أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم














المزيد.....

عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 664 - 2003 / 11 / 26 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل أيام و في مسرحية تجارية رخيصة منتجة بأموال صدامية أسقط مجموعة من الرعاع ممن تجمعوا في لندن للأحتجاج على زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للعاصمة البريطانية تمثالاً من الورق للرئيس الأمريكي ثأراً منهم لأسقاط تمثال طاغية العراق في يوم التاسع من نيسان المجيد محاولين بسخف أخراج نفس المشهد التأريخي الذي حصل في ذلك اليوم البهيج .. يوم أسقاط  صنم طاغية العصر والآوان صدام في ساحة الفردوس في بغداد .
هيهات أن يتكرر هذا المشهد أو أن يستنسخ فالفرق شاسع بين الحالتين .. بين أسقاط صنم بشع لطاغية لا يملك ذرة من الأنسانية أباد شعبه وأذلّه لسنين طوال و بأيادي أبناء هذا الشعب الثائرين ومن معهم من جنود التحرير .. و بين أسقاط تمثال من الورق لرئيس يعمل من أجل رفعة بلاده و شعبه الذي أنتخبه بأيادي مجموعة من رعاع العربان والسلفية واليسار تنفيساً لحقد مكبوت في نفوسهم المريضة التي تشعر بالدونية تجاه الرئيس بوش و بلاده بما تمتلك من حضارة و قوة و تقدم في جميع الميادين .
ولكن ماذا نتوقع من تظاهرات ومسيرات شارك في تنظيمها ( أنس التكريتي ) و ( جورج غالاوي ) والأثنان من بقايا قاذورات النظام التي أصابتها الهيستيريا بسقوطه .. فالأول كما يقول المثل الشامي من ( عظام رقبة ) النظام المقبور وقد ملأ الدنيا ضجيجاً و صراخاً منذ اليوم الأول لبدء الحملة الأمريكية البريطانية لتحرير العراق منتحلاً صفة المدافع عن الشعب العراقي في حين لم يسمع له أحد صوتاً طيلة السنوات الماضية عندما كان الشعب العراقي يذبح و يقتل و يجوع و يدفن أبنائه أحياء في مقابر جماعية بيد ( أبن ولايتة ) .. أما غالاوي فغني عن التعريف بكونه من ( أصدقاء الرئيس ) وجرابيعه الأوفياء ممن فاقوا بعض الكائنات الحية المعروفة بشدة وفائها لأصحابها بوفاتهم لسيدهم الذي يقبع الآن ذليلاً في جحور الجرابيع .. و للحقيقة نقولها فأن الرجل كان صدامي محبة قبل أن يكون صدامي مرتزق بدليل كلام رجل الأعمال اللبناني عماد الحاج الذي قال بأن صدام كان ينزعج من غالاوي و لا يحبه لكنه كان ( يجرعه ) على مضض لأنه و نظامه العفن كانا في حاجة اليه .
ومما سهل من مهمة هذان النكرتان وجود اليسار الغربي المتطرف المريض و المحبط بسبب فشله وضحالته أمام الحضارة الأمريكية .. هذا اليسار الجاهز دوماً وأبداً للتظاهر والتنديد ضد الرأسمالية والأمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي وصلت بفكر و مثابرة شعوبها الى القمر في حين يستلقي ثوار اليسار و أحفاد جيفارا في شوارع أوروبا و يتسكعون مع كلابهم في أزقّتها بأنتظار ثورة !! شعبية !! أشتراكية !! بلشفية !! دموية !!  جديدة !! لا تبقي ولا تذر كسابقتها في عام 1917 والتي أوصلت أمثالهم من النكرات الى سدة الحكم ليبدئوا عصراً دموياً جديدا من عصور الطغاة لم يشهد له تأريخ البشرية مثيلاً .
ولا ننسى هنا أن نذكر وبكل أسف بعض الأخوة الأفاضل من أبناء الجاليات العربية والأسلامية ممن فقدوا بسقوط النظام العفن الدجاجة التي كانت تبيض لهم ذهباً مغمساً بدماء وجثث وأشلاء أخوانهم في القومية والعقيدة من أبناء الشعب العراقي .. وهم بمثل هذه التظاهرات السخيفة وبأقامة مجالس العزاء على أرواح ولديه المقبورين أنما يردون جزئاً بسيطاً من أفضاله عليهم والتي كان يقتطعها من مال وقوت أبناء شعبه المغلوبين على أمرهم .
لقد ذكرت في مقال سابق بأن بعض الشعوب أو بالتحديد بعض الأجناس باتت تعشق الطغاة ولا تطيق عنهم فراقاً و أصحابنا المتظاهرين هم من هؤلاء لذا ثارت ثائرتهم و لن تهدأ ما دامت أمريكا قد باشرت في أسقاط الطغاة التي شاركت هي بنفسها في صنع بعضهم وتحاول الآن التوبة والتكفير عن هذا العمل بأزاحتهم عن صدور شعوبهم ( عسى الله أن يتقبل منها هذه التوبة ) بدئاً بالملاّ عمر مروراً بصدام و أمثاله في المنطقة وصولاً الى الدكتاتور والطاغية المخضرم كاسترو و الذي سنشهد بسقوطه الكثير من مجالس العزاء في أوساط أبنائه ومريديه من ثوار اليسار كتلك التي أقامها أبناء صدام ومريديه لولديه المقبورين والتي سيقيموها له قريباً بأذن الله أنه على كل شيء قدير .
المضحك المبكي هنا هو أن أمثال هؤلاء وهم كثر في هذه الأيام يتحدثون بأسمنا ويتاجرون بقضيتنا خدمة لأهدافهم وغاياتهم المريضة ونحن ساكتون و صامتون .. فهؤلاء وأمثالهم في عواصم عربية وغربية أخرى تظاهروا بأسمنا و بأسم العراق وهم عنه وعنّا بعد الثرى عن الثريا و يدّعون الآن الحرص على العراق وأهل العراق في حين كان الكثير منهم يشارك في ذبح أهل العراق وسرقة أمواله أيام نظام سيدهم المقبور.. و بما أن أغلبهم كان يقول أيام النظام البائد بأن ما يحدث في العراق هو شأن عراقي داخلي لا علاقة  لنا به لذا  يجب أن نقول لهم الآن و بصوت عال بأن ما يحدث في بلادنا العراق هو شأن عراقي داخلي ( على حد قولهم هم ) لا دخل و لاعلاقة لكم به لا من قريب ولا من بعيد فأهل مكة وأبنائها أدرى بشعابها .. وختاماً أقول لأمثال هؤلاء بأن ما يحدث في بلدنا وما بيننا و بين أصدقائنا الأمريكان والبريطانين هو شأننا نحن فأنتم غرباء و ( أطلعوا منها ) والسالفة أو المثل العراقي القديم يقول ( بيتنة و نلعب بي .. شلهة غرض بينا الناس ؟  ) .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم