|
بوتو الصغير يرث حزب أمه، نموذج من نماذج التخلف بباكستان ....
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة لابد منها :
الجنرال ضياء الحق المنحدر من إقليم البنجاب الهندي والذي حكم الباكستان بيد من حديد ما بين 1976 و 1988 وهي السنة التي لقي فيها حتفه على اثر تحطم مروحيته في ظروف قيل عنها غـــــــامضة ..!!! غامضة...و قد سبق لضياء الحق هذا قبل مصرعه بأيام أن رأى بأم عينيه " فاكس " استطاع أن يحصل عليه أحد رجال استخباراته يأمر بتنحيته فورا ، وكان مكتوب على الفاكس العبارة التالية "أقتل ضياء الحق" KILL DIAE AL HAK " "….وكانت العبارة مسبوقة بكلمة URGENT. وضياء الحق هذا هو من أمر بشنق ذو "الفقار علي بوتو" والد بينازير سنة 1979 وكانت التهمة الموجهة إليه "الابتعاد عن الممارسة الديمقراطية!!! " ضياء الحق هذا كانت تدمع عيناه ثم يجهش بالبكاء عندما كان يسمع القرآن، وقد صرح ذات يوم لأحد الصحفيين الكويتيين أنه يحلم أن يأتي اليوم الذي تطبق فيه الشريعة في كل البلدان الإسلامية!!!
======= مصرع ابنة رئيس الوزراء السابق "ذو الفقار علي بوتو" و التي ورثت عن أبيها السلطة والزعامة جريمة كبرى بكل المقاييس....جريمة كان من ورائها الجناح المتشدد في الاستخبارات الباكستانية، بقايا الجنرال ضياء الحق والذي لم تهضم لقادته القتلة تصريحات بينازير بوتو حول موقفها من القاعدة و من الكتاتيب القرآنية ومن العسكر الذين يحشرون أنوفهم في الأمور البعيدة عنهم ، فقد وعدت "بينازير" إن هي عادت للسلطة بمحاربة القاعدة و بتشديد الرقابة و الخناق على مشاتل الإرهاب المتمثلة في هذه المدارس الدينية كما وعدت بإرسال العسكر إلى ثكناتهم، كل هذا في أفق بناء دولة ديموقراطية عصرية حديثة.....جدير بالذكر أن الكتاتيب القرآنية هي من خصوصيات باكستان المسلمة التي انسلخت عن الهند بعد الاستقلال و هاجر الملايين من الهنود المسلمين إليها ومن ضمنهم برفيز مشرف ابن العاصمة الهندية دلهي كما أن ضياء الحق هو خريج كلية سانت ستيفن بدلهي و الكثير من كبار الضباط الباكستانيين الذين شاركوا في جميع الحروب التي خسرتها الباكستان أمام الهند هم من أصول هندية، !!! أنظر كيف تعمل العقيدة على أن ينسى الإنسان جذوره و يتنكر لأرضه و يطلب أرضا غيرها و يتخندق بشعاب بعيدة يتخذ منها موطنا و يشن حربا على وطنه الأصلي و أبناء وطنه!!!! ويسمي أرضه الجديدة بأرض الطهارة و كأن الهند موطن المهاتما غاندي و الشاعر الكبير طاغور أرض النجاسة و الرذيلة!!!.. ما نادت به بينازير من مواقف حول القاعدة والمدارس الدينية و العسكر كان جيدا، ولكن الشيء الغير الجيد هو توريث الحزب و تنصيب ابنها "بيلاول زردالي" الغر ذو التسعة عشر ربيعا العديم التجربة على رأس حزب الشعب ...فمعيار التخلف و الجهالة والديكتاتورية في بلد ما هو توريث الزعامات ، سواء كان هذا التوريث على الصعيد الحزبي أو النقابي أو الحكومي ..فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر توريث النظام الجمهوري بسوريا يعتبر عملا غير أخلاقي يستوجب العصيان المدني ومحاكمة من تورط فيه ..والأمر ينطبق على الأحزاب بما فيها حزب الشعب الباكستاني التي كانت تترأسه "بينازير بوتو" ... إن الأعراف و التقاليد الديمقراطية المتعارف عليها كونيا تقتضي بعد تغييب رئيس الحزب أو أمينه العام بسبب الوفاة أو الاستقالة أو الطرد أو بسبب قوة قاهرة أن يتولى نائبه تسيير شؤون الحزب إلى حين انعقاد مؤتمر الحزب القادم، و جدير بالذكر أن مؤتمرات الأحزاب تعقد كل أربع أو خمس أو ست سنوات حسب القوانين الأساسية للأحزاب، و في حالة إصرار أو مطالبة أعضاء الحزب بضرورة اختيار رئيس للحزب فإنه يعقد مؤتمرا استثنائيا تجدد فيه هياكل الحزب مجلس وطني ...مكتب سياسي...مكتب تنفيذي ...لجان موازية ...كما يتم انتخاب الرئيس الجديد إما بالتوافق أو بالاقتراع الغير المباشر .... أما أن تترك السيدة بوتو وصية لكي يتولى زوجها أو أحد أبنائها قيادة دفة الحزب فهذا ما سيجعل شعوبا كشعب باكستان البئيس يتخبط في دوامات العنف والجهل و التخلف و عدم الاستقرار ولن يخرج منها ..قد يقول قائل أن لكل بلد خصوصياته وأن الحكمة تقتضي أن يرث أحد أبناء الزعماء زعامات آبائهم لتفويت الفرصة على المتربصين و الكائدين والحفاظ على مكتسبات الشعب وهذه مبررات واهية، بل أن هذه الخصوصيات التي تتميز بها البلدان الاسلامونازيا هي مصدر البلايا والمصائب و التخلف .... ========= جدير بالذكر أن والد بينازير قد تولى عدة مناصب سيادية، فقد كان وزيرا للتجارة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ثم عين وزير للخارجية ما بين 1963 و 1966 وقد كان يمثل التيار المتشدد في قضية كشمير واستطاع إقناع الرئيس الباكستاني آنذاك أيوب خان بالهجوم على الأراضي الكشميرية التابعة للهند مما أدى إلى نشوب الحرب ما بين الجارتين من جديد مما دفع أيوب خان على توقيع اتفاقية سلام مع الهند عرفت باتفاقية "طشقند".... في عام 1967 أسس بوتو الأب حزب الشعب الباكستاني و اختير أمينا عاما عليه... في عام 1971 عين رئيسا للجمهورية بعد استقالة سلفه آغا محمد خان على اثر الهزيمة أمام الهند ....ثم رئيسا للوزراء بعد أن أقرت الجمعية الوطنية دستورا للبلاد ، وعلى اثر انقلاب عسكري قاده الجنرال ضياء الحق سنة 1976 تمت الإطاحة بذو الفقار و أودع السجن لينفذ في حقه حكم الإعدام شنقا حتى الموت سنة 1979 بأمر من ضياء الحق والذي قضى نحبه هو كذلك في تحطم مروحية عسكرية سنة 1988 في ظروف قيل عنها غامضة.... وستبقى باكستان في دوامة من العنف و العنف المضاد في غياب ديمقراطية حقيقية و في حضور مشايخ و مدارس الإرهاب و شبح القاعدة والطالبان، و قد يتعرض الزعيم الصغير لنفس المصير الذي تعرضت له أمه و جده و أخواله وكل من دخل غمار السياسة من باب القبيلة أو الوراثة أو العسكر...
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضحايا فرنسيون بموريتانيا في غرة أعياد الميلاد ....الله أكبر
-
التضامن مع ضحايا جرائم الشرف ليس دعوة للانحلال
-
مظاهرة الجياع بالسعودية...
-
طرق نظيفة و أرصفة منمقة بمناسبة مرور الموكب الملكي بمدينة سل
...
-
شجرة عيد ميلاد لكل الأمم
-
قال صدام تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..
-
نبي الزهور و نبي القبور....
-
فن العمالة والنفاق الحلال، طنطاوي الأزهر نموذجا....
-
حج مبرور و سعي مشكور لقطيع معذور .....
-
على هامش أحداث إسنا الإرهابية ....
-
صليب مدينة ميلان يؤذي مشاعر المسلمين ....
-
المرأة الكنعانية ....
-
القاعود يدعو ملك الأردن للتصدي للحملة الصليبية على أمة الاسل
...
-
زعيم الأقباط بزيوريخ ....ورسالتان ذات مغزى
-
الحوار المتمدن... يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله
...
-
كنائس بالسعودية، حلم يراود أزيد من مليون مسيحي بالمملكة.
-
الشابان القبطيان.. جرجس وماريان ينطقان بالشهادتين على يد الش
...
-
رسائل عدلي أبادير إلى من يهمه الأمر...
-
مظاهرات بالخرطوم تدعو لإعدام البريطانية المدانة بالإساءة لنب
...
-
الحجيج الفلسطيني العالق على معبر رفح ....
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|