أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناديه كاظم شبيل - لا بد وان تتساقط اوراق المريضة الصفراء














المزيد.....

لا بد وان تتساقط اوراق المريضة الصفراء


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الجرائم البشعه التي تحدث يوميا بالعراق ،تثير لديّ سؤالا جدير بالمناقشه : لماذا كل هذا العنف والاجرام بحق الابرياء من الناس؟ ولماذا تضطهد المرأة ويننظر اليها تلك النظرة الدونيه ؟ لماذا تحاصر الاقليات الدينيه وتهجّر وتقتل وتهمش ؟ من اعطانا التأشيرة باننا نملك الحق والصواب كله ،والاخر على خطأ وخطل؟ ولماذا تصبح الجوامع والمساجد التي من المفترض انها بيوت الله ،لماذا تصبح مخازن للاسلحه وادوات التعذيب لتدمير النفس التي حرم الله قتلها ؟ ولماذا تخلو الكنائس ودور العباده للاقليات الاخرى من الاسلحه ولا نسمع منها الا التراتيل الملائكيه التي تتغنى بالاله الفادي ، ول انه مستحيل على
الله الروح والكلمه والمشيئه ان يتجسد بالسيد المسيح ليفدي البشر جميعا من الخطيئة التي ورثوها عن ادم ؟ وهل يستحق مثل هذا الاعتقاد ان يقّتل صاحبه او يهجّر ؟ والى متى سيستمر الحال على هذا المنوال . الجواب على ذلك هو ان المسؤول الاول عن هذا هو رجال الدين ،فبدل ان يعاملوا البشر على انهم اخوة من اب واحد وام واحده ،اذا بهم يفرزون الاخر ويرمونه بكل بهتان ، اننا وللاسف الشديد لا تجيد فن الحوار ،ولا نعرف قيمة الكلمه ،نخضع لاوامر ونواهي رجل الدين ،كما يخضع الاعمى لليد التي تقوده . اوراق صفراء ورثناها عنهم من قرون طويلة آن لها ان تتساقط وتدوسها الأقدام ، اوراق مريضة تغرس فينا فنون العنف والظلم والتكبر على كل من يحمل فكرا او مذهبا اخر لا نؤمن به . اننا لو تنازلنا عن نفحة التكبر والغرور لوجدنا في اوراق الاخر حبا وتواضعا وتسامحا لم يدخل في منهاجنا ، منهاج رفض ونبذ وتكفير الاخر . ان أمير شعراء فرنسا فيكتور هيجو يعلمنا بكلمات بسيطه كيف ان موقفا نبيلا وكلمة رقيقة تحول لصا خطيرا الى انسان يحمل ارقى معاني الانسانية من حب وتضحيه ، لقد قرأت هذه القصة الخالده منذ سنوات طويله ،ومحت الذاكرة تفاصيلها الدقيقه ،ولم يتبق منها الا ان لصا خطيرا افرج عنه ،فاستضافه اسقف الكنيسه واكرمه واواه ،وفي منتصف الليل ،وبعد ان نام الأسقف ،عمد اللص الى الاواني الفضيه ،ووضعها داخل كيس كبير ،وغادر المنزل دون علم اهله ،صادف وان التقاه احد رجال الشرطه ،فاقتاده الى منزل الاسقف ليفضحه ويعيده الى السجن الذي قضى فيه عمرا طويلا ، لكن صدر من الاسقف موقفا انسانا اتحدى ان يحدث في موروثنا موروث قطع يد السارق ، ان يرتقي اليها، وهو ان الآسقف انكر ان يكون الرجل قد قام بسرقة الاواني الفضيه وانما تلقاها هدية منه ،ونسي ان يأخذ الشمعدان الفضي ،ثم اهداه الشمعدان ايضا ،وانقذ المجرم من سجن محتم. ان هذا الموقف الانساني الرائع قد خلق من هذا اللص المجرم ،انسانا اخر ،الكلمه العظيمه التي نطق بها الاسقف طهرت هذا المجرم وجعلت حياته تنقلب الى الاعلى هي : انت ولدت من جديد وعليك ان تكمل الحياة .علينا جميعا ان نبدأ الحياة من جديد ، ولأن الحكمة ضالة المؤمن ،اناّوجدها التقطها ،اهدي احبتي القراء بعضا من الحكم المنير ه من فم السيد المسيح الذي يعتبر انجيلا ناطقا لأنه لم يتلقاها من وحي منزل ,وأنما هي بشارة بشّر بها تلاميذه ليبشروا بها العالم اجمع :طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض ، طوبى للرحماء لانهم يرحمون ، طوبى للانقياء القلب ،لانهم يعاينون الله ،قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ،ومن قتل يكون مستوجب الحكم ،واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ،وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق ،واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلة الزنى يجعلها تجني ،ومن يتزوج مطلقه فانه يزني ،سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن ،واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ،ومن اراد ان يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا ، ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين ،من سألك فاعطه ،ومن اراد ان يقترض منك فلا ترد ،سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك ،واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احبوا مبغضيكم ،وصلّوا لأجل الذين يسييؤن اليكم ويطردوكم ،لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات ، فأنه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين ،لأنه ان احببتم الذين يحبونكم فأي اجر لكم ،اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك ،وان سلمتم على اخوتكم فقط ،فأي فضل تصنعون اليس العشارون يفعلون هكذا ،فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل .
هذا قليل من كثير من تعاليم السيد المسيح ،واظن ان كل من يهاجم ويشرد ويقتل اخواننا المسيحيين كونهم يؤمنون بهذه التعاليم ، فلا بد وان يكونوا من فصيلة اخرى غير فصيلة البشر



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكأني بطائرات خادم الحرمين الشريفين
- القانون العادل يعاقب الزاني ويعفو عن الزانيه
- المهدي يملأ الارض عدلا وقسطا ،وجيشه يملؤها ظلما وجورا
- عندما تواجهني ذاتي بالسؤال الذاتي : من تراني انا ياأنا ؟
- اعتبروا من ثورة اطفال العراق ايها السراق !
- كان هدفهم الوحيد العراق
- المرأه العراقيه في عراق ما بعد التغيير
- كان بامكان امريكا القضاء على الارهاب دون اللجوء الى الارهاب
- المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه
- بلى، الوطن انسان وارض وذكريات
- أجهلا ام تجاهلا لمقام السيده زينب ياوفاء سلطان؟
- الى منظمة حقوق الانسان! اخوانناالعرب البدون يستصرخونكم
- عندما تصبح اهانة الاخرين لنا اطراء ،فهذا يعني اننا فقدنا اخر ...
- الا من جرّاح ماهر يستأصل الورم السرطاني من وجه العراق الجميل
- سيدتي المغتربه! قبل ان ترفعي سماعة الهاتف
- حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعيه والبيئيه والموروث الديني
- حكومة المالكي! لا الشيعه شيعة علي ولا السنه سنة عمر
- اطفالنا في السويد غربة وضياع
- رذاذ المطر
- التحدي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناديه كاظم شبيل - لا بد وان تتساقط اوراق المريضة الصفراء