|
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
كامل النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعقيباً على رسالة السيد النابلسي إلى العلاكين السيد شاكر النابلسي كاتب ذو باع طويل في الاطلاع وتاريخ أطول في الكتابة عن السياسة والدين والأدب وكل ما يخطر على ذهن الكاتب من مواضيع. وقد شارك الدكتور شاكر النابلسي في صياغة العريضة التي وقّع عليها عدد كبير من المثقفين العرب قبل عامين وكان الغرض منها استصدار قرار من الأمم المتحدة لحماية العلمانيين من شيوخ الفتاوى الذين يبيحون دم من ينتقد الإسلام. وقد انتقد الدكتور النابلسي نفسه الإسلام في عدة مقالات وفي كتابه الموسوم "لو لم يظهر الإسلام" والذي حاول فيه أن يُثبت أن الإسلام لم يأت بجديد، بل بالعكس جبّ، أي ألغى جميع معارف وثقافة قريش التي سادت قبله. ولولا أن جاء الإسلام لاتبع العرب النصرانية. ولسببٍ خافي علينا أصبح الدكتور النابلسي من المدافعين عن الإسلام، وأصبح يضيق ذرعاً بالذين ينتقدونه، ولذا وجه لهم رسالة في موقع إيلاف الإلكتروني بتاريخ 24 ديسمبر 2007 تحت عنوان "رسالة إلى العلاكين". ويبدو أن هؤلاء العلاكين قد استفزوا حساسية السيد النابلسي لدرجة أنه وصف كتاباتهم ب "سقط الكلام" وردد هذا المصطلح ثلاث مرات في خمسة سطور. وسبب غضب السيد النابلسي هو أنه يقرأ ( بين فترة وأخرى هجوماً صبيانياً غوغائياً، غير علمي وغير موضوعي على الإسلام من قبل كتاب مسلمين وغير مسلمين مضطهدين في أوطانهم، نتيجة عوامل كثيرة. وهذا الهجوم شائع هنا في "إيلاف" وغيرها من مواقع الانترنت التي تتمتع بهامش حرية أكبر بكثير من هامش حرية الصحافة الورقية) انتهى. ويظهر من هذه الفقرة أن الكتاب المضطهدين في بلادهم، وهذا يشمل جميع الكتاب العرب ما عدا كتاب مديح السلاطين، لا يجوز لهم، في رأي السيد النابلسي، نقد الإسلام لأن كتاباتهم غوغائية وصبيانية وغير علمية بسبب اضطهادهم، أو لأنهم، بدون استثناء، لا يفهمون آليات نقد الدين. وكلا السببين لا يمكن أن ينطبقا، كليهما أو فرادى، على جميع الذين انتقدوا الإسلام، كما عمم السيد النابلسي. أما إذا كان السيد النابلسي يقصد بالكتاب غير المسلمين والمضطهدين في أوطانهم الإخوة الأقباط، فالمصيبة هنا أكبر، إذ أنه كان قد شاركهم مؤتمراتهم العديدة التي نددت بالاضطهاد الديني في مصر، ولم نقرأ له نقداً لتلك المؤتمرات. ثم يستمر السيد النابلسي فيقول (لاحظ الكثيرون أن هذا الهجوم والنقد المرير لا ينصبُّ على فقهاء الإسلام المعاصرين، وأقوالهم، واجتهاداتهم، وفتاواهم، وإنما ينسحب أيضاً على بعض النصوص المقدسة الإسلامية) انتهى. ويخيل إلىّ أن الدكتور النابلسي يعرف أنه لا توجد أبقار مقدسة في الدراسات العلمية لأي موضوع أو أي دين. الناقد لابد أن يصل إلى مصدر ما ينتقده. ومصدر فتاوى الفقهاء واجتهاداتهم، إذا كان لهم اجتهادات، أصلها تمتد جذوره إلى القرآن والسنة. فالذي ينتقد الفقهاء لابد له من نقد القرآن والسنة، وإلا لو كان القرآن والسنة فوق النقد، يصبح اجتهاد الفقهاء كذلك فوق النقد لأن اجتهاداتهم لا تخرج عن النقل ونادراً ما يتطرق أحدهم إلى العقل. وفي لغة تشبه إلى حد بعيد لغة الشيخ أحمد صبحي منصور، يقول السيد شاكر النابلسي (وهؤلاء المهاجمون العلاّكون" لم يميزوا بين "إسلام القرآن" و"إسلام الفقهاء" ونصوصه التي تراكمت على مدى 14 قرناً لتنتج لنا "الإسلام المُضاد"، كما يُطلق عليه المفكر الليبي الراحل الصادق النيهوم. وهؤلاء المهاجمون يستغلون دون شك أيضاً، قضايا حياتية برزت في السنوات القليلة الماضية وما زالت بيننا كالحجاب، والختان، ووضع بعض الفقهاء للمرأة في مكان متدنٍ من مكانة الرجل.. الخ. فالإسلام يُعرفُ بالحق، ولا يُعرفُ الحقُ بالإسلام وحده.) انتهى. ليس هناك شيء اسمه "إسلام القرآن"، كما ليس هناك شيء اسمه "يهودية التوراة" فالمشنة وغيرها من كتب اليهود تشرح ممارسات وأقوال الأنبياء، كما تشرح كتب الفقه والأحاديث بعض الجوانب من الدين التي مارسها محمد ولم تذكر في القرآن. ورغم أن القرآن يقول (وما فرطنا في الكتاب من شيء) إلا أن القرآن لا يحتوي على أنواع وكمية الزكاة أو تعريف الربا ولا حتى كيفية الوضوء أو الغسل ولا عدد ركعات الصلاة. فإسلام القرآن مصطلح أتي به القرآنيون لتقوية ما يؤمنون به. أما ختان الرجال والوضع المتدني للمرأة في الإسلام فهي من صميم الإسلام كما هي من صميم اليهودية التي أخذ عنها الإسلام. وقد تكرّم السيد النابلسي بتوضيح بعض "الحقائق" لنا، فقال: (أولاً: صحيح أن هناك بعض الفتاوى الدينية (ومعظمها تصدر من مصر)، التي تُغضب المسلمين وغير المسلمين في العالم العربي في شتى شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولكن السؤال هو : ما هي نسبة الأفراد المتضررين من هذه الأحكام. هناك من يقول مثلاً بـ "دار السلام"، و "دار الحرب". فأي من الدول العربية والإسلامية تُطبّق هذا النظام الآن. وما هي نسبة الناس التي تؤمن وتُطبّق هذه المقولة؟) انتهى من الصعب في عالم لا يؤمن بالإحصاءات القول بنسبة الذين يتضررون من الفتاوى الدينية، ولكن إذا كانت النسبة ضيئلة، كما يوحي السيد النابلسي، لماذا إذاً أضاع وقته وأوقات المثقفين العرب في توقيع تلك العريضة التي رفعها إلى السيد كوفي أنان وطالب فيها بتجريم الشيوخ الذين يفتون بردة الكتاب وهدر دمائهم؟ وأظن الكل يعرف أن فتاوى الشيخ بن باز ضد الشيعة في المملكة العربية السعودية قد حرمت مئات الآلاف من الشيعة في المنطقة الشرقية من مساواتهم بغيرهم. وقد ردد علينا السيد النابلسي في اكثر من ثلاث أو أربعة مقالات أسماء الكتاب والمفكرين العرب الذين قُتلوا في مصر ولبنان والسودان نتيجة فتاوى الشيوخ. وقتل مفكر واحد يستحق أن ننتقد من أجله الإسلام أو أي دين آخر يبيح مثل هذا القتل. والسيد النابلسي نفسه كان قد كتب مقالاً في إيلاف في 27 مارس، 2005 تحت عنوان (محنة العقل العربي: البغدادي إنموذجاً) قال فيه (والإمام أحمد البغدادي في محنة وبلاء، بسبب حسد ووشاية بينه وبين السلفيين الظلاميين الكويتيين الذين كادوا له، وما زالوا يكيدون كيد النساء، واستطاعوا أن ينتصروا عليه كما فعلوا في السابق. وكما استطاعوا أن يضطروا الكاتب الليبرالي الكويتي الآخر عبد اللطيف الدعيج للخروج من الكويت ، حيث يقيم الآن في أمريكا ويكتب من هناك. وكما استطاعوا أن يخرسوا كثيراً من رموز الحداثة والليبرالية في الكويت، ويقفوا في وجه الدولة بأكملها التي تريد للمرأة الكويتية حريتها وتمثيلها في البرلمان، وهم يريدون لها البيت لا تبرحه للخَلَف والعَلَف.) انتهى. فهاهم فقهاء الإسلام في الكويت قد أثروا في شريحة كبيرة من المجتمع وهددوا المثقفين والمرأة الكويتية ووقفوا ضد الدولة برمتها. فإذاً نسبة الذين يتأثرون بالفتاوى نسبة كبيرة جداً. أما مصطلح دار الحرب ودار السلام فما زال مستعملاً ومطبقاً في جمهورية إيران الإسلامية وفي المملكة العربية السعودية التي تمنع ملايين المقيمين المسيحيين من إدخال كتبهم المقدسة إلى المملكة وتعج فتاوى علمائهم بمصطلحات " الكفار" و "دار الكفر". ويستمر السيد النابلسي فيقول (ثالثاًً: الأديان السماوية والأرضية كأي عقائد أخرى تتعصرن الآن وحدها، وبفعل قوتها الذاتية، وبفعل كور نار الحداثة من حولها، وإن كان تعصرنها بطيئاً، نتيجة لثقل الموروث الفقهي الإسلامي والمسيحي واليهودي المحمول على كتف هذه الأديان منذ آلاف السنين. وهذه العصرنة البطيئة وغير الملحوظة، تتم رغماً عن إرادة كثير من فقهاء وقساوسة ورابيي هذه الأديان، الذين يرفضون التغيير، ويرفضون التطوير، ويعتبرونهما ضد مصالحهم الاجتماعية والسياسية والمالية، ومساساً بهيبتهم وسلطتهم الكهنوتية، التي اكتسبوها في العصور المنحطة والأزمنة الرديئة كهذا الزمن الذي نعيش فيه الآن، والذي أصبح فيه الفقيه والقسيس والرابي هو البحّار والدليل والمرشد في الطريق السياسي والاقتصادي والاجتماعي في غياب الأدلاء والمرشدين النُصحاء.) انتهى. وأنا شخصياً لا أرى أي عصرنة في الفقه الإسلامي وفتاوى التكفير. بل بالعكس فقد ازداد التدين الظاهري في المجتمعات العربية كنتيجة حتمية لازدياد القنوات الفضائية الممولة بدولارات النفط. وكيف يتعصرن الفقه والفقهاء يعارضون ذلك، كما يقول النابلسي؟ وكيف يتعصرن الفقه في الزمان الرديء، مثل زماننا هذا، كما يقول السيد النابلسي؟ وقد كان النابلسي كتب مقالاً في إيلاف بتاريخ 3 سبتمبر 2004، تحت عنوان (فقهاء سفك الدماء) قال فيه (إن العالم العربي تحكمه الغرائز لا العقول، هو الذي أمكن العمائم من أن تقف على المنابر السياسية في شرق العالم العربي وغربه لكي تقود العمل السياسي العربي الذي أصبح عبارة عن دعوة إلى سفك الدماء والمزيد المزيد من سفك الدماء باسم الدين الجديد الذي جاء به القرضاوي وكافة الجماعات الارهابية الدينية الأصولية. ..... ما العمل؟ الأنظمة العربية غير قادرة على لجم أشياخ الدين لمنعهم من اصدار الفتاوى السياسية/الدينية، لأن جزءاً من هذه الفتاوى يصدر لصالح هذه الأنظمة، ولتقوية نفوذها، واستمرار حكمها، وتقديم المظلة الدينية لها. الأحزاب السياسية غير الدينية غير قادرة على الائتلاف فيما بينها لسيطرة القبلية والعشائرية على هذا الأحزاب والوقوف في وجه أشياخ المؤسسات الدينية لملء الفراغ السياسي ومنع هؤلاء الأشياخ من إصدار الفتاوى السياسية/ الدينية. الشارع العربي شارع مُغيّب وجائع وجاهل ومنهك وفاقد الأمل في القوى السياسية العربية، ويرى في أشياخ المؤسسات الدينية وفتاواهم مبتغاه الوحيد لكي يُنفّس عن حقده وتظلمه وجوعه واهماله وسرقته من قبل أنظمة الحكم. النخب العربية الفكرية والسياسية التي تعيش في العالم العربي لا تستطيع مواجهة أشياخ المؤسسات الدينية وفتاواهم خوفاً من تسلط هؤلاء الأشياخ الذين يملكون مليشيات دموية مسلحة قادرة على جزِّ رأس أي مفكر أو سياسي يعارضهم. ولعل مقتل المفكرين اللبنانيين: حسين مروة، ومهدي عامل، والمفكر المصري وفرج فودة، ومحاولة قتل نحيب محفوظ واختطاف الصحافي المصري رضا هلال، وغير ذلك من الحوادث خير دليل. ومعظم الأصوات التي تعارض هؤلاء الأشياخ وتهاجم فتاواهم هي أصوات عربية تعيش في الغرب ، بعيداً عن بطش الأشياخ بمعارضيهم.) انتهى فإذا كان هذا هو حال العالم العربي كما رآه السيد النابلسي قبل ثلاث سنوات فقط، أين التحديث فيه؟ وإذا كان هذا هو حال الشارع العربي المسلم، أليس من واجب المثقفين العرب محاولة تنوير هذه الشعوب وإزالة الكابوس الديني الذي يعتّم على عقولهم، حتى وإن رددوا وعلكوا الكلام مرات ومرات حتى يصل إلى من هو في حاجة إليه؟ وما دام العالم العربي مغيب ويرى في الشيوخ الدينيين مبتغاه الذي يعوضه عن سرقته واضطهاده، وهؤلاء الشيوخ يصدرون فتاوى القتل ضد المثقفين، أليس من واجب السيد النابلسي أن يبارك للذين يهاجمون الشيوخ وإسلامهم مجهودهم العظيم حتى وإن علكوا الكلام؟ ثم يخبرنا السيد النابلسي عن الضمانات الحديثة للشعوب العربية ضد سيطرة رجالات الدين وضرب لنا مثلاً بحماس ومحاصرتها في غزة، فقال (وهناك الآن في هذا العالم الجديد، ضمانات عالمية ضد هذه المخاوف غير المبررة من قبل البعض. ومن هذه الضمانات جمعيات حقوق الإنسان، والغرب العَلْماني والشرق الآسيوي العَلْماني بقيمهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الجزر العَلْمانية المتناثرة هنا وهناك، في العالم العربي، وفي العالم الإسلامي. كل هؤلاء هم عبارة عن ألسنة من اللهب المذيب لصدأ الحديد في كافة الأديان، والمتمثل بأقوال بعض الفقهاء والقساوسة والرابيين. وحتى عندما قامت حكومة دينية كحكومة "حماس" وهلع من هلع، وفزع من فزع، وخلع من خلع، لم تحتَجْ مثل هذه الحكومة ذات الفيروس سريع الانتشار، إلى أكثر من حُقنة واحدة مضادة من العَلْمانية الدولية، لكي تتركها جثة هامدة دون حراك، كما هي عليه الآن) انتهى. فجمعيات حقوق الإنسان العالمية لا تستطيع أن تفعل أكثر من نشر إحصاءات القتل والتعذيب والاضطهاد الديني في البلاد العربية. وجمعيات حقوق الإنسان العربية ما هي إلا مسخ وهبه لنا السادة الحكام. فمثلاً، جمعية حقوق الإنسان السعودية التي يعين أعضاءها الملك، لم تحقق إلا في عشر حالات فقط من حالات الاضطهاد الديني (كشف الدكتور مفلح القحطاني، نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، لـ«الشرق الاوسط»، عن ان الجمعية حققت في قرابة 10 شكاوى ادعى فيها مقدموها بأن عددا من الجهات مارست عليهم بعض المضايقات بسبب انتمائهم المذهبي والديني.) انتهى. وماذا كانت النتيجة؟ (وقال القحطاني إن الجمعية عملت على الاتصال بالجهات والأطراف المعنية بتلك الشكاوى وقد اتضح أن غالبيتها ليست على علاقة بانتماء ديني أو مذهبي معين، بل كانت وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها في الجهات المعنية ـ على حد قوله.) (تركي الصهيل ومحمد علي صالح، الشرق الأوسط، 21 يوليو 2006). هل يريد لنا السيد النبلسي أن نعتمد على مثل هذه الجمعيات لتحمينا من الاضطهاد الديني؟ أما حماس وحصارها من دول الغرب فقد كان السبب وراءه حماية إسرائيل، فالغرب لم يحاصر إيران عندما نجحت ثورة الخميني، ولم يحاصر السودان عندما قام الترابي والبشير بانقلابهم العسكري الإسلامي، ولم يحاصر العراق بعد أن استولت عليه المليشيات الدينية المختلفة. وفي نبرة حزن واضح على الإسلام يقول السيد النابلسي (رابعاً: صحيح أن هناك بعض الفقهاء، يعتبرون أن الحجاب والختان من الإسلام الصحيح. وبأن دونية المرأة هي من طروحات الإسلام الخاصة دون غيره من الأديان. وأن المرتد في الإسلام يُقتل.. الخ. وبعضنا يلوك في فمه مثل هذه الأقوال، و "يُطرطق" بهذا العِلْك في "الطالعة والنازلة"، علّه يُسمع صوته للآخر الأطرش، فذلك هو طريقه الوحيد لذلك. في حين أن أصل الحجاب وأُسّه ليس من الإسلام، بل هو من غيره من الأديان التي لا تُنتقد ولا تهاجم كما ينتقد ويهاجم الإسلام هذه الأيام من قِبل "العلاّكين) انتهى. وفي الحقيقة فإن الإسلام لم يأت بجديد، فكل الفروض من صلاة وصيام وزكاة وغيرها مأخوذ من اليهودية. والحج وقوانين الزواج والطلاق ما هي إلا أعراف جاهلية سبقت الإسلام. أما لماذا لا ينتقد الكتاب العرب الأديان الأخرى بقدر انتقادهم للإسلام فالسبب يكم في أن الأديان الأخرى ما عادت تقتل المرتد وتنادي بالحاكمية لله وتفرض على المرأة القرار ببيتها إلى أن تخرج إلى قبرها. ومع أن السيد النابلسي قد عاب على الكتاب العرب نقد الإسلام وقال إن العقائد السماوية تتعصرن الآن من تلقاء نفسها ورغم معارضة رجال الدين، دعونا نقرأ ما قاله النابلسي قبل عام واحد بالضبط، فقد كتب في إيلاف بتاريخ 12 ديسمبر 2006 مقالاً تحت عنوان " ثقافة الإرهاب: هل هي من الإسلام أم من المتأسلمين" ذكر فيه (5- عدم انطلاق ونجاح فكرة الإصلاح الديني التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعلي عبد الرازق وغيرهم. كذلك، عدم وجود فقه ديني عصري جديد يضع العالم العربي والعالم الإسلامي في قلب العصر الذي نعيش فيه. وإغلاق باب الاجتهاد والعمل بمقولة "ما أغلقه السلف لا يفتحه الخلف". وظل الفقه الديني الجديد المتمثل براشد الغنوشي وحسن الترابي ويوسف القرضاوي وعبد العزيز بن باز وعبد العزيز آل الشيخ وغيرهم متركزاً على معادة الغرب وتكفيره وإبراز مظاهر ظلمه وعدوانه، دون الخطو خطوة واحدة في اتجاه العصر. 6- تحوّل الدين في النصف الثاني من القرن العشرين إلى ظاهرة سلطة، وظاهرة إستقواء وبطش بالآخرين. وخضوع الأنظمة العربية والشارع العربي لظاهرة "الإسلام الفأسي" (أي استخدام الفؤوس المقدسة لقتل الآخر) كما في الجزائر ومصر وأفغانستان والعراق مؤخراً وغيرها. واعتبار القتلة من "المجاهدين المقدسين". 7-إنشاء وظيفة "العالم الديني"، ثم إنشاء طبقـة من العلماء (علماء الدين) بيدها حقائق العلم الديني، فأرادت حفاظاً على هذه الميزة احتكـار العلم، فقامت بتكفير كل من خالفها، وباستئصال كل من عارضهـا إما مباشرة وإما باستعداء الحكام على المعارضين. وأصبحت الطاعة العمياء للسلطة السياسية مرادفةً لحرفية النصوص للسلطة الدينية. كما قال حسن حنفي في ( الجذور التاريخية لأزمة الحرية والديمقراطية في وجداننا المعاصر). انتهى. أفلا يحق للناس بعد هذا أن يلتوا ويعجنوا ويعلكوا الهجوم على الإسلام؟ فكل شيوخ الإسلام الذين ذكرهم النابلسي أتوا بنصوص من القرآن أو الحديث تساند ما ذهبوا إليه. وإذا كان هذا هو رأي السيد النابلسي عن الوضع المأساوي في العالم العربي بسبب شيوخ الإسلام، كيف يغضب ويثور على الذين ينتقدون الإسلام؟ ألم يتذكر مقولة يسوع المسيح (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)؟ فهو قد رمى الإسلام بعدة حجارة قبل أن يهاجمه العلاكون. ملحوظة: أرسلت هذا التعقيب لإيلاف التي حملت مقال السيد شاكر النابلسي، ولكن إيلاف امتنعت عن نشر التعقيب لأسباب يعرفها القائمون عليها.
#كامل_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصيلة ذي الحجة من النفاق
-
أحمد صبحي منصور.. وآفة الغرور 3-3
-
أحمد صبحي منصور .. وآفة الغرور 2-3
-
أحمد صبحي منصور ... وآفة الغرور 1-3
-
من قال لستُ أدري فقد أفتى
-
الأديان وتخدير أحاسيس الإنسان
-
مشيخة الأزهر والموروث الكهنوتي
-
فهمي هويدى ودروس في الكراهية
-
هل كان محمد مرسلاً لجميع البشر؟
-
الجنة وما أدراك ما الجنة
-
من لا يشك ليس إنساناً
-
المال هو قلب الإسلام الحقيقي
-
ماهو الوحي، ولمن يوحي الإله؟
-
رمضان والتخبط في التشريع
-
حوار الأديان وحوار الطرشان
-
حرب الفتاوى تكشف زئبقية الإسلام
-
التعذيب في الإسلام
-
نزهة مع الصحابة
-
لولا كلمةٌ سبقت
-
الإسلام أكبر نكبة أصابت العرب
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|