أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الخلاف والأختلاف














المزيد.....

الخلاف والأختلاف


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 665 - 2003 / 11 / 27 - 04:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 لم تكن مفاجأة لنا أن تنقسم الأمة العربية المنقسمة دائماً  في تحديد بداية شهر رمضان الكريم والأتفاق على العيد  ، كما لم تكن مفاجأة أن تنقسم الأمة الأسلامية في تحديد بداية شهر رمضان الكريم ونهايته ، وهو من أهم الشهور الذي انزل فيه القرأن هدى للناس ، فقد دأبت الأمة العربية على الأختلاف في ابسط المسائل  ومثلها الأمة الأسلامية ، وينخر هذا الخلاف أدق مفاصل حياتها حتى يصل الى أبسط الطرق والوسائل والمفاهيم ، حتى يوصف العرب أنهم أتفقوا على أن لايتفقوا .
مالفت أنتباهي هو الفرح الغامر الذي أعترى مذيعة قناة فضائية حين علمت أن الموصل تختلف مع بغداد في تحديد بداية شهر رمضان ، أن كان يوم الأحد أم الأثنين ، وأخذت تسأل وتتصل محاولة أيجاد أي منفذ يسعفها للنيل من شعب العراق من خلال هذه المعلومة التي اعتمدتها كأساس للفرقة بين أهل العراق ، غير أنها وبغباء مطلق نست أو تناست أن اليمن تختلف مع سوريا والسعودية مع مصر وفلسطين مع ليبيا في تحديد بداية شهر رمضان  وهذه الدول اكبر من بغداد وابعد من الموصل  مثلما اختلفت في تحديد عيد الفطر وهي مسألة أصبحت معروفة للعالم كله في تكريس خلافاتنا الفكرية والمذهبية والدينية والسياسية وأنعكاسها على المناسبات الدينية .
ومهما يكن الأمر فأن الأختلاف هنا لايكون رحمة للأمة بقدر مايكون دليلا على الضعف والهوان والفرقة والتباعد  ،  وفي هذا الحال لايعدو الا أمعاناً في تفريق الأمة وتأكيداً على الشرخ الكبير   والتباعد الحقيقي بين الناس   ، بتأثير  سلطاتها السياسية أو قياداتها الدينية ، وبالرغم من هذه الفرصة الزمنية الطويلة التي مرت بالأمة الأسلامية ، وبالرغم من بروز أصوات نشاز تتحدث بأسم الأسلام وتنتحل صفة القيم على الدين والمدافع عن المعروف والقاضي بمحاربة المنكروفق تفسيره ومزاجه  ، وبروز من يمتهن القتل والتخريب بأسم الدين الأسلامي ويشكل الجيوش والعصابات  ودين  الأسلام  ومباديء الأسلام من أعماله ومنه براء ، وبالرغم من توفر الفرص لأصلاح الحال ومراجعة النفس فقد أثبت القادة والزعماء والقيادات الدينية الرسمية فشلهم الذريع في أصلاح شرخ واحد  تعانيه الأمة ، ترى  الا يستحق هذا منهم أن يراجعوا أنفسهم ويتنحوا عن قيادة البلاد والعباد ويتركوا الأمر الى غيرهم من القيادات السياسية والدينية لتجرب حالها علينا فلعلها تفلح في أن تجمع الناس على كلمة سواء  بعد ان تكرر فشلهم هذه السنوات الطوال ؟
لقد قضينا أعمارنا نترقب الهلال كل عام في رمضان ونحن نعرف مسبقاً أن القادة ستختلف في تحديد اليوم الأول من رمضان حتى ينسحب هذا على تحديد عيد الفطر الذي تختلف الأمة في تحديده ايضاً ، قضينا أعمارنا ونحن نستمع لجلسات المؤتمرات الأسلامية التي تحضرها الوفود الأسلامية من كل العالم والتي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق كلمة و وحدة الأمة والتقريب بين المذاهب الأسلامية وتحديد جهة واحدة تقرر مسؤوليتها عن مايدور في أروقة هذا العالم فيما يخص المسلمين  .
وأمام هذا الفشل الذريع الذي منيت به المؤتمرات الأسلامية ، وأمام الأحباط الذي أعترى قراراتها وأهدافها فأن العدل يقضي أن تتم أعادة الأموال التي أنفقتها الشعوب  من مالها العام
( الخزائن الخاصة بالمسلمين ) والتي انفقت دون مبرر على  المشاركين في هذه المؤتمرات الفاشلة بل والذريعة الفشل أن كان للحق حساب في ضمائرهم  .
أن الأمة التي لاتستطيع أن تتوحد  وتتفق على تحديد يوم رؤية الهلال لايمكن لها أن تقوم بتقريب المذاهب والأديان ، وأمة لاتستطيع الأتفاق على توحيد كلمة المسلمين في نبذ الأرهاب والمتاجرين بأسم الأسلام ستبقى خائبة وسائبة ، وأمة لاتستطيع أن تحمي الأسلام من البذاءات والأهانات التي يمارسها الجهلة والظلاميون والمتعصبون ولاتستطيع أن تنبذهم وتنادي بأحتقارهم وأساءتهم للدين الحنيف هي أمة منافقة .
وأمة لاتستطيع أن تواجه الأرهاب بأسم الدين والقتل بأسم الشريعة وزرع الكراهية والكراهية  بأسم نشر الدعوة أمة لايليق بها أن تبقي هذه القيادات الدينية والسياسية .
الأسلام دين المحبة والسلام والتآخي والتصافي ودين الخير والعطاء والنهي عن المنكر ، الأسلام دين الحياة لاالموت ودين حماية حقوق الأنسان ودين حماية الفقراء والمساواة بين الناس والأيمان ، والأسلام دين المحبة وتقديس الأديان الأخرى  وأحترامها وحمايتها ، وهذا كله يتناقض مع أهداف التنظيمات الأرهابية والمتعصبة والتي تتستر بالأسلام وتجعله برقعاً للأساءة الى ديننا الحنيف .
أين تكمن الحقيقة في تكريس الأختلاف والخلاف ؟ وأين تكمن الحقيقة في بقاء الأمة بهذا الشكل  الخاوي والضعيف ؟ وماذا ينخر جسد الأمة وماهي أسباب الضعف والهوان الحقيقي فيها ؟
أين نجد كلمة الحق في الزمان الحق والتي تضع الحق في نصابه دون خوف أو مواربة أو وجل من جهة ما ؟ 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة
- ضرورة قانون لأيجار العقار يحل مشكلة الأيجار في العراق
- صرخة عراقية
- سيادة العراق
- هل يمكن أن يعود صدام ؟
- تحية وتقدير للكاتب العراقي الأصيل طارق الحارس
- هل يساوي عزت ابراهيم عشرة ملايين دولار ؟
- هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد ...
- الأبتذال وكلمات الهتر في مقالة السيد حتر
- هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟
- تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير
- أصلاح النظام القانوني في العراق
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب
- هل يستطيع صدام أن يقتل العدالة وينتصر على الحق في العراق
- تحية من الأعماق للمناضل العراقي الدكتور كاظم الحبيب
- التحليل السياسي في شتم العراق
- الخراب المادي يمكن ترميمه .. من يرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- متى ستتم محاكمة أذناب سلطة صدام ؟
- الملف الأمني
- الدخول بغير المفتاح العراقي


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الخلاف والأختلاف