حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 11:05
المحور:
الادب والفن
ترجمة من الفارسية: حميد كشكولي
الأسيرة
أهواك وأعلم أنني لن أحظى بأحضانك أبدا،
فأنك السماء الصافية و الساطعة،
وأنني طير أسيرٌ في زاوية من هذا القفص.
من وراء القضبان الباردة والداكنة ،
نظراتي المتحسرة متوجهة إليك،
أفكر في يد تتقدم إليّ،
فأنشر فجأة جناحيّ، فأطير باتجاهك.
إنني أفكر في غفلة أنني أطير من هذا السجن الساكت،
واسخر من السجان،
واستأنف الحياة بجنبك.
إنني أفكر ، وأعلم ُ أنني لا أجرأ على مغادرة هذا القفص،
حتى لو رغب السجان في ذلك،
فلم يعد ثمة نسيم لي للطيران.
من وراء القضبان،
كلَّ صباح منير،
نظراتُ طفل تبتسم لي،
و حين أشرع في أغنية البهجة،
تتقدم إليّ شفاهُه بالقبلات.
يا أيتها السماء!
إن أردتُ يوما أن أطير من هذا السجن،
فما الذي عليّ أن أقوله لعيون الطفل الباكية؟
هل أقول: دعك عني، فأنني طير أسير؟
إنني شمعة أنير خرابا بنار قلبي،
إن أردت اختيار السكينة ، سأجلب الاضطراب إلى عش ما.
* من مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان " اسير- الأسيرة" الصادرة في صيف عام 1955 .
الخطيئة
ارتكبت ُ بجانب تمثال مرتعش و شاده،
خطيئةً مليئةً بالملذات.
الهي! لا أدري ماذا فعلت ُ،
في تلك الخلوة الداكنة والساكنة؟!
في تلك الخلوة الداكنة والساكنة،
نظرت ُ إلى عينيه المفعمتين بالأسرار،
قلبي كان يرتجف محموما في صدري،
إثر رغبات عيونه التي امتلأت بالنيات.
في تلك الخلوة الداكنة الساكنة،
جلست ُ مضطربة بجنبه،
سكبت ْ شفاهُه الهوى على شفاهي،
فتحررت ُ من آلام القلب المجنون.
كانت الشهوة تشتعل في عينيه،
رقَصَ الشراب ُالأحمرُ في الكأس،
وارتعش جسدي في السرير الناعم
ثملا على صدره.
إني ارتكبت ُخطيئة مفعمة بالملذات،
في حضن دافئ ومضطرم ،
ارتكبت ُ خطيئة بين أذرع من حديد،
أذرعٍ حارةٍ ، تبغي الثارات والانتقام.
*** هذه القصيدة تقع ضمن مجموعتها الشعرية الثانية الصادرة عام 1956 بعنوان" ديوار- الجدار" التي تضم 25 قصيدة ،و كتبت على الأغلب في ربيع 1956.
2008-01-03
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟