أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المجتمع المدني يصنع الحرية














المزيد.....

المجتمع المدني يصنع الحرية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 11:17
المحور: المجتمع المدني
    


كانت الأديبة العالمية جورج صاند وإسمها الحقيقي (أورور) تقول : صناعتي هي الحرية .
وصناعة الحرية في بلادنا مرفوضة فهي كصناعة الحشيشة والمخدرات وكصناعة العقاقير السامة , فهي تضر بصحة الأنظمة العربية الفاسدة , وتزيد من جماليات الشعوب التي تصنعها وبما أننا لا نصنع الحرية فإن مجتمعاتنا فاقدة للجمال السياسي والفكري والثقافي بكافة أشكاله وألوانه .
والمجتمع المدني هو الذي يصنع الحرية لموطنيه فإذا إنتقلنا لمجتمع مدني فهذا يعني أننا وصلنا للحرية , والحرية والمجتمع المدني ليس ضدان بل مترادفان لمعنى واحد وهو الحرية والديمقراطية .

وصحيح أن المفكرين الإجتماعيون قد إختلفوا فيما بينهم على أنه أيهم يسبق الآخر ؟: المجتمع المدني أم الديمقراطية ؟؟.
وفي الحقيقة المجتمع المدني هو السلبق على الديمقراطية لأننا لا نستطيع أن نصنع الحرية في مجتمعات متخلفة قديمة إستبدادية فالأهم من كل ذلك هو الوصول إلى مأسسة النظام الإجتماعي وفق نظام إجتماعي مدني تزول به :
أولا : سلطة القبائل والعشائر .
ثانيا :السلطة الدينية .
ثالثا : السلطة الثيوقراطية التي تحكمنا على مبدأ الحق الإلهي .
وتزول هذه البنى الإجتماعية والسياسية القديمة بمجرد أن تحل محلها سلطة المجتمع المدني الحر العلماني فنتخلص بسرعة من العقد القديمة عقدة الذكر الفاتح وعقدة إحتكار السلطة بالوراثة وما إلى ذلك من مسميات.

الحرية في بلادنا فاقدة لمعناها الحقيقي لأننا ما زلنا نعيش وفق مجتمعات إستبدادية تتحكم بها طريقة إنتاجنا الإقتصادية ولا يمكن أن نمارس الحرية ما دمنا نعيش في مجتمعات إستبدادية ترى الترفيه والرفاهية إثم كبير وترى متعة الأنثى في الجنس قبل الزواج جريمة يعاقب عليها الله بأيد أولياء الأمور فنتقتل كل أنثى تسعى لتعيش لذتها الجنسية مع من تحب .
والحرية ليست الجنس وحرية الإستمتاع به ولكن الجنس بند وشرط من شروط الإحساس بالحرية .

فالحرية التعبيري ة وحرية الكتابة وحرية مزاولة العمل الثقافي والسياسي والإقتصادي والفني والمعرفي كلها أدوات غائبة في بلاد العرب أقصد بلادنا ولا نملك أعمالا رومنسية عظيمة لأننا نفتقد للحري ة في جميع بنودها ونفتقد لكافة أشكال مزاولة العمل الحر إننا مقموعون قمعا سياسيا إذا أردنا أن نكتب في السياسة ومقموعون قمعا صوفيا إذا أردنا أن نمتلك المتعة العاطفية وممارسة الحب العملي بدل أن نمارس أشكال متعددة من التصوف والعذرية التي لا تغني ولا تنسمن من جوع .
ونحن كعرب سيطرة الثقافة الرعوية على الثقافة الزراعية وكانت وما زالت طبيعة البدوي طبيعة ترى الإقتصار على ضروريات الحياة مبدأ عظيما لها وترى الإسراف عملا من أعمال الشيطان لذلك نحن حتى اليوم تتحكم بنا طبيعة الثقافة البدوية المستبدة بنا وبمشاعرنا وهمومنا هموم ما زالت الثقافة الرع وية تصنعها في مصانعها القمعية .

وبالمثال على ذلك الفن محرم وغير ضروري كونه من الكماليات لذلك حين جاء نبي العرب حرمه تحريما قاطعا وهذا هو فهم الناس لمفهوم الفن في الإسلام علما أن نبي الإسلام لم يحرم الفن كراهة بالفن نفسه أو حرمه لأجل الفن نفسه ولكن لأن الفن كان إسلوب عبادة وثنية لذلك حرم الإسلام تماثيل العبادة ولم يحرم الفن نفسه ولكن الناس مع خلطها للأمور حرمت الفن وكافة أشكاله وأصبح الفنان المبدع يرفض مزاولة الفن ل،ه يرى في الفن إثما يحاسب عليه الله .
إن فقداننا للحرية هو سبب تخلفنا كما يقول الليبرالي العربي الأول (أحمد لطفي السيد).

إننا نفتقد للحرية ليس فقط في معانيها الكبيرة ولكن في معانيها البسيطة حتى أننا نعتبر مسألة الحب العملي رجسا من عمل الشيطان ونرى أنفسنا أقل من أن نعشق وردة .
وفي فقدان المعاني الكبيرة للحرية نرى أنفسنا أقل من أن نكتب مقال يعترض على سياس ة الحاكم ونعتبر أنفسنا أقل من أن نضع برنامج سياسي أو برنامج حكم .
إننا نفقد الحرية لذلك نحن لا نملك شيئا لأن من يملك الحرية يملك كل شيء ومن يفقد الحرية فإنه يفقد كل شيء وأول الأشياء التي يفقدها من يفقد الحرية هي نفسه وذاته فالذي يفقد الحرية يفقد ذاته ونفسه لأنه لا يستطيع أن يلبي رغبات نفسه .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا عشنا عام 2007م
- كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النا ...
- أكثر الناس ضحكا هم أكثرهم آلاما
- الفقراء والأغنياء
- هكذا يعبدون الله
- أسرار عيد 25-12- في كل عام
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المجتمع المدني يصنع الحرية