى هذا اليوم يكون عبدكم الفقير قد اكمل الخمسين عاما من اعوام العراق ..وهي لمن ينتصف لضميره تكون عمر نوح !
فبحسب النظرية انسبية لا مقياس لزمان الا باعتبار المكان .!
وذلك ما اسماه الرفيق العزيز اينشتاين ...الزمكان ..
ولو حسبنا نسبة الزمان العراقي الى المكان الادمي لخلصنا الى معادلة غريبة عجيبة مفادها :
ان المخلوق العراقي هو اكثر الكائنات عمرا ..وان كان اقلها عمرا !
فعلى سبيل المثال يتذكر العبد الفقير يوم كان جروا صغيرا لايتجاوز الخمس سنوات :
انهم قد اغلقوا الباب عليه لان الحرس القومي قد اقبلوا للبحث عن ابيه وعمه وابن عمه وجاره ..وربما ان لم يجدوا احدا منهم ..فسياخذونه فدية ...
فنام خائفا في حضن جدته بضع سنين !
ويوم بلغ العشر سنين حذره ابوه :
يا ولد ! ..لقد عادوا ثانية ..فاياك اياك ان تتورط في لعبة الدم !
واستغرق عمره بين (نجاة الصغيرة ) و (شادية ) وبنات اجيران ...بضع سنين !
حتى مر به الساحر الطبقي ..وكان اباه قد مات على الرصيف شابا ..بذبحة القلب والاسف !
فعاد الى العناد ..كان العناد حليبه الفطيم ..وظل معاتدا بضع سنين !
واحب هذا الساحر الطبقي حبا ..حتى ان قيل هو الكفر عيانا! ...صار يكفر عيانا ! ..ليس الا لاجل ان يحوز رضا الحب ...ورضا الحب اكبر من الحب ذاته !
..وساعة جاءته وردة الصبا خجلى تقول له :
الحزب يريدني لغيرك !
فكر مقتولا :
لماذا ايها الحزب ؟
كان الحزب جريحا جدا ..وكان بحاجة الى دماء المتبرعين ..وكنت نحيلا مفقور الدم ..فقلت متكرما :
خذها ايها الحزب هبة لهذا الرفيق !
من قال ذلك ؟
هو لم يقلها مطلقا ..ولكنها صيرت اعترافا ! ..وان اعترضت ..فاذهب الى سجل الخيانات المالوف !
لا زال ورد النارنج الابيض الضارب للبنفسجي الذي يشبه بكورة الصبايا ..يهطل كل اذار في بساتين (بهرز ) الانيقة ..
ولكن من الذي يقدم له فروض الحب بعد الان ؟
لقد رحل الحرس ...حرس القداح والليالي ..
المدينة تنام تحت احذية السفهاء...
اليوم في 4/1/2008 تمر الذكرى الخمسين لشمي اول عطر برتقالة في بهرز ...حيث لم يعد للبرتقال عطر ..
كانت جدتي شديدة زرقة العين ...بيضاء تشبه سباياالبلقان ... كنا هكذا في اشكالنا غزاة في وطن اسمر! .....ثم صرنا عبيدا لكل جاهل يحمل البندقية ..
وبانتظار ان تطلع شقرة حرية الغد من باطن الشمس الخليعة..
ولكن الغد !
الغد ....كل غد ..اشد حزنا من كربلاء !
قد ذبح كل العراق ..فما كربلاء ؟
خمسون عاما عراقية كلها كربلائيات وطفوف !...وهذا عمر (سني ) عراقي .ان اردتم التاكد يا غربان البين ..
اريد ان اعدها بتقاويم بلدان ومدن اخرى خارج رائحة هذا الدم الزفر ..
من يجد معادلة تحسب الخمسين عاما العراقية الصرفة ..لتنسجم مع التقويم الميلادي المعتمد للاعمارفي مختلف البلدان والامصار ؟؟
لا احد, والله لااحد !
!
اعمار العراقيين ستبقى دون معيار ...
والاعوام الخمسين التي عبرت ...تحتاج لمعادلة من ساحر طبقي اخر يعلمنا ان الصبا الذي سرقوه من بين ايادينا ..لن تعيده الاماني ....
وان خساراتنا ..لن تكون مجدية الا في اسواق الهرج ...حيث الاشياء العتيقة تثير الذكرى لاغير !..
هذا ان اثارت الذكرى مشكورة !



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقولون( قيس) في العراق مريض ...
- عام اخر اكثربردا ...اعني اكثر حزنا
- فقراء العالم مدينون للشعب الصيني بحصولهم على مستلزمات التكنو ...
- دخل خليجي ...بطريقة عيش صومالية!
- بي نظير بوتو ...علمانية اخرى على مذبح السلطات الذكورية ..
- والشرف حرب طبقية ايضا ..
- اغلقي الباب ...وارضعيني ..يا زميلة !
- جوابا على معايدة من الديوانية ...كم الساعة عندكم الان ايها ا ...
- ان كان لافتح ..ولا هجرة ..ولا نضال ولا احتلال ..ولا صلح ..ول ...
- اي شيء في العيد ...اهدي اليك ؟
- يا ضاربين الودع !
- سانحة امين زكي ....وبغداد ان روت
- رسالة الى امراة بصرية ....تماسكي يا شمعة اخيرة في الظلام
- كومونستوفوبيا
- نقلة الحصان .....سبيل العراقي لبلوغ مبتغاه !
- هديل مسائي على ضريح
- كم دكتورا في اكاديمية اللصوص ؟
- حكومة لا تتشاطر الا على حصة الفقراء التموينية ..
- الاتجار بالمهجرات ...التنكيل بالمراة العراقية زمن الاحتلال
- باتجاه عام سابع مسربل بالامال ايها الرفقة الطيبة


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باكملها !