أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - -تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!














المزيد.....


-تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هل هى صدفة أن يأتى "تشريع" الكونجرس الخاص بخفض "المعونة" لمصر فى نفس الوقت الذى تكثف فيه الحكومة الاسرائيلية اتهاماتها وافتراءاتها ضد القاهرة؟
هل هذا التزامن.. بلا مغزى؟
وهل مجرد رصد هذا التزامن سيتم اعتباره – كالعادة- استمراءاً لتبنى نظرية "المؤامرة" التى أدمنها المصريون والعرب حسبما يقول الاتهام الجاهز سلفاً؟!
الارتباط بين "الهجومين" ارتباط عضوى، وينطوى على شكل من أشكال التساند الوظيفى. وكل منهما يعيد إنتاج الآخر وتزويده بذرائع جديدة.
فالقرار الامريكي الذى يتداوله الكونجرس يتذرع – ضمن ما يتذرع- بالادعاء بتهاون مصر فى كبح جماح تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، سواء عن طريق الأنفاق أو غيرها.
والاسرائليون – بدورهم- لا يكتفون ببيع هذه البضاعة إلى حلفائهم الامريكيين ، وإنما يضيفون إليها أبعاداً ميلودرامية ليبتزوا بها الحكم المصرى فى وقت يظنون أنه ملائم لممارسة هذا الابتزاز فى ظل تفاعلات قرار الكونجرس.
وإذن.. ليس المهم هو محاولة اثبات وجود علاقة بين الهجوم القادم من واشنطن ونظيره القادم من تل أبيب، فهذه مسألة لا تحتاج إلى برهان أو دليل .
المهم حقاً هو فهم سبب هذا الهجوم المزدوج، والمنسق، فى هذا الوقت بالذات بينما الكثيرون كانوا يعتقدون ان العلاقات المصرية – الامريكية سمن على عسل، وأن "السلام" بين مصر واسرائيل غير مهدد حتى لو كان يعانى من البرودة التى تتزايد أو تتناقص من حين إلى آخر.
فما الذى حدث؟
الذى حدث هو ان الادارة الامريكية التى سيطر المحافظون الجدد على مراكز صنع القرار الرئيسية بها قد تعرضت سياساتها إلى إخفاقات كبيرة فى سائر انحاء العالم، ليس فقط فى أفغانستان والعراق ولبنان وأفريقيا وإنما أيضا فى فنائها الخلفى بأمريكا اللاتينية ، كما أن هذه الاخفاقات لم تقتصر على أوجه عسكرية وإنما اشتملت على مجالات سياسية أيضا، بل حتى مجالات بيئية.
ومع اتساع نطاق مشاعر العداء لامريكا فى سائر أنحاء العالم- بسبب سياسات الرئيس بوش الامبراطورية والعنصرية والعدوانية – حاولت واشنطن علاج هذه الاوضاع الكارثية بسياسات أكثر عدوانية، من بينها تصعيد ضغوطها على منطقتنا بالذات ، على أمل تحقيق "اختراق" ربما يعوض جانبا من هذه الهزائم الاستراتيجية.
وهى ضغوط ليست سرية وإنما معلنة وعنوانها الذى يعرفه القاصى والدانى هو "مشروع الشرق الاوسط الكبير" أو الأوسع أو غير ذلك من صفات تختلف مسمياتها لكنها تتفق فى مضمونها الذى يستهدف اعادة رسم خريطة منطقة الشرق الاوسط بغرض إخضاعها إخضاعا كاملاً وشاملاً للهيمنة الامريكية الاسرائيلية المشتركة.
وفى سياق هذه " الحملة" الامبراطورية كل شئ مباح من جانب واشنطن وتل ابيب، بما فى ذلك الضغوط السياسية المباشرة، واستخدام العلاقات الاقتصادية كسلاح سياسى، وخلط الاوراق ورفع شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، كالحق الذى يراد به الباطل، بما فى ذلك شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان.. بل حتى معاملة المواطنين المصريين فى اقسام الشرطة!!
وتصل الوقاحة لدرجة أن يتطلع تشريع الكونجرس إلى تقديم " المعونات " الامريكية الى جهات وشخصيات مصرية، مباشرة ودون تدخل من الدولة المصرية ، مع ضمان الحصانة لهؤلاء "الزبائن" المصريين الذى تشملهم كشوف البركة الامريكية.
الواضح أن امريكا لا تريد حقاً تحسين معاملة مواطن مصرى فى قسم شرطة امبابة مثلاً، وان اسرائيل المدججة بترسانة سلاح نووية وتقليدية تتفوق على كل ما يملكه العرب أجمعين خائفة حقا من تهريب بضعة بنادق أوأسلحة خفيفة يتم تهريبها تحت رمال الصحراء، بل ان هذه سحب دخان من أجل اهداف أخرى، من بينها محاولة ابتزاز مصر لاجبارها على فتح اراضيها لاقامة قواعد عسكرية – تم رفضها مراراً وتكراراً من قبل – ولتخرين أسلحة ولدفع مصر الى الدعم المباشر أو غير المباشر لخطة الاحتلال الامريكية فى العراق وللسياسة الاسرائيلية الاستعمارية والاستيطانية ضد الفلسطينيين أو على الاقل لتوفير الغطاء السياسى لهذه السياسات.
وغنى عن البيان أن ضغوطاً تستهدف تحقيق مثل هذه الاهداف تغريها التنازلات فقط على التمادى إلى ما هو أبعد، ولذلك فإنها تستوجب مواجهة عاقلة وحازمة بعيدا عن الشعارات الخطابية ، وأيضا بعيداً عن الروح الانهزامية .
وهو ما يحتاج إلى حوار وطنى حقيقى.. من أجل وقفة موضوعية مع "الصديق" الامريكي وذيله الاسرائيلى.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيقوا.. البلد يغرق!
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن (2)
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن -1-
- باقة ورد علي ضريح فتحي عبدالفتاح
- عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!
- مبروك.. لمصر
- باقة ورد على ضريح فتحى عبد الفتاح
- شيزوفرينيا وطنية .. مخيفة!
- انتخابات نقابة الصحفيين .. تعليق أخير
- شكر مستحق .. واعتذار واجب .. ل -طلعت حرب-!
- قراءة في تقرير مهم .. مبادرة »ياسين« وتحذير »الجبالي«
- طلعت حرب
- متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!
- هل تتذكرون بنك القاهرة ؟
- جماعة الإدارة العليا .. بامتياز (2)
- القلق لا يليق بإسرائيل .. فقط
- الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة
- رغم سلبيات تافهة وتجاوزات غير بريئة.. ألف مبروك للصحفيين .. ...
- الثورة الفرنسية .. الثانية
- نشرة حكومية .. لكنها تستحق الاحترام


المزيد.....




- قد يصطدم بالأرض.. مركز الفلك الدولي يعلن اكتشاف كويكب ويبين ...
- ما تداعيات توقف المساعدات الأميركية على الأردن اقتصاديا وسيا ...
- بأقل من 6 ملايين دولار.. هل يطيح -ديب سيك- الصيني بسوق الذكا ...
- برلمان مصر يقر 3 قوانين تقدم تسهيلات ضريبية لرجال الأعمال.. ...
- توقيف مسلح خطط لقتل وزيري الدفاع والخزانة الأميركيين
- عاجل | وسائل إعلام أميركية: القبض على مسلح خطط لقتل وزيري ال ...
- سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
- تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس ...
- بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
- النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - -تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!