عام جديد

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:23
المحور: حقوق الانسان
    

أيها العام الجديد , بماذا أتيت ؟
هل ستأتي بالبشارة ؟
أم ستستمر في حمل أوراق النذارة ؟
أيها العام الجديد , مازلنا نحمل أوزارنا , وأوزار من سبقونا من بني الإنسان .
ايها العام الجديد , مازلنا نضمر الكراهيات , ونضمر العداءات , ومازلنا يتملكنا روح الوحش , ومازالت تخاصمنا روح الإنسان !!
أيها العام الجديد , مازلنا أسري أوهام الماضي التي حملها بنو الإنسان الجهلاء !!
ياعامنا الجديد , خلصنا من أحقادنا , وحسدنا , وأطماعنا , نرجوك ياعامنا الجديد , ونستميحك عذراً أن تغفر لنا أخطاء الأعوام الماضية التي قضيناها في السفالات , ودبجناها بالجهالات , وسطرناها بالأحقاد والعداوات , نرجوك أن تغفر لنا مامضي من الكفر بروح الإنسان , التي هي من روح رب الإنسان , وخالقه , وخالق الأكوان , ياعامنا الجديد , نرجو أن تكون عام الإعتراف بخطايا وأخطاء الماضي , عام الصدق مع الروح والتصادق مع النفس , والتصارح مع الإنسان , نرجوك عاماً جديداً سعيداً , نقر فيك بأخطائنا التي ارتكبناها ضد الإنسان المهان الساكن فينا , وضد الإنسان الساكن في الأغيار منا , وضد الإنسان القريب , والإنسان البعيد .
ياعامنا الجديد , هل ستكون عاماً سعيداً مبهجاً لروح الإنسان ؟
هل ستكون عاماً نتقبل فيه الأغيار في الدين والعقيدة والفكرة والمنهج ؟
هل سنكون سمحاء مع من خالفونا واختلفوا معنا حتي وإن كانوا من المستحيل أن تتقارب معتقداتنا , وأدياننا , وأفكارنا ومناهجنا ؟
وهل ياعامنا الجديد سنكون متقبلين لمن أخطأوا في حقوق الآخرين , وحملوهم بواجباتهم ظلماً وعسفاً من غير نظر للإنسان وحقوقه الإنسانية !!
كل عام والأوطان متسع للجميع , والأوطان بلاتفرقة , وبلا تجزئة , وبلا عنصرية , وبلا حكام مستبدين ,وأنظمة حكم خائنة !!
كل عام والإنسان هو الغاية , وهو الهدف !!
كل عام وكل الوسائل والأساليب والسياسات والمناهج تعمل من أجل الإنسان .
كل عام والعنصرية والكراهية , والأحقاد والأطماع والأحساد يلعنها الجميع .
كل عام والكرة الأرضية تصبح هي الحلم الأكبر ويسعي الجميع لتحقيقه لتكون الوطن الحقيقي للإنسان بلا نزاعات دينية , ولاعنصرية , ولا طائفية !!
كل عام والحدود بين بني الإنسان تتكسر , والحواجز تزال .
كل عام ولا هدف إلا الإنسان , فهو نفخة من روح الله !!
كل عام ونحن أخوة بني الإنسان نستشعر إنسانيتنا , وإنتماؤنا لآدم الآب , وأمنا حواء .

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات