أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء اللامي - جلاد مقاديشو هل يصنع السلام في فلسطين ؟














المزيد.....

جلاد مقاديشو هل يصنع السلام في فلسطين ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 108 - 2002 / 4 / 21 - 17:57
المحور: القضية الفلسطينية
    





صيف 1993 أبلت القوات الأمريكية ممثلة بفرقة "الرارنجرز" بقيادة الجنرال أنطوني زيني بلاء "حسنا" وتركت على رمال الصومال الجائع المفتت ما بين ستة آلاف الى عشرة آلاف جثة ثلثاها من النساء والأطفال . تروي الكاتبة الأمريكية المقيمة في لبنان كرستن شايد في مقالة لها عن الفيلم الأمريكي ( سقوط الصقر الأسود /الآداب عدد آذار ونيسان 2002 ) أن الصحافيين سألوا الجنرال زيني آنذاك عن العدد الحقيقي للقتلى الصوماليين فما كان منه إلا أن قال : أنا لا أعد الجثث ..هذا لا يهمني !
فعلا، لماذا ينبغي أن يهتم الجنرال أنطوني زيني بجثث الصوماليين الإرهابيين ؟ أليست مهمته كقائد عسكري من النمط الأمريكي هو تكثير الجثث وليس عدها ؟ لقد جاء الجيش الأكثر تحضرا و ديموقراطية الى الصوماليين بالغذاء والدواء لينقذهم من المجاعة ولكنهم لسوء الحظ رفضوا ذلك وطالبوا بتفاهات إنشائية لا معنى لها من قبيل الكرامة والسيادة والاستقلال فيالهم من متوحشين !حقا لماذا يهتم بإحصاء جثث المتمردين قائد قوات الرارنجرز سليلة العرق الآري النقي ؟ وبالمناسبة يخبرنا مؤرخو الجيش الأمريكي بأن فرقة الرارنجرز هي قوة عسكرية أمريكية قديمة جدا و يعود تأسيسها الى أيام التصفية العرقية للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين. و قد كان مقاتلو هذه القوات يتباهون بعدد قتلاهم من الهنود عن طريق تعليق قلائد من آذان الهنود الحمر القتلى في رقابهم . وقد وصف الكاتب الأمريكي "دافيد هالبرستام" في كتابه " الحرب في زمن السلام" جنود هذه الفرقة بأنهم ( لا يمكن السيطرة عليهم وأشبه بالكلاب التي أفرط في تدريبها على القتال ).
وحين قررت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الأب تصفية الرئيس الصومالي محمد فارح عيديد والذي سبق له أن كان رجلها الأول ومصب مساعداتها ودعمها المالي والتسليحي قبل أن يتمرد عليها في "قصة أمريكية ذكية جدا " ستكرر فصولها فيما بعد مع الطالبان و بن لادن في أفغانستان . وقد حرصت قيادة الرارنجرز على رصد تحركات عيديد ، وحين وصلتها إخبارية سرية عن اجتماع كبير لشيوخ القبائل والنخبة الصومالية المؤيدة لعيديد قصفت القوات الأمريكية مكان الاجتماع بالصواريخ الفتاكة وقتلت جميع الصوماليين الذين حضروا الاجتماع وعددهم يصل الى ستين شيخا وشخصية بارزة و لسوء حظ الجنرال الشرس زيني لم يكن عيديد بين القتلى .
واليوم، وبعد تسعة أعوام على قيادته لمجازر مقاديشو يعود الجنرال زيني بعد أن وضع سيفه جانبا وصار متقاعدا بشوشا يقطر محبة وألفة ، يعود كرسول سلام ووئام وموفد رسمي لرئيس الدولة " الأعظم " الولايات المتحدة الأمريكية الى فلسطين ليقوم بدور حمامة السلام الزاجل التي تنقل التهديدات الصهيونية من شارون الى القيادة الفلسطينية . وبهذا الصدد نشير الى تصريح أدلى قيادي فلسطيني كبير في الأيام الأولى للعدوان الشاروني الصهيوني الراهن والمستمر تحت عيني زيني ورئيس هيئة أركانه سابقا كولن باول ، أنه ،أي الموفد زيني ، قال لعرفات قبل بدء العدوان : سيد عرفات ، هذه هي الورقة التي تتضمن التعديلات المطلوبة على خطة " تنيت " وعليك أن توقع عليها الآن .
وحين رفض الرئيس الفلسطيني التوقيع على ورقة زيني على اعتبار أنها مجرد خدعة وعملية نصب واحتيال مكشوفة قالت " حمامة السلام التي تدعى زيني " : سيد عرفات سوف توقع على هذه الورقة إن لم يكن الآن فبعد أن يحصل ما سوف يحصل .
وحصل ما حصل وسالت شلالات الدم الفلسطيني غزيرة هدارة ، ولم يوقع أبو عمار .. وأثبت الشعب الفلسطيني وللمرة الألف أنه بحر العطاء الشاسع من أجل حريته ولقن عصابات شارون المسلحة بالعتاد الأمريكي والمال الغربي والنفط العربي دروسا رائعة في البسالة والتضحية وحب الحرية .
لقد عمل الجنرال المتقاعد زيني في بداية مهمته كموزع بريد، وبعدها بأيام، وحين لاحظ صلابة الموقف الفلسطيني ،تحول من مهنة موزع البريد الى البلطجي المسلح بالقنابل النووية ، وهاهو يحرص الآن على أن يكون خرقة مبتلة بيد الجزار شارون الى جانب الخرقة المبتلة الأخرى والتي تحمل اسم شمعون بيريز ليمسح بهما شارون الدماء البريئة من على واجهة دولته التي لا مستقبل لها . وكيف يكون لها مستقبل وهي تغلق التاريخ والجغرافيا والماضي والحاضر والمستقبل وتريد إعادة تربية شعب بكاملة ؟ إليكم قصة إعادة التربية الشارونية والتي سيكون للجنرال الرارنجرزي دور مهم فيها : في لقاء بثته قناة "سي بي أس" الأمريكية يوم 13/4 طرح المذيع دان آرثر سؤالا على عدو السلام شارون تساءل فيه عن رؤيته وتصوراته المستقبلية لكيفية الوصول الى السلام مع الفلسطينيين والعرب فأجاب شارون بأنه يعتقد أن مسيرة السلام يجب أن تمر بثلاث مراحل لخصها شارون كما يلي :
المرحلة الأولى يتم فيها وقف إطلاق النار واستبدال القيادة الفلسطينية .
المرحلة الثانية هي مرحلة انتقالية يجب خلالها إعادة تربية الفلسطينيين بطريقة لا تشمل الكفاح المسلح .
المرحلة الثالثة يتم فيها جلوس الطرفين لرسم حدود ممكنة للدولة الفلسطينية.
سيلاحظ القارئ أن المرحلة الشارونية الثانية هي أهم المراحل وفيها سيقوم شارون بإعادة تربية الشعب الفلسطيني وقال ذلك حرفيا. و من المؤكد أن الحمامة زيني سيكون لها دور هائل ومركزي في هذه المرحلة . لماذا ؟ هل نسيتم تجربته الخصبة في نشر السلام والأمان على رمال الصومال الجائع وكيف ترك الجثث المحترقة دون إحصاء أو دفن ؟ كيف لا يكون رجلا كهذا صانع سلام ؟ و لكن أي سلام سيكون ؟ لا ريب في أنه سيكون كذلك السلام الذي يسود المقابر !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على دفتر المذبحة
- الحوار الكردي الفلسطيني
- لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !
- الهاتف الرئاسي العربي بمواجهة دبابة مركافاه الصهيونية
- مغامرة التأسيس والريادة في رواية السيرة العراقية : في مواجهة ...
- من "ورقة الأمير فهد " الى " تصريحات الأمير عبد الله "
- خطاب العقيد القذافي الأخير :لا جديد تحت شمس العقيد !
- مناقشة لآراء " غراهام فولر" حول نهاية النظام العراقي
- الإسلام السياسي وإشكاليات الديموقراطية السياسية المعاصرة
- - بغدادُ ترتقي الجُلجُلة- فصلان من مسرحية عراقية جديدة عن ال ...
- لغة التعميمات سلاح ذو حدين
- قراءة في نداء حركة المجتمع المدني العراقي
- التوازن الهشّ بين اليسار الجذري واليمين الليبرالي
- حول الأسس الفلسفية لسياسات العولمة


المزيد.....




- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء اللامي - جلاد مقاديشو هل يصنع السلام في فلسطين ؟