يكشف سلوك قوات أمريكا المحتلة في العراق أكثر فأكثر زيف الادعاءات الأمريكية بتحرير جماهير العراق من الديكتاتورية و سعيها لبناء الديمقراطية في هذا البلد. ليس الدمار الذي فرضته الحرب فحسب بل كل خطوة قامت بها السلطات الأمريكية بعد استلامها زمام الأمور تبرهن على انتهاكها الفاضح لحقوق و حريات الجماهير السياسية.
تتعاون هذه السلطة مع أكثر الأحزاب القومية رجعية و تخلفاً و تحشدهم في ما يسمى بمجلس الحكم من دون أدنى اعتبار لأراء و اختيارات جماهير العراق. و قراراتها الاستبدادية في منع الإضراب العمالي و تشكيل النقابات و المجالس العمالية، و إطلاق الرصاص على التظاهرات السلمية، وكذلك ممارساتها اللاانسانية في فرض العقوبات الجماعية ضد المدنيين بحجة مكافحة العمليات المعادية لقواتها و القصف و القتل العشوائي لهم اثر أي عملية مثلما حدث قبل أيام في مدينة الثورة، و يحدث بشكل يومي في مختلف مناطق العراق. كلها تبرهن على مدى الاستهتار الذي تعامل به هذه السلطة حقوق و حريات و أمن الجماهير في العراق.
و لا تمثل المعايير المزدوجة و الإجراءات التعسفية التي تعامل بها هذه السلطة الأحزاب و القوى السياسية إلا وجهاً آخر من هذا الاستهتار، فهي تتغاضى عن العصابات الإسلامية المسلحة و ممارساتها الإرهابية بحق النساء و الشباب و كل مظاهر المدنية في المجتمع، و تطلق أيديهم للقيام بأي جريمة بحق الناس شرط أن لا تهدد صفو أمنهم و أمن قواتهم. عمليات السلب و النهب و الفساد الإداري والمالي والاختلاس هي ظواهر طبيعية في نظرهم و تعبير عن الحرية مثلما قال رامسفيلد، و استخدام الأسلحة مشروعة في نظرهم طالما حملتها أيدي الإسلاميين و القوميين المتحالفين معها، و التهجم على التحرريين و تهديدهم العلني لحياتهم هي ممارسة لحرية النشر و التعبير عن الرأي. و لكن حينما يتعلق الأمر بالشيوعيين فهم يحرمون حتى من حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم و مقراتهم.
في ليلة 23/24 قامت قوة من الشرطة الأمريكية بالهجوم على مقر الحزب في شارع (الزعيم) و استولت على قطعتي سلاح و ذخائر و معدات أخرى، بعد أن قامت بشكل عدائي باقتحام المقر و كسر الدواليب و الأبواب بحجة التفتيش، و حينما قام وفد من الحزب بزيارة مقرهم بناءً على دعوتهم، قاموا في منتهى الاستهتار باعتقال كل من قاسم هادي كادر الحزب ورئيس اتحاد العاطلين و عادل صالح، اللذين ما زالا معتقلين بدون توجيه أي تهمة و دون توضيح أسباب الاعتقال.
إننا إذ نشجب و ندين بشدة هذه الإجراءات القمعية و الممارسات اللانسانية و نطالب بإطلاق سراح رفاقنا فوراً، و استرجاع أسلحتنا و التعويض عن الأضرار التي تسببوا في إحداثها، نطالب بحقنا في حمل السلاح و الدفاع عن أنفسنا. و ليكن معلوماً إننا لن نسكت على هذا الاستهتار و سنقوم باتخاذ كل التدابير المناسبة للدفاع عن أنفسنا و مقراتنا. كما ندعو جميع التحررين و المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان و كل الأحزاب و القوى اليسارية و التقدمية في العراق و العالم إلى إدانة هذه الممارسات و إجبار القوات الأمريكية و القوات المتحالفة معها على احترام أمن و حريات و حقوق الجماهير في العراق.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
25-11-2003