مهدى بندق
الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 10:57
المحور:
الادب والفن
ربع قرن من الزمان انقضى منذ أن صدر معجم مصطلحات الأدب للدكتور مجدى وهبة , ذلك المعجم الذى قدم لقارئ العربية خدمة جليلة لا يمكن إنكارها , حيث تلقفه – حال صدوره – الأكاديميون والنقاد والأدباء بالترحاب والشكر الواجبين تجاه سفر عظيم القيمة , ذلك لأن الأستاذ لم يغادر مصطلحا أدبيا استقر فى اللغتين الانجليزية والفرنسية إلا أورده بادئا بإعادته إلى أصله اللغوى (يونانيا كان أو لاتينيا أو جرمانيا....إلخ) مثنيا بشرحه , ومثلثا بتعريبه وضرب الأمثلة عليه فى اللغة المترجم منها واللغة المترجم إليها .
على أن تيار الفكر المتدفق أبدا ما كان له أن يتوقف عند هذا الحد الثقافى , وما كان فى مقدور أحد من أبناء التسعينات أن يكتفى به , فلقد ظهرت بعده جملة مفاهيم فكرية ونقدية ومصطلحات أدبية أتت بها علوم اللسانيات والهرمنيوطيقيا وفلسفات البنية بنوعيها الشكلانى والتوليدى فضلا عما تلاها من تفكيكية وقراءاتية ونسوية مما أدارها على كل لسان فى الغرب وعالمنا العربى وخلا منها المعجم الأول.
ومن ناقلة القول أن الإنصاف يقتضينا ألا نرى فى ذلك الخلو ما يعيب معجم الدكتور وهبة , فالرجل قد أتم عمله قبل انتشار تلك المصطلحات الحداثية وما بعد الحداثية المعاصرتين , ومن الطبيعى أن يجئ بعده من يكمل مسيرته فيتابع نشأة وانتشار مصطلحات ما بعد الستينات. ولو فعل هذا أحد لما أثار العجب.
لكن المعجم الجديد الذى أصدره محمد عنانى لم يكتف بمتابعة المعجم الأول على هذا النحو . وإنما زاد عليه – أو قل خرج عن منهاجه- باستحداث منهج مختلف بالكيفية. منهج لا يسعى لترجمة المصطلح الأجنبى إلى لغتنا القومية ثمرة مستوردة بل يطمح إلى غرسه غرسا فى جهاز التفكير العربى حتى إذا نضجت البذور واخضرت الفروع على الأغصان ولدت الثمرة عربية خالصة لا غش فيها .فما هو هذا المنهج؟
فى البداية لا ينسى عنانى فضل وهبة فتراه يهدى إليه كتابه بحسبانه – أى وهبة – الأستاذ "الذى فتح له الطريق وأرسى الأسس" . بيد أن هذا الإهداء المعترف بالفضل لم يمنع أديبنا عنانى من الاعتداد بعمله هو باعتبار أنه معجم من لون جديد , فهو لا يعرف المصطلحات الأدبية مفردة بل يلقى عليها الضوء فى سياقاتها المختلفة.
ومؤلفنا يؤكد بالعبارات الواضحة وباستخدام آليات علم اجتماع النص أن هذه العملية التى يلقى فيها الضوء على المصطلح فى سياق معين إنما هى عملية سوسيو لغوية فى المقام الأول . فالمصطلح هو ما تقبله ولا تمجه الأذن , وبواسطة الغربلة sifting الاجتماعية يمكن قبول ألفاظ مولدة بإخضاعها للأجرومية العربية (مثل كلمة الدراما , والفرسكة من الفارس Farce , والتراجيديا والكوميديا ..إلخ) ويضرب عنانى على ذلك مثالا للجهود التى يبذلها أساتذة الأدب حين يلقون إلى الناس تعبيراً يكافئ المصطلح الأجنبى ثم لا ينفكون يتابعون وقع هذا التعبير على آذان النشء , فالبراجماتية pragmatics ليس لها مدلول فى ألفاظ العربية , إنما لو ترجمت إلى "التداولية" قد تمثل حلا من حيث كونها مصدرا صناعيا للفعل "داول" (كما يقول القرآن الكريم" وتلك الأيام نداولها بين الناس) أى تناقل الأيدي للشئ اجتلابا لنفعه. ألم يحاول البعض ترجمة البراجماتية الى النفعية فسقط المعنى والتبس بالأنانية والوصولية , وفلسفة البراجماتية ليست كذلك؟
الأساس عند صاحب معجم المصطلحات الأدبية الحديث أساس سوسيولغوى تبنى عليه التعبيرات المستحدثة، ولا غرو فإن اللغة العربية – شأنها شأن كل لغة ظاهرة اجتماعية تجرى عليها سنن التطور من خلال رحلة الكلام Speech، فتبرز لها خصائص كانت كامنة لا تنسى حتى تندمج في بنية اللغة Language. من تلك الخواص : النسبة والمصدر الصناعي وهى صيغ اشتقاقية تمنح المرونة للمتكلمين، ولكن مؤلفنا يحذر من استخدامها دون ترو حتى لا يبتعد الناس من متابعة الفكر النقدي الغربي (ذلك الفكر المولع – في رأى مؤلفنا - بالاسماء والتراكيب الإسمية على حساب الأفعال، أو باستخدام أفعال مساعدة غير حقيقية مثل Have) فالذي يكتب مثلاً : يجوز نقده في هذا السياق لاستخدامه المصدر الصناعي دون مبرر، فلقد كان ممكناً أن يقول "إن تذبذبية أسعار النفط تؤدي الى ..." بينما لا ينتقد من يستخدم المصدر الصناعي في كلمة مثل "الحرية" حيث أصبحت في عصرنا تمثل حاجة جوهرية للفرد والمجتمع وهى التى لم تكن معروفة أو مطلوبة لأحد في عهد القبائل أو عصور الإقطاع.
نحن إذن إزاء منهج يركن أول ما يركن الى القبول الاجتماعي - واللغة أساسه – لنحت المصطلح العربي المقابل للمصطلح الأجنبي دون تلفيقية ترمى في أحد طرفى المعادلة. المعادلة على حساب الطرف الآخر، فهو ينجو من تلك التلفيقية بإعماله مبدأ النقد لخصائص اللغتين المترجم منها والمترجم إليها دون إتضاع أمام الأولى أو انحياز "شوفيني" للثانية.
ويتضح ثراء هذا المنهاج السوسيولغوي في ترجمة المصطلح أشد ما يكون الوضوح حين يتحدث مؤلفنا عن مصطلح "المسرح" فهو هنا – باعتباره كاتباً مسرحياً مبدعاً – يتألق ويصول ويجول بادئاً بتأكيده أن هذا المصطلح قد استقل في اللغة العربية عن الأصل الذي ترجم عنه (لم يعد أحد يستخدم كلمة تياترو theatre إلا فيما ندر) مستخلصاً من ذلك أن جهاز التفكير العربي كان مهيأ لقبوله لولا – والإضافة التالية من عندنا – أن قمع الديمقراطية طويلاً قد أخر ظهوره " ولما كانت هناك علاقة أكيدة بين الديمقراطية وفن المسرح، علاقة تلازم في الوقوع أو تلازم في التخلف، فإن الانتقال من النمط الآسيوي للإنتاج وما يستتبعه من سيادة فكر الطغيان الشرقي، والتحول إلى نمط الإنتاج الرأسمالي في القرن التاسع عشر قد ساعد على بروز الحاجة إلى فن الدراما تعبيراً عن التعددية الطبقية التى بدت واضحة في المجتمع المصري الحديث.
المسرح إذن ظاهرة اجتماعية. يجد تعبيره في عناصر عديدة مثل مكان العرض والممثلين والجمهور . والأصل فيه الكلام، لكنه الكلام الدرامي، ولأن لفظ دراما جذرها اليوناني Dram أى يفعل فإن الكلام الدرامي هو الذي يمثل فعلاً Action أو مجموعة أفعال الأمر الذي يحيل المسرحية الى حدث Event يجري أمام أعين النظارة في هيئة محاكاة.
ذلك هو المسرح بالمعنى الأرسطي الذي وصل إلينا مع بدايات القرن العشرين وازداد تجذراً مع ثورة 19 وأعطى ثماره دانية القطوف بعد ثورة يوليو 1952. هذا المصطلح الذي أشاعه محمد مندور في مقالاته ونداوته ومحاضراته خارج الجامعة ؛ صار خطاباً Discours متميزاً وغير متميز في آن. فخطاب المسرح المصري يشير الى حركة التأليف والإخراج والتمثيل في إطارها العام. ومقولة مسرح توفيق الحكيم يقصد بها مؤلفات الرجل الإبداعية، وأما كلمة "مسرح فريد الأطرش" فيراد بها المبنى الموجود في قلب القاهرة مثله مثل المسرح القومي بالأزبكية. ويمكن استخدام تعبير المسرح في غير الفن حين يقال "مسرح الأحداث" أو مسرح الجريمة " وعليه فإن هذا المصطلح قد يتنازع ومصطلح التمثيل الذي يندرج تحته مفهومان يلزم بشأنهما شئ من الإيضاح.
فالتمثيل Action يقوم به الممثلون Actors في المسرح والسينما والتليفزيون، وأما التمثيل Represtation بمعنى استحضار الشئ بالنظر الى شبيهه فهو المرشح – في نظر محمد عناني – للتسيد خصوصاً بعد التدهور المستمر للمسرح المصري منذ السبعينات نتيجة خضوعه لنظرية المحاكاة الأرسطية تلك التى تقول عنها الناقدة د. نهاد صليحة "قامت على دعم الأيديولوجية السائدة وجعلت من الفن محاكاة بغرض تأكيد صحة هذه الأيدولوجية"
أما كلمة التمثيل التى عرفتها العربية، قرينة "للتشبيه والاستعارة ، فإنها تصبح الآن مفهوماً فلسفياً وفنياً ينكر إقدامه على محاكاة واقع حقيقي، فالحقيقة المطلقة وهمٌ عصفت به النسبية وتجاوزته العقول – وإنما يهدف ذلك التمثيل إلى الإشارة لصورة لا إلى أصل. فالصورة Imag هى أقصى ما نطمح إليه في رؤيتنا للعالم سيما بعد أن اقتحمتنا التكنولوجيا بإنجازاتها المذهلة فغدونا مشدودين إلى الشاشة الصغيرة بقنواتها الفضائية نتابع ما تلتقطه لنا الكاميرات مستسلمين لرؤيتها هى، تلك الرؤيا الانتقائية التى لا يعكر عليها أى موقف نقدي من جانبنا !
لقد أصبحت الدنيا في ناظرينا صوراً أنشأها لنا عالم التكنولوجيا المتطور حتى أن الجمهور الذي تابع حرب الخليج الثانية عبر قناة الـ C.N.N أحس بالخيانة " لأنه لم يشاهد أفلاماً حربية.. وكان مستوى الواقع أقل بكثير مما كان يتوقعه تمثيلاً."
التمثيل إذن – كمصطلح ينازع مصطلح المسرح – يعبر عن واقع اجتماعي تسيطر عليه مفاهيم ما بعد الحداثة – Post Mosernism مختلفة ، لكن الواقع الاجتماعي نفسه ما هو إلا صناعة الوهم أو هو الواقع الوهمي virtual Reality الواقع الذي " يستمد من حقائق الحياة مادته ويستغلها بدرجات لطرح المفاهيم المحددة المنشود نشرها وهو لذلك لا يقتصر على المسرح بل يشكل أساساً للفكر والأدب بمفهوماتها الجديدة بل ولبعض ظواهر حياتننا الجديدة نفسها" فكيف يمكن للمسرح – بمعناه التقليدي – أن يعبر عن هذا الواقع المصنوع بله التأثير فيه ؟! فهل التمثيل أولى إذن ؟
إن التمثيل – من هذا المنطلق – غير ملزم بمحاكاة واقع صلب Concrete لأنه سيصبح خلقاً فنياً كصورة من صور المجتمع العديدة، غير أنه سيكون أكثرها جمالاً ورقياً ونفعاً، وهكذا يمكن الإفادة من الواقع الجديد (الوهمي) يتبنى نقيضه الكامن في أحشائه وعندئذ يمكن توليد الحقيقة الفنية التى لا تمثل إلا نفسها.
قد يسأل البعض فما هو المطلوب من أناس المسرح على وجه الدقة والخصوص ؟ وأنه لسؤال جاد حقاً. لكن أحداً لن يجد إجابته على قارعة الطريق أو بالانغماس في أعمال عادية المحتوي Classical Content نمطية الشكل – Preforms made إنما تصنع إجابته عبر عملية سيرورة Process هى "خطوات مترابطة متشابكة ومتسقة يتبع بعضها البعض في نظام يؤدي إلى غاية محددة . وهذا التعبير المستعار من مصطلحات علم الاجتماع لن يراه المسرحيون غريباً عنهم. أليس بناء العمل المسرحي هو نفسه عملية سيرورة تقوم على التضافر Overdetermination بين الفنون جميعاً للوصول إلى غاية محددة هى الإبداع؟ فإذا كان ذلك كذلك فإن الإبداع "وهو نقيض الاتباع " لابد وأن يكون حداثياً بالضرورة بإدراك خاص أن الحداثة ليست مرحلة زمنية بل هى حالة مغامرة روحية وعقلية لا يحد من حركتها يقين مصنوع، أو تحاصرها منذ البداية فكرة مسبقة مطلقة Absolute.
هذه الحالة يمكن العثور على جذورها في التراث القومي – وخاصة المهمش منه – كما يمكن مقابلتها في الفكر العالمي المعاصر. هذه الحالة هى ما ينبغي أن يبحث عنها أناس المسرح منطلقين من الأساس السوسيولغوي الذي أرساه مؤلفنا محمد عناني حينما ربط بين المصطلح الفكري الوافد وبين ما أسماه بالغربلة الاجتماعية. فالغربلة الاجتماعية تعني ديالكتيكياً – الاحتكام الى الذائقة العامة، وفي نفس الوقت تعني النفى Negation لما هو سائد ومستقر وجامد ومكرور في حياتنا الثقافية. أى أن الغربلة الاجتماعية إنما تمثل أحد آليات النقد الثقافي العام بالمعنى الذي أشار إليه "لوسيان جولدمان "حيث لا يقوم أدب أو نقد في حالة عزلة" ولعلنا لا نعدو. الغرض حين نضيف "ولا ترجمة أيضاً".
لنضرب مثالاً على ما نقول بمصطلح الحبكة Plot. فلقد ورد هذا المصطلح في معجم وهبة باستشهادات من توماس ريمر وجون درسدن وفرنسوا هيدلن ودانتين ألفونسو فرانسوا وشكري عياد وجميعهم يتكئون على مفهوم أرسطو في نظرية المحاكاة , كما لا يخرج عن ذات المفهوم الدكتور ابراهيم حمادة في معجمه. لكن محمد عناني يتجاوز الأرسطية تماماً حين ينقل إلينا المصطلح في صياغته الحديثة Emplatment مطلقاً عليه اسم صياغة الحبكات، منبهاً الى أن هذا المصطلح المنتهي إلى تيار ما بعد الحداثة " إنما يُعني في المقام الأول بتحويل "الحقائق" التاريخية إلى نصوص بغرض وضع حبكة أو حكاية".
هنا ينفتح الباب واسعاً أمام المسرحيين " هل نقول التمثيليين ؟" لاستكشاف أرض جديدة تتبدل فيها الحقائق التاريخية "لاحظ أن علامات التنصيص على لفظة "حقائق" تشى بتحفظ الكاتب إزاء اطلاقيتها "Absloutely" حيث تبدو هذه الحقائق مجرد تمثيل Representation لصورة يسميها جان فرنسوا ليوتار ما وراء التاريخ "أو المحكيات" وهو تعبير مقصود به الغاية النهائية للمجتمع.
ولما كانت الغاية النهائية للمجتمع مجرد لعبة لغة فاقدة المصداقية، فطبيعي أن يعتبر الكاتب صور التاريخ القائمة "مجرد حبكات وضعت لتقديم مادة تاريخية من المحال التحقق من صدقها".
وكيف يمكن التحقق من صدق الأحداث التاريخية وهى التى ما سُجلت إلا بأقلام مؤرخي وكتاب الطبقات المنتصرة (فأين وجهة نظر المغلوبين؟!) وكيف يمكن تصديق الصفات المثالية التى أُسبغت على الأبطال والقادة الروحانيين وإغماض الأعين عن استبدادهم بمعارضيهم أو طغيانهم على لاحقيهم عصفاً بحق الشعب أن يحكم نفسه بنفسه وليس بما رآه السلف صالحاً في عصره ؟!
فهل ينشد فنان المسرح العربي حرية أوسع من تلك التى تمنحه حق النسخ Metamorphosis يجريه على الحقائق التاريخية بواسطة الفن مؤسساً ذلك على كون الفن ظاهرة اجتماعية تفترض أكثر من وعى وأكثر من أيديولوجية وأكثر من طبقة وأكثر من عدسة استيطقية Aesthetic لرصد هذه الظاهرة أو العمل في إطارها أو - بتعبير جولد مان – التأثير فيها وإعادة تنظيمها.
هذه الترجمة الديالكيتيكية لمصطلح "صياغة الحبكات" الذي أورده محمد عناني في معجمه لتعد ترجمة ثورية بحق، لم نجد لها مثيلاً في معجم وهبة أو معجم حمادة ذلك لأن عناني لم يستسلم لمنطلقات أرسطو ذات التوجه الايجابي Positive نحو المجتمع و(الايجابي هنا معناه عدم استخدام آلية النفى) حيث يرى أرسطو قبول قيمه قبولاً مطلقاً وسرمدياً، وعلى العكس من ذلك فإن اشتقاق المصطلح بهذه الكيفية ينبئ بعزم صاحبه عناني على ممارسة النقد الثقافى العام دون هوادة.
إنها إذن ترجمة ذات أبعاد سوسيولوجية واعدة لا يعكر عليها إلا قول الكاتب بأن "هذا هو مذهب المغالاة فى تطبيق منهج "دريدا" بعدم وجود شئ خارج النص إذ أن تعبير المغالاة هنا يوحى بازورار الكاتب ولو قليلا – ربما بتأثير مجتمعه المحافظ conservative society – عن الأخذ الكامل بروح المغامرة الذى تدعو إليه التفكيكية حين ترفض الاعتراف بما يسمى الحقيقة المطلقة , وبالمدلول الترنسندنتالى بل وحين ترفض أن يكون للنص أية مرجعية خارجية عنه (هل تقاس عظمة هاملت / شكسبير بمعيار هولنشيد؟) أليس هذا الرفض تحريرا للنص الأدبى من أية سلطة , وأليس هذا الروح المغامر بمثابة دعوة صريحة للنص أن ينطلق مبدعا مكتشفا متجاوزا دون حدود؟
ألا ما أحوج العقل الدرامى العربى إلى هذا الروح المغامر وهذا الرفض الفلسفى ليعيد بهما اكتشاف العالم فى تحولاته وتبدلاته ومرآويته (نسبة للمرايا المتعددة) عبر ممارسة praxis شجاعة على كل المستويات : سياسيا واجتماعيا وجماليا , وهو ما نعتقد أن محمد عنانى أراده وأشار إليه تلميحا فى بعض الأحيان وتصريحا فى أخرى , الأمر الذى يجعل معجمه هذا علامة فارقة في ثقافتنا المسرحية بل وفي ثقافتنا العربية بوجه أعم.
#مهدى_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟