أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الرديني - ميوشة تصحو على - الصحوة-














المزيد.....

ميوشة تصحو على - الصحوة-


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استيقظت ميوشة صباح امس نشيطة مبتهجة كعادتها وتذكرت ان عليها ان تذهب لسوق الخضار مكانها المفضل لتشتري ما تحتاجه وتلتقي هناك بمعارفها من كلا الجنسين.
ورغم ان سوق الخضار ليس بعيدا عن بيتها فهو يقع في مدخل مدينة الثورة بالقرب من جامع "سيد حسين" الا انها تفضل ان تستقل حافلة "مان" ذات الطابق الواحد.
الكثير من معارفها كرروا عليها مرارا ان مدينة "الثورة" قد تغير اسمها الى مدينة الصدر الا انها تصر على هذه التسمية واذا الحوا عليها تصرخ في وجوههم:
" اسمعوا، اسماء المدن ليست لعبة في اياديكم، ومن العيب كلما يأتي احد الاقوياء يسمي المدن والشوارع والجوامع باسمه ... عيب يا ناس... الكبير لايزيد حجمه باطلاق اسمه على الاحجار وانما بافعاله".
وتتوسل صاحباتها المقربات اليها الا تعيد مثل هذا الكلام فانه يؤدي الى التهلكة فتضحك وتقول لهم : وهل بقي في العمر ما نخاف عليه.
وقفت امام المرآة وعدلت شعرها قليلا ورسمت ابتسامة حلوة على شفتيها اشرق بها وجهها كله فيما وعدت نفسها بان تصبغ شعرها بلون جميل في يوم من الايام.
كان المطر ينهمر بغزارة في الخارج والبرد لايحتمل ولكنها تعودت كما تعودت ان ترى الاطفال في كل شتاء يتسابقون على الحصول على اطارات السيارات القديمة ليساعدوا الناس من طرف هذا الشارع الذي اصبح نهرا الى طرفه الثاني لقاء ما تجود به ايديهم.
احتمت ميوشة بمظلة محطة الحافلة المثقوبة بعدة ثقوب في سقفها واخذت تتطلع الى البيوت المبللة امامها ولم تستطع ان تكتم آهة لو كان احد قريبا منها لسمعها بوضوح.
وكادت ان تستغرق في ذكرياتها - كالعادة- لولا وصول الحافلة.. صعدت اليها وسط ترحيب السائق الذي يعرفها تماما بل ويعرف كل الركاب تقريبا فهو الوحيد الذي يمر من هنا ليلا ونهارا.
اغمضت ميوشة عينيها قليلا واسترخت على الكرسي وغطت رأسها بعباءتها ولم تكد تنوي ان تستغرق في ذكرياتها حتى توقف السائق فجأة ورفعت ميوشة عباءتها عن رأسها لترى ثلاثة من الملثمين صعدوا الى الحافلة وهم يحملون الرشاشات.
سألت ميوشة جارتها في الكرسي المجاور لها مستفهمة فهمست لها الجارة بان هؤلاء من جماعة "الصحوة". لم تفهم ميوشة ماذا كان يعني ذلك ولكن الجارة اسكتت حيرتها بكلمات قليلة واضحة اعانتها على الفهم قليلا.
وحين اقترب احدهم منها نظرت اليه وقالت له غير عابئة
" هل انتم من جماعة الصحوة ابني"
فهز الرجل راسه علامة الايجاب.
فرفعت صوتها قليلا متعمدة
" الله يصحيكم طول العمر ابني ... بس
توقف الرجل عندها مستفهما
تابعت ميوشة
" بس يما آني عندي سؤال..
ولم تدعه ينتظر فقالت
" ليش هسه صحيتوا... صار اكثر من اربع سنين والناس تموت وانتو هسه صحيتوا؟؟
رفع الرجل اللثام عن وجهه ونظر اليها بحدة قائلا:
"والله احترنا وياكم ياخالة سكتنا كلتو متعاونين ويا القاعدة واذا حاربنا سخرتوا منا"
ردت ميوشة بسرعة محاولة تهدئته
" لا يما مو قصدي بس لو انتو متعاونين ويا الحكومة من اول ماكانت الناس ماتت"
قال الرجل
" هذا قدرهم خالة"
صفقت ميوشة بيديها وسمعها الرجل تقول
" انا لله وانا اليه راجعون"
سمح الرجل الملثم الثالث للسائق بالسير ، وانطلق السائق بحافلته القديمة بطيئا اول الامر ولكنه سرعان ما زاد سرعتها.. دقائق وتوقف السائق فجأة حين رأى ميوشة تقف على رأسه تأمره بالتوقف فسألها عن السبب فقالت:
"انسدت نفسي اريد ارجع للبيت مشي"




#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ببغاوات في السعودية عمرها قرون
- مشهد سريالي
- الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق
- ساتوكل على الله واغازلكم , الى كل الذين يعملون بصمت في الحوا ...
- تصريح زوج فتاة-القطيف- كفر والحاد
- خسئتم والله يا اصحاب اللحى
- رسالة اليك ايها -العاهل- السعودي
- اغتصاب فتاة قطيف والصمت الالهي
- اسمعتم ما قالته لي ليلى
- دبجة- عراقية تحدث هزة ارضية في اوكلاند
- لم يبق الا الله ليعتدوا عليه
- واحسرتاه .... مات الكلب -جيمي- ايها السادة
- لو كنت امرأة...
- ابله من شمال افريقيا
- رجال الدين وجوع الانحراف الجنسي
- ترى اين اواكس الان؟
- مجدي جورج رد هادىء جدا
- ومن القول ما قتل
- حين جلست بغداد امامي
- لله درك ياصديقي مصطفى حقي ..لقد اثلجت صدري


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الرديني - ميوشة تصحو على - الصحوة-