|
العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السابع)
عزيز الدفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يؤمن الملايين من البروتستانت في الولايات المتحدة الأمريكية بان الله قد خلق ادم وحواء من تراب حمله جبريل عليه السلام من بلاد مابين النهرين وانه أقام جنة عدن عند التقاء دجلة بالفرات. لكن الكثيرين منهم بدأت تراودهم الشكوك بحقيقة أن تكون هذه الأرض ذات صلة بالفردوس بقدر كونها جحيما ارضيا بعد ان سقط في العام الماضي 900 قتيلا من القوات الأمريكية الذين سالت دمائهم فوق تراب المدن العراقية الملتهبة . ان المدافعين عن استمرار التواجد العسكري الأمريكي في العراق يرون بان معاناة الجنود الشباب و عوائلهم هو أمر ضروري لأنه لا توجد حروب دون دماء أو ضحايا وان تقرير مصيرها لا تحدده الأمهات الثكلى و أرامل الذين يسقطون في ساحات الوغى بل أن الذي يقرر مصير ومستقبل تواجد هذه القوات في العراق هي المزايا الإستراتيجية بالنسبة للمصالح العليا و الأمن الوطني للولايات المتحدة الأمريكية .
لقد فقد الأمريكيون من جنودهم خلال أربع سنوات في العراق اقل بكثير من الذين سقطوا خلال ساعات الصباح الأولى على سواحل النورمندي عام 1944 ,واقل بكثير من الذين يذهبون سنويا ضحايا العنف المسلح وحوادث السيارات في الطرق الأمريكية . ورغم كل الضغوط الداخلية و الأوربية وتفاقم سوء الأوضاع في العراق الا ان كوندليزا رايس وزيرة الخارجية أعربت عن فخرها واعتزازها بما قامت به أدارة الرئيس بوش بإزاحة صدام حسين عن السلطة وان التاريخ سوف ينظر الى هذا الحدث نظرة مغايره عن الفترة الراهنة. وإضافت لست قلقة من الإرث الذي سنتركه ولكنني قلقة بشان ما حققناه والى من سيؤول إليه الأمر. رايس التي شغلت منصب مستشارة الأمن القومي خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأولى تسلمت رئاسة الدبلوماسية الأمريكية عام 2005 حيث سعت الى بذل جهود كبيرة من اجل أعادة الأمن والاستقرار الى العراق ووصفت القرارات التي اتخذها بوش خلال فترة ولايته بانها تاريخية . وبالنسبة للعراق فانها ترى المشكلة كالتي :ماذا علينا القيام به لكي نصل بالاوضاع في العراق الى وضع جيد من وجهة نظر السياسيين الامريكيين؟
في كتاب له حول كوندليزا رايز اشار المؤلف (غلين كسلر) المحرر في الواشنطن بوست ان رايس بذلت جهودا حثيثة طوال السنوات الثلاث الماضية من اجل اصلاح الاخطاء التي ارتكبتها عندما كانت مستشارة للأمن القومي حسب تعبيره .لكن رايس ردت عليه بالقول بان الحقيقة معاكسة تماما . وترى وزيرة الخارجية ان سياسة الرئيس بوش في العراق كانت موفقة وأكدت ان التواجد الأمريكي سيستمر طويلا لان ذلك يمثل مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط برمته حسب وصفها دون ان تقدم تفسيرا لهذا الادعاء او سقفا زمنيا لبقاء القوات الأمريكية في العراق و كيف يمكن لهذا التواجد العسكري في قلب العالم العربي والإسلامي ان يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار وقد تسبب في أحداث بركان من الشكوك والعنف الطائفي المتبادل والإرهاب والقلق لدى اغلب دول وشعوب المنطقة . في احدث دراسة صدرت عن مركز أبحاث( (RAND CORPORATIONمطلع اب أغسطس الماضي مولت من قبل البنتاغون وحملت عنوان( رؤيا حول العراق)أظهرت آن مستوى العنف آنذاك يجعل من استراتيجية إرسال المزيد من الجنود الأمريكيين للعراق غير كافية .وتستنتج (اولغى اوليكر) التي قادت مجموعة الباحثين الى آن النجاحات الايجابية التي تحققت في بعض المناطق لا يمكن آن تضمن مقدمة لاستقرار العراق في الأجل المنظور .
آن من بين المقترحات التي يعرضها هذا المركز للأبحاث استخدام قوات من المرتزقة المحليين من العشائر لتطبيق القانون ومطاردة القاعدة , وتقسيم العراق على أساس طائفي وعرقي وترك الصراع الحالي بين أطياف الشعب العراقي حتى ينجح احد الإطراف في حسمه عسكريا لصالحه والهيمنة على العراق مع منح هذا الاحتمال فرصة ضعيفة للتطبيق على ارض الواقع . وتوصي اولكر بضرورة عدم استمرار التواجد العسكري في العراق طويلا و لأجل غير معروف وان على الإدارة الأمريكية الاستعداد لمواجهة مضاعفات ما سيخلفه الانسحاب من العراق من تداعيات وضلال قاتمة على الصراع الداخلي قبل آن تتخذ مثل هذا القرار. وتضيف( آن هذا الانسحاب يجب آن يتم دون الخضوع للاضطرار او العجالة وان على الأمريكيين آن يتركوا للسلطات العراقية جميع المنشات وتقديم المساعدة لدول الجوار لمواجهة تدفق اللاجئين العراقيين ومنح اللجوء للذين عملوا معها) .
رئيس الوزراء العراقي أعلن صيف العام الماضي آن القوات الأمنية العراقية مستعدة للحلول محل القوات الأمريكية الا انه ابلغ وكالات الأنباء انه لا يستبعد احتمال استمرار وجود جنود أمريكيين في العراق حتى بعد خمس سنوات... وأضاف كل شيء يتوقف على النجاح على الأرض وعلى الاتفاقات بيننا لا نحن ولا الحكومة الأمريكية نريد خسارة فوائد التقدم الذي تم انجازه حتى الآن .ان اغلب المراقبين يعتقدون ان القوات العراقية حتى لو كانت جاهزة تماما لتحل محل القوات الأمريكية فان استمرار التناحر السياسي سيجعل من هذا القرار محفوفا بمخاطر لا تحمد عقباها . وردا على سؤال عن تأريخ رحيل القوات الأمريكية من العراق قال نوري المالكي عندما يتم إرساء الأمن عندها ستكون قواتنا قادرة على متابعة المهمة .
أخذت تداعيات العنف المتواصل في العراق وسياسات الديمقراطيين في أروقة الكونغرس وعبر وسائل الإعلان تشكل مزيداً من الضغط السياسي والنفسي على إدارة الرئيس بوش خاصة وانها لم تستطع آن تحرز تقدما كبيرا في بسط نفوذها في أفغانستان. وبدا العديد من كبار المحللين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة والصحفيين البارزين بمهاجمة إصرار الرئيس بوش على المضي قدما في سياسته هذه لمواجهة الإرهاب الدولي . في دراسة نشرتها مجلة( السياسة الخارجية) صيف العام الماضي تحت عنوان( فهرست الإرهاب ) أبدى 90% من الخبراء الاستراتيجيين المعروفين في الولايات المتحدة قناعتهم بان الحرب على الإرهاب والتورط في العراق جعل العالم اقل أمنا بالنسبة للأمريكيين ,واظهر 70% من هؤلاء قناعته بضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق . فيما يرى 58% من كبار المحللين الأمريكيين آن تداعيات الحرب على العراق ستمتد على مدى عشر سنوات قادمة وسيكون لها تفاعلات سلبية خاصة ما يتعلق بالتوتر الطائفي .في حين أعرب 80 % منهم عن قناعتهم بان الولايات المتحدة الأمريكية ستشهد خلال عشر سنوات قادمة هجوماً شبيه بالحادي عشر من سبتمبر 2001 واعتبروا العراق و الباكستان والصومال والسودان والسعودية واليمن و مصر و افغانستان تمثل مناطق حيوية لنشاط تنظيم القاعدة .
آن من الغريب حقا آن يطالب الأميرال وليام فالون قائد القوات الوسطى الأمريكية بسحب ثلاثة أرباع هذه القوات من العراق حتى عام 2010 ,الا آن وزير الدفاع روبرت غيتس اكد لوكالة اي اف بي يوم 17 سبتمبر 2007 آن الولايات المتحدة مصممة على وجود عسكري طويل الأمد في العراق مما يساهم في استقرار هذه الدولة وعموم المنطقة. وأضاف نحن مهيئون لتواجد عسكري دائم في العراق على شكل قواعد عسكرية صغيرة بهدف الحيلولة دون قيام الفرقاء العراقيين بأعمال غير مسئولة .وأضاف في مؤتمر صحفي آن المرحلة القادمة ستعطي إشارات واضحة لأعدائنا بأننا لن نترك هذه الدولة وسنبقى قوة مسيطرة في المنطقة. ان استمرار دوامة العنف الطائفي وتزايد الهجمات الإرهابية والصراع بين القادة الاثنيين في العراق شجع على الاعتقاد في واشنطن بان تقسيم هذه الدولة الى ثلاثة كيانات والعودة الى مرحلة ما قبل الحرب العالية الأولى هو الحل الوحيد الممكن خاصة وان تأريخ المنطقة اثبت ان الدول الصغيرة مثل غالبية دول الخليج العربية هي الأكثر استقرارا و إصغاء للنصائح الأمريكية.
في تطورا لافت مرتبط بمشروع قانون الميزانية صوتت غالبية مجلس الشيوخ أواخر سبتمبر من العام الماضي على تعديل غير ملزم يقضي بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق أثنية بهدف السيطرة على الوضع الأمني وايد المشروع 75 صوتا مقابل 23 معارض للتوصية التي تقدم بها السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن في محاولة للتأثير في الإستراتيجية الأمريكية في العراق . وقال بايدن ان هذا الاقتراع يمثل المرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف من الحرب في العراق الذي يحدث فيه توافق كبير بين الحزبين الرئيسيين بخصوص توصية للرئيس بشأن كيفية المضي قدما . وأضاف ماقلناه اليوم ان هناك من وجهة نظرنا وسيلة أيها الرئيس لإنهاء هذه الحرب وإعادة قواتنا الى الوطن على ان تترك خلفها العراق مستقرا . وكان هذا الادعاء مثار استغراب الكثير من المراقبين لان سيناريو ما بعد الانسحاب كان يعني كابوساً مخيفا ومجازر دموية قد تنشب بسبب الصراع ألاثني والتنافس على السلطة . وقد رفضت الحكومة العراقية والبرلمان العراقي مقترحات الكونغرس التي وصفتها بغير المسئولة والداعية الى تقسيم العراق الا ان ذلك الأمر دق ناقوس الخطر على مسامع الكثيرين من الذين استبعدوا إمكانية اتفاق صناع القرار في واشنطن على مشروع تقسيم العراق وهو امر عزز من مبررات الفصائل العراقية المسلحة للتشكيك بنوايا المشروع الأمريكي في العراق
وبغية تسليط مزيد من الضوء على المبررات التي يستند اليها دعاة الانسحاب العسكري من العراق داخل الولايات المتحدة الأمريكية وجدنا آن من الضروري العودة الى مقال النيو يورك تايمز الآنف الذكر المعنون( الطريق الى الديار ) وكان أهم ما ورد فيه هو الآتي :
الوقائع الميدانية • ان قوات الأمن العراقية التي قام الأمريكيون بتدريبها في السنوات الماضية وخاصة الشرطة العراقية يتصرفون في غالب الأحيان كميليشيات طائفية . • القوات الأمريكية الإضافية التي أحضرت الى العراق لدعم الخطة الأمنية لم تنجح حتى الان في تغيير اي شيء يذكر او تحقيق نصر ملموس على الإرهاب رغم انخفاض عدد العمليات الإرهابية . • آن الاستمرار في التضحية بحياة القوات الأمريكية و أفرادها في العراق يمثل خطا فادح لا يمكن السماح باستمراره. • تسببت الحرب في العراق في أضعاف قوة الائتلاف الدولي ضد الإرهاب وقواته العسكرية, ومن الخطأ استمرار لعبة الصراع بين الحياة والموت ضد الإرهاب وان يتم تمويل هذه الحرب على أكتاف دافعي الضريبة في الولايات المتحدة والذي يعتبر في ذات الوقت خيانة لدولة بحاجة الى تطبيق حكيم لمعنى القوة والمبادئ الأمريكية بطرق أخرى.
• آن على الأمريكيين آن يدركوا بوضوح آن العراق والنطاق الإقليمي المحيط به من الممكن آن يكون اكثر دموية وهوسا بعد رحيلهم من هناك وستكون هناك أعمال انتقامية ضد هؤلاء الذين تعاونوا مع واشنطن وسيشهد العراق تطهيراً عرقيا وجرائم إبادة جماعية وحشية .
• آن اكبر عملية غزو عسكري في القرن الحادي والعشرين قد ساهمت في إحداث خلل كبير في ميزان القوة ضد الإرهاب بحيث بات من الممكن آن تؤدي الى اتساعه وشراسته.
• يتوجب على إدارة البيت الأبيض والكونغرس والأمم المتحدة وكذلك حلفاء واشنطن آن يتقبلوا هذه الحقيقة المرة ويتصرفوا وفقا لذلك.
• على الولايات المتحدة آن تعترف بان القوات العسكرية العراقية الحديثة النشأة لن تستطيع عمل الكثير في بسط نفوذ وسيطرة الدولة العراقية على كامل أراضيها وربما ساهمت في تعقيد الموقف تحت تأثير الانتماءات القومية والطائفية .
آلية الانسحاب • آن سحب قواتنا من العراق يمثل تحدياً جديا فالطريق الرئيسي للانسحاب عبر الجنوب الى الكويت قد يتعرض للهجوم العسكري من قبل الميلشيات وعلينا ضمان نقل الجنود والآليات والعربات الى قواعد امنة في وقت انجاز عملية الانسحاب ونقل هذه القوات جوا وبحرا . • يتوجب على البنتاغون استخدام المنطقة الكردية شمال العراق كنقطة عمليات آمنة للانسحاب تدعم استخدام قاعدة انجرليك في تركيا رغم آن أنقرة كانت حليفاً غير مستقر في هذه الحرب لكنها مثل باقي الدول في المنطقة ترى آن بعض نتائج هذه الحرب قد تخدم مصالحها القومية . • آن انجاز هذا الانسحاب خلال اقل من ستة اشهر يبدو عملاً غير واقعي وصعب التحقيق من الناحية العسكرية نظرا لضخامة أعداد القوات الأمريكية. • على الرغم من الاتهامات المتكررة من قبل الرئيس بوش ضد القاعدة بان تواجدها في العراق سبق الغزو الأمريكي ألا أننا بتواجدنا في أفغانستان والعراق أعطينا هذا التنظيم الفرصة لإنشاء قواعد عسكرية وتجنيد المقاتلين المتطرفين ومنحناها سمعة لم تكن تحلم بها . • لقد أدت حربنا في العراق الى تبديد الموارد والطاقات المخصصة لأفغانستان حيث كان بإمكان قواتنا هناك آن تجد فرصة واقعية لإلقاء القبض على قادة القاعدة وتسبب لنا ذلك أيضا بفتح جبهات جديدة لمواجهة الإرهاب في مناطق أخرى من العالم. • آن استمرار القتال في العراق ضد الإرهاب يتطلب منا تركيزاً في البحث عن حلفاء محليين من الذين يرفضون آن يخضع العراق لابتزاز وهيمنة الإرهاب الدولي. • بإمكان الولايات المتحدة التوصل الى اتفاق مع الأكراد لانشاء قاعدة عسكرية في كردستان العراق كما آن بإمكان البنتاغون استخدام القواعد الأمريكية في الكويت وقطر وتواجدها العسكري الراهن في الخليج كمنطلق لعملياتها . هناك عناصر تقف الى جانب هذه التصورات وأخرى على الضد منها ..فبقاء قواتنا في العراق سيجعل من موقفنا هشا وقد يتسبب في إشعال حرب أهلية واسعة ويعزز من الشكوك بان هدف واشنطن هو حماية قواعدها وتواجدها العسكري في العراق .
الحرب الأهلية • لعل من بين اكثر القناعات التي يتمسك بها الرئيس بوش في رفضه للانسحاب من العراق خشيته من آن يؤدي ذلك الى اندلاع حرب أهلية وان هذه الحرب ستكون دموية وقاسية, وفي هذه اللحظة فانه يتوجب الانتظار لبضعة أعوام حتى يخمد سعير الصراع الطائفي في العراق. • من المحتمل آن يتجزأ العراق الى عدة دول أحداها كردية و الأخرى شيعية والثالثة سنية متفرقة وفي مثل هذه الحالة فان قوات الولايات المتحدة لن تستطيع عمل شيء يذكر لوقف تمزق هذه الدولة . • آن الحل المثالي يكمن في حث الساسة العراقيين على الإقدام على خطوات أخرى الى الأمام من اجل الوحدة والمصالحة الوطنية التي تحدثوا عنها مرارا ولكنهم في حقيقة الأمر لا يفعلون الكثير لتطبيقها بل يضعون شروطاً وعراقيل تمنع الدفع بهذا الاتجاه • لقد تبنى الديمقراطيين مشروع الانسحاب ولكن على أدارة البيت الأبيض آن تستخدم كل تأثير لديها للاستفادة من هذا الانسحاب من اجل أقناع حلفائها وجيران العراق لمد يد العون له لإيجاد حل للوضع الراهن هناك • آن على القادة العراقيين الا يستمروا في الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان بقائهم في السلطة لان الوضع الراهن قد يفتح الأفق صوب واقع سياسي جديد قد يتمثل في تقسيم البلاد إلى أقاليم فدرالية وتوزيع الموارد الاقتصادية بين هذه الأقاليم بشكل عادل سيجبر ملايين العراقيين على تغيير سكناهم ,وهو حل افضل من الصراع ألاثني والطائفي الذي ادى حتى الآن إلى رحيل واحد من بين كل سبعة من العراقيين عن منزله
دول الجوار • علينا ممارسة ضغط دولي واسع على إيران للسماح للشيعة العراقيين في الوسط والجنوب آن يقرروا بصورة ذاتية مستقبلهم ,في ذات الوقت الذي علينا أقناع سوريا ودول أخرى بعدم التدخل باسم السنة في العراق ومنع تركيا من إرسال قواتها إلى المناطق الشمالية من العراق .
الاستنتاج • لقد استخدم الرئيس بوش ونائبه ديك شيني الديماغوجية والخوف لعدم الرضوخ لمطالب الأمريكيين بالانسحاب من العراق ووضع حد لهذه الحرب الدموية متذرعين بان الانسحاب سيؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء والفوضى وتشجيع الإرهاب .ألا آن الحقيقة الواضحة هي آن هذه المظاهر قد نجمت بفعل الغزو الأمريكي غير المبرر للعراق في ظل أدارة غير قادرة على مواجهة استحقاقات هذه الحرب بجدارة . • آن العراق يواجه اليوم خيارين :فقد نستطيع المضي إلى أمام ومواصلة الحرب ونسمح للرئيس بوش الاستمرار فيها من دون نهاية أو هدف ..أو آن علينا الإصرار على سحب هذه القوات بأسرع وقت ممكن وبأفضل طريقة آمنة لمنع اتساع رقعة هذه الكارثة السياسية والعسكرية والإنسانية. ******** ان هذه التصورات الأمريكية لواقع الحرب والعنف في العراق وتفسير عناصرها و ما تمخضت عنه من نتائج ميدانية بعد 5 سنوات تقريبا من الغزو الأمريكي للعراق قد اوجد مشكلة معقدة متداخلة الأبعاد. فإذا كان الأمريكيون قد نجحوا في إزاحة النظام الشمولي الذي كان الأكثر دموية في الشرق الأوسط ومنحوا الحرية لملايين العراقيين فان ذلك قد تسبب أيضا في ظهور عناوين جديدة لتطلعات أثنية على حساب وحدة العراق ذات صلة بالسلطة والثروة والمستقبل , وهو ما يعطي مبررا لاستمرار التواجد العسكري الأمريكي طويل المدى لمنع تفتيت هذه الدولة التي لم تستطع النخب السياسية فيها الاتفاق على مشروع وطني موحد يتخلى فيه الجميع عن بعض استحقاقاتهم لصالح المصلحة الوطنية العليا؟.
فهل يلجأ العراقيون إلى تقاسم الدولة بعد أن فشلوا في التفاهم وتقاسم السلطة... وماذا سيكون موقف الإدارة الأمريكية القادمة أذا ما رحل الجمهوريون عن البيت الأبيض ؟
(يتبع الجزء التالي) *هذا المقال هو فصل من كتاب سيصدر قريبا بعنوان (العراق..دولة البعد الواحد)
#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السادس)
-
العراق في الحقبة الامريكية (الجزء الخامس )
-
العراق في الحقبه الامريكيه(الجرء الرابع)
-
العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)
-
العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)
-
العراق في الحقبة الامريكية
-
الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
-
هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
-
اول فرحة منذ سقوط الصنم
-
!!!عراق ....بلا نفط
-
من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*
-
ولا عزاء للشعراء... !!
-
عائد الى كربلاء
-
في الطريق الى سامراء
-
صيف كردستان.. الدامي!!!
-
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق
-
الخليج من فصاحة الطالباني ...الى مفاجئات نجاد
-
نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!
-
العلاقات العراقية-السورية
-
هل يكفي ان يكون الحق مع الحسين........؟
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|