|
فلسفة دولة اسرائيل
صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2152 - 2008 / 1 / 6 - 02:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علينا معرفة العلاقة الفلسفية التي تربط بين الوجود اليهودي والوجود الإسرائيلي ومعرفة العلاقة الجدلية التي تربطهما وكيف يؤثر وجود الدولة الإسرائيلية على اليهود الذين ينتمون لمجتمعات وجنسيات عديدة، وكيف يحرك المجتمع الإسرائيلي وبالتالي الحكومة الإسرائيلية وما هي آليات عمل نجاح إسرائيل في تجسيد الصهيونية واليهودية خدمة مصالح الدولة الإسرائيلية التي ربما تتناقض مع مصالح الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد اليهود علما انه يستحيل نمو قومية إسرائيلية مستقلة عند يهود العالم وعند الإمبريالية لأن تدخل العامل الإمبريالي اليهودي في دولة إسرائيل واضح بشكل جليّ... الخ. تكوين دولة إسرائيل فلسفيا: إن وجود دولة إسرائيل جاء نتيجة عوامل لا تتطابق وتكوين الدول فلسفيا. فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تمر بمرحلة تكوينها بما مرت فيه الدول " الاسرة، المجتمع، الدولة". لأن المجتمع الإسرائيلي يتعرض لنقد علمي وصل إلى عدم الاعتراف بوجود أمة إسرائيلية، بل هناك تجمع اجتماعي غير متجانس تم تفكيكه من مناطق مختلفة من العالم "روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا…الخ" وأعيد تركيبه فوق رقعة من الأرض" المكان" لا تمت لهذا التركيب بصلة بعد أن تم استبعاد " وتهجير منظم للذات الفلسطينية، فوجود المجتمع يحتاج إلى عوامل، أهمها هو تواجد زماني لمجموعة من السكان على ساحة إقليمية محددة ولفترة طويلة تسمح بأنصهار اجتماعي بين العناصر المكونة للأفراد فيما بينهم وبالتالي ولادة نظام إقليمي ومعياري يجمع بينهم، الأمر الذي يحتاج إلى فترة زمنية طويلة تؤدي بالتالي لبلورة نسق موحد من التنشئة الاجتماعية، وهوما يفتقده الكيان الصهيوني، إضافة لافتقاده لكل المعايير الموحدة لأعضائه وهو ما يطرح إشكالية سياسية تتمثل في فشل إسرائيل في إيجاد هوية سياسية مشتركة توحد العناصر اليهودية المختلفة لسكانها ومواطنيها، لذا فان دولة إسرائيل تعيش أزمة هوية؟ بكل ما تعني الكلمة من رؤية ومضمون، خاصة أن البناء الاستيطاني لدولة إسرائيل اعتمد على التعددية الاثنية والثقافية ، هذا البناء اعتمد أيضـا في وجوده على التنوع الحضاري والاجتماعي والثقافي، جمعتهم الحركة الصهيونية في دائرة المكان الفلسطيني بالتعاون مع القوى الإمبريالية " بريطانيا، أمريكا ". دولة إسرائيل : النشأة والخصائص : حسب الموسوعة الفلسفية فإن الدولة تعتبر الجوهر الاجتماعي الذي وصل إلى الشعور بذاته، وهي تجمع في ذاتها بين مبدأ الأسرة، ومبدأ المجتمع المدني والوحدة التي تجمع الأسرة هي الشعور بالمحبة . كما أن الدولة تعتبر الحياة الخلقية المتطورة التي توجد حقيقة في عالم الواقع، أنها فكرة الروح ظاهرة في المظهر الخارجي للإرادة الإنسانية وحريتها ، فدولة إسرائيل وإقامتها شكلت أولى أولويات الصهيونية، والاستيطان الإسرائيلي الذي هو تكوين استيطاني كولونيالي اعتمد في وجوده علىSettler Colonial fondation استيطان أرضنا الفلسطينية بالاعتماد الصريح على قوى ونظم سياسية خارجية " بريطانية " ثم ممارسة المستوطنين بعد احتلالهم للمكان السلطة فوق تلك الأرض على مكان لا يزال فيه من السكان الأصليين سواء ممارسة منفردة أو في شكل مختلط أو بالاشتراك مع دولة استعمارية كبرى وهذا ما يتطابق كليا مع ما طرحه الأستاذ لويس هارتز اذ وردت في كتابه " نشوء المجتمعات"حول الدول ذات النشأة الاستيطانية " الولايات المتحدة، أستراليا، نيوزلاندا، جنوب إفريقيا " قبل انتصار "نلسن مانديلا" وشعبه، وافشالهم لنظام التفرقة العنصرية وتجربتهم الاستيطانية الأوروبية بعد إمساك الأغلبية الإفريقية " الذات الأصلية" السلطة السياسية في الدولة. و هذا النوع من الدول ومنه دولة إسرائيل لم يعرف تطورا طبيعيا، بل مر تطوره بثلاث مراحل هي: 1- تكوين الكيان الاستيطاني من خلال مركزية الهجرة المنظمة. 2- مرحلة الاستعمار الاستيطاني " إحتلال المكان والإنسان " وتراجعه عند نمط الاستعمار التقليدي. 3- مرحلة انتهاء الاستعمار التقليدي والانفصال عنه ليقوم بإعلان الدولة كما كان الحال عند الولايات المتحدة، إسرائيل. و يرى د/ صبري حلاوه أن ظاهرة الاستيطان الصهيونية تعتبر جزء من سلسلة من ظواهر عديدة مشابهة لها بالأصول الاجتماعية، حيث شكل الاستعمار الصهيوني لفلسطين خاتمة لنمو الاستعمار الاستيطاني عامة برغم كون حالة فلسطين لها بعض الخصوصية ، فالطبيعة الاستيطانية للكيان الإسرائيلي في فلسطين هي الثابت الذي يحدد جوهر النظام السياسي، لمعاملاته وخصائصه و يترتب على هذه الجهة الاستيطانية ثلاث نتائج. 1- التناقض الرئيسي في إسرائيل : يتجسد ذلك بين القوى الصهيونية والشعب الفلسطيني وعليه يجب النظر لما يتفرع عنه من تناقضات في إدارته، وما ينتج أيضا من محددات للصراع والمتمثلة بالقوة العسكرية، والتمايز وإستعداد العنصر الصهيوني، إضافة لأستمرر نمو الإحساس الصهيوني بالخطر الذي يهدد وجوده "خطر دائم". 2- ازدواجية المعايير الصهيونية الإسرائيلية : يوجد نظام سياسي مميز يحكم الدولة الإسرائيلية تسوده روح الليبرالية السياسية ذات المستوى المرتفع والذي يحكم العلاقة بين الإسرائيلي والإسرائيلي والنظام الاستعماري العنصري الصهيوني الذي يحكم العلاقة بين الفلسطيني والإسرائيلي. 3- العلاقة العضوية بين إسرائيل والعالم الإمبريالي: حين وجدت الحركة الصهيونية في بدايتها الأولى لم تكن تملك جيشا أو قوة أو حتى شعبا، بل كان لديها مجموعة من الأفكار يمكن أن نطلق عليها مجازرا" برنامج " أو " مشروع" تبنته الإمبريالية البريطانية لكونها تمثل آنذاك زعيمة العالم الإمبريالي وسيدته.
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|