أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي ماضي - السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟














المزيد.....

السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بات معروفا بين الأوساط العلمية أن الانطباع للوهلة الأولى عن قضية ما غالبا ما يرسخ في الذهن رسوخا قويا بحيث يصعب معه تغير هذا الانطباع عن هذه القضية وإذا كان هذا الانطباع سائدا في المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الإنسان فانه يرسخ في اللا شعور ويبدأ بالتحكم في ميول الإنسان وتوجهاته دون أن يشعر ، فتراه يميل في قراءته إلى تبني وجهات النظر التي تؤيد انطباعه الأول وان كان الرأي الجديد أكثر عقلانية . ويلعب هذا العامل دورا مهما في تبني العقائد فيما بعد. لذا ترى شعوب العالم المتحضرة حريصة اشد الحرص على أن يكون انطباع الوهلة الأولى سليما غير مشوه ، وخصوصا في مناهجها الدراسية . فهم يدركون أن طبيعة المناهج الدراسية ومحتواها ،وأساليب إيصالها تلعب دورا فاعلا في بناء منطق عقلي سليم قادر على تفهم أن هناك آخر مختلف أو غير قادر على تفهم هذا الاختلاف وبالتالي يمارس ضد المختلف سياسة الإقصاء التي قد تصل إلى حد الإبادة وإلغاء الوجود. في حين إن معظم المناهج العربية تعبئ ذهنية الأطفال بكثير من القضايا التي ستكون سببا في أن يصبح الإنسان- فيما بعد- غير سوي ،غير مستقر لا يستطيع التواصل مع الآخر،بل ويعبر عن نفسه وعما يريد بشكل مشوه،كما هو الحال في الشخصية الإسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص،التي اتخذت من العنف وسيلة للتعبير عن الذات .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ،من يطالع كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي(طفل بعمر 12 سنة) للمدارس العراقية سيجد في ص4 طبعة *2006 الدرس الأول الحديث النبوي الذي نصه( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا)، ثم يأتي شرح الحديث في نفس الصفحة ليبدأ (الجهاد في سبيل الله، والمشاركة في القتال ضرورة لنشر الدين ولإعلاء كلمة الله، وكذلك عندما تتعرض امتنا إلى عدوان غادر......)،أرجو من القارئ أن يضع خطا تحت كلمة لنشر الدين ولإعلاء كلمة الله ، ,ويحاول أن يجد معي أجوبة لأسئلة التالية:
ماذا فعل أطفالنا المساكين ليعبأوا بأفكار قد تحولهم في يوم من الأيام إلى قنابل بشرية؟!
هل نضبت كل النصوص التي تتكلم عن الرحمة والتسامح واللين وتفهم الأخر ولم يبق إلا هذا الحديث لتعلموه لأطفالنا المساكين؟
هل المؤلف هو نفسه ضحية لإيحاء اجتماعي سابق وبالتالي فان هذه الميول للعنف هو تعبير لا شعوري ؟ أم أنها عملية مقصودة لتنشئة جيل جديد من طوابير الذين يموتون من اجل أن تبقى (دار السيد مأمونة)؟
هل من حق المجتمع أن يحاسب هؤلاء الأطفال فيما لو تحولوا في المستقبل إلى إرهابيين يسعون إلى فرض ما يعتقدون به على الآخرين بالقوة وبالعنف ؟
إننا ومن خلال تعليم أبنائنا مثل هذه الأحاديث نمهد الطريق للقتلة باسم الجهاد في سبيل الله للإيقاع بأبنائنا ، وتحويلهم إلى مشاريع موت قائمة لمن هب ودب.
نحن بحاجة إلى وقفة طويلة جدا أمام مناهجنا الدراسية وخصوصا العقائدية منها والتاريخية،نحن بحاجة إلى مراجعة نظامنا التربوي والتعليمي الذي يعتمد على العنف كوسيلة أساسية لإخضاع الآخر بدلا من الإقناع ،إن ما يسمى في مجتمعاتنا بالتربية والتعليم ليس سوى عملية تلقين،إيحاء اجتماعي يشابه كثيرا التنويم المغناطيسي، فالفرق شاسع بين أن تحشو عقلية طفل صغير بمجموعة من القضايا القديمة وتوهمه على أنها حقائق لا تقبل الشك والتمحيص،وبين تعليم هذا الصغير فن الشك المنهجي (بكل الموروثات) الذي سيقوده بدوره إلى البحث والمقارنة ،وبالتالي ترجيح قضية على أخرى.
سمعت في حديث متلفز قبل أيام للسيد رئيس الوزراء المح فيه إلى موضوع تغير المناهج ،فإذا كان التغير المرتقب سيكون وفقا لمعايير عالمية معتمدة ، بما يساعد على إعادة بناء عقلية لها القدرة على التناغم مع العقلية المتحضرة كان بها، وان كان التغير سيروج لشعارات على شاكلة تلك(يا لثارات الحسين،وحكومة آل بيت رسول الله، إن الحكم إلا لله) التي تربي الإنسان على إقصاء الآخر ،فيا تغير لا أهلا ولا مرحبا.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الأحزاب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط
- قراءة في إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- هل للمرأة دور في عراق ما بعد التغير؟
- الوضع الامني في جنوب العراق(1)
- إلى الاستاذ عماد البابلي مع التحية
- هامش على تعميمات الاستاذ الفاضل الدكتور عبد الخالق حسين
- تاملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(طبيعة ا ...
- ( تأملات في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي(1
- من سيوقف صناعة الغيلان في العراق؟
- إقليمي الوسط و الجنوب المزمع إقامتهما في العراق
- قراءة متاخرة في الحدث اللبناني
- العلمانية
- الاشعور
- صديقي ومنطق العجوز الأنكليزية
- سياسة الحمق في ايران والعراق
- شمس التغير لن يحجبها غربال
- بلدي بين ياسي وتفاءلي
- صراع الديكة
- العقلية البدائية
- لقطات


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي ماضي - السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟