أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صالح مصطفى - طائفيون بلبوس ماركسية الجزء الخامس و الاخير















المزيد.....



طائفيون بلبوس ماركسية الجزء الخامس و الاخير


محمد صالح مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


و كما رأينا في موضوعنا الموسوم " مقدمات صعود الاسلام السياسي " و الذي كان بمثابة المقدمة لكتابة الحلقات الخمسة من موضوع " طائفيون بلبوس ماركسية " كان سقوط الخطاب القومي و أنظمة الحكم القومية في الدول العربية بمثابة سقوط مزدوج لها و للخطاب اليساري التقليدي الذي رفض التجديد ، و استمر بمساندة انظمة الحكم العربية التي وصفت بأنها معادية للامبريالية ( مثل انظمة البعث في سوريا و العراق و حكم جمال عبد الناصر .. الخ ) و التي كانت قبل كل شيء معادية للديمقراطية و التعددية و المجتمع المدني و بهذا كان السقوط ، كما قلنا ، مزدوجا . و اذا ما أضيف لهذا السقوط المزدوج عامل خارجي آخر هو سقوط الاتحاد السوفييتي و انظمة حكم الحزب الواحد الشمولية التي كانت تدين بشكل من أشكال الاشتراكية يتمظهر بالتسلط الفوقي سنجد أن الفراغ الذي تركه غياب الكتلتين اليسارية التقليدية و القومية و غياب الشريك الدولي قد ترك فراغا لم يعد من الممكن تعويضه إلا بصعود الإسلام السياسي و ذلك بسبب ضعف التيار اللبرالي .
إن مشاكلنا الراهنة لا تكمن في الفكر الإسلامي و انما في تسييس هذا الفكر . عملية التسييس هذه دشنتها بشكل رئيسي الثورة الاسلامية في ايران . قبل ذلك كانت الاختلافات بين المذاهب في اغلبها الاعم تدخل في باب التنوع في الافكار و اداء الطقوس و المراسيم مما لا يدعو الى التصادم و انما الى الحوار . كانت أغلب الحكومات التي تحكم المنطقة العربية و منطقة الشرق الاوسط في مطلع القرن العشرين ، كما رأينا في القسم الأول من هذا الموضوع ، حكوماتٍ علمانية مستقلة و منفصلة بقدر و بآخر عن مراكز القيادات الدينية ، و قد تكفل كل طرف باحترام الطرف الآخر و احترام الحدود بين الدولة و الدين . و لعبت الدولة المؤسسة حديثا ، و خصوصا في العراق ، دور الموازن بين الطوائف و الاديان و كان العراق ملجأ آمنا للعديد من الطوائف و الاديان رغم الادعاءات المغالية بأن الدولة كانت طائفية . فيما بعد كان انتصار الثورة الايرانية التي اسست حكما ثيوقراطيا يعتمد على الحق الإلهي و المغالاة السياسية التي صاحبتها و التي تمظهرت بشكل رئيسي بإعلانها النية بتصدير الثورة الاسلامية الى الاقطار المجاورة و قيامها بتكفير الآخرين استنادا الى الاختلاف في الرؤى الفكرية مثل قيام قائد الثورة الخميني بتكفير الكاتب سلمان رشدي على إثر روايته آيات شياطانية و الدعوة الى قتله ، هذه المغالاة تصاحبت و توازت مع الوجه الآخر للتطرف السني الذي مارسته القاعدة ، هذا التطرف الذي تربي في نمط الثقافة الدينية الوهابية المتطرفة في المملكة العربية السعودية ، كل هذا جعل من الاختلافات في الرؤى اختلافات دموية على ارض الواقع .
لماذا ركزنا في دراستنا على تحليل الفكر الديني ـ السياسي الشيعي أكثر من غيره ؟

بالرغم من أن هذه الدراسة معنية ، كما يدل عنوانها ، بدراسة الاسلام السياسي و صعوده إلا أن التركيز كان بالدرجة الاولى منصبا على تحليل مكونات الفكر السياسي ـ الديني الشيعي و خصائصه العامة فيما أشرنا في السياق نفسه الى بعض مكونات الفكر الديني ـ السياسي السني وخصوصا في النقاط التي يتقارب فيها مع الاول بالرغم من اعتقادنا الجازم بأن الفكر الديني ـ السياسي بكافة أشكاله و طوائفه لن يؤدي في مجال قيادة الدولة إلى أي تقدم حقيقي وهو لا يستطيع أن يحل أيا من مشاكل العراق و المنطقة ، بل ان تدخل الدين في السياسة سوف يزيد هذه الاخيرة تعقيدا و عزلة ، إذ لم تستطع أوربا أن تحقق نظامها السياسي المتطور و نظاما اقتصاديا ذا كفاءة بدون فصل الدين عن الدولة ما ضمن احترام الدين . رغم هذا الإعتقاد العام فقد ركزنا على الفكر السياسي ـ الديني الشيعي أكثر من مثيله السني لاسباب عديدة ينبغي أن نوضحها للقارئ :
1ـ لقد كنا من المتعاطفين مع الفكر السياسي ـ الديني الشيعي لِما كنت أعتبره نهجا معاديا للدكتاتورية و بذا كنت أعتبر هذا الفكر حليفي الطبيعي ما دعاني مع يساريين آخرين ، على سبيل المثال ، للتعاطف مع هذا الفكر. يمثل هذا المقال ، من بعض الوجوه ، مراجعة ذاتية ـ نقدية من اجل إعادة تقييم المواقف خصوصا بعد أن خيبت الطروحات المتأخرة للتيار الديني الشيعي و من فاجأنا بالاصطفاف معها من ( يساريين و علمانيين ) ظني و ظن آخرين كثيرين ما طرح امامنا حقيقة كان من المفترض ان ندركها بشكل أبكر و هي : ليس كل معادٍ للدكتاتورية هو ديمقراطي اوتوماتيكيا بل أن من الممكن ان يكون بعض المعادين للديكتاتورية ديكتاتوريين و طغاة .
2ـ إن هذا الفكر هو فكر معقد و مركب و متعدد المصادر زاد من تعقيده مبدأ التقية و كان من الصعب علينا بسبب ذلك الوصول إلى تفسير المخفي منه أو تفسير نمط تفكير افراد تربطنا بهم علاقات وثيقة منذ سنوات و قد تفاجأنا كثيرا ببعض آرائهم الكامنة و المستترة بعد سقوط الديكتاتورية و ما أعتبروه زوالا لأسباب التقية .
3ـ إن هذا التعقيد يلزم الباحث الى حد كبير إعتماد مناهج متعددة اهمها تطبيق اكتشافات منهج ميشيل فوكو في آركيولوجية الفكر بسبب التراكم التاريخي لطبقاته و انطمار جذورها ما جعل ، بسببها ، الوصول الى جذور هذا الفكر و مناشئه مسألة ليست بالسهلة على الباحث كما قد تكون جذور هذا الفكر خافية جزئيا و أحيانا كليا حتى عن حاملها .
4 ـ إن هذا الفكر قد أصبح في السلطة و هو الذي يعيد الآن ، بشكل رئيسي تشكيل مصائر العراق ، فيما انتقل الفكر السياسي ـ الديني السني الى مواقع الإرهاب و التحالف مع البعث الا بعض الاصوات المعتدلة و المتعقلة التي اسكتت من قبل الارهاب الديني السني او الشيعي .
5ـ عمق و تأثير الفكر الديني الشيعي على اوساط واسعة من اليسار و العلمانيين بطريقة أو بأخرى بسبب الزحاف الفكري و تبني الفكر اليساري احيانا لقيم دينية تحت غطاء المشتركات و خصوصا ما يتعلق بالحب و الكراهية المتطرفة ، و التوافق على سياسة معاداة الولايات المتحدة و التمجيد المبالغ فيه للشهادة و تحويلها الى هدف ( يعتبر بعض يساريي العراق مثلا السيد مقتدى الصدر جيفارا العراق ).
6ـ الدور الايراني في تشكيل بعض مرتكزات هذا الفكر و محاولتها اخضاع القوى السياسية الشيعية لمصالح الستراتيجية الايرانية من خلال عزل الشيعة عن المجتمعات التي يعيشون فيها و تعزيز شعور المظلمة ، و هذا لا يعني ان هذا قد نجح دائما و لكنه نجح الى حد كبير .
من الديكتاتورية إلى الطائفية
هذه الحالة التي تتحمل مسؤوليتها بالكامل الحكومة الحالية و بدرجة أكبر حكومة الجعفري أي اعتماد المعيار الطائفي و عملية اقصاء السنة حتى من المعادين لصدام حسين و ضم الشيعة حتى من الموالين له باعتبارهم تائبين ، و اعتماد المعيار الطائفي في التقييم القائم على قسمة غير علمية على غرار التسمية المتداولة " اتباع آل البيت " و الآخرين هي التي غذت الارهاب و وسعت نطاقه و شقت المجتمع العراقي و مزقت النسيج الاجتماعي .
أي عملية الفرز لم تحصل لدى المثقفين و اليساريين و العلمانيين ( الشيعة ) بنفس الوضوح و بنفس التجذر لان لديهم اوهاما ، بأن اوساط رجال الدين الشيعة هم شيء مختلف عن نظرائهم السنة و ان لديهم شحنة ديمقراطية و حكمة لا تجارى ، رغم الحقائق التي قدمتها الاحداث الاخيرة و الممارسات الدموية التي مارستها اوساط من الميليشيات الشيعية في تحطيم ما تبقى من حياة المجتمع المدني العراقي و قيامها بأعمال تعسفية طالت حتى شيعة ممن اختاروا طريق اليسار و العلمانية و لا أدل على ذلك من عمليات الاغتيالات التي طالت شيوعيين و اعضاء في القائمة العراقية ، و رغم عسف الدولة الايرانية و أعمال القمع الواسعة التي مارستها اجهزة القمع الايرانية في زمن الثورة الاسلامية ضد اليسار و العلمانيين و اوساط واسعة من المثقفين . و اخيرا عمليات القتل و التنكيل التي طالت النساء في جنوب العراق و كذلك عمليات جيش المهدي التي استهدفت مؤسسات الدولة العراقية .
إلى أي مدى يتحمل الائتلاف مسؤولية ما يجري في العراق ؟
أدى سقوط صدام حسين الى صعود قوى الاسلام الشيعي بعد فترة قصيرة تولى فيها أياد علاوي السلطة . و في النقاشات مع اصدقاء صدموا بما جرى فيما بعد من تدهور متسارع في الوضع في العراق و جلهم من الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر التخلص من ديكتاتور العراق ، كان يتضح بشكل متزايد مسؤولية قادة الائتلاف فيما جرى للعراق من تدهور كارثي ، و لاحظت بأسف أن بعض المثقفين ، على الضد من ذلك يتحرجون حتى من انتقاد الائتلاف ناهيك عن المرجعية التي عاملوها كأنها منزهة عن الخطأ حتى في الامور السياسية و ذلك انطلاقا من خلفيتهم التي يتجذر فيها شكل من أشكال العصمة بالرغم من أن هذا البعض يفترض انه من قوى اليسار و العلمانية و مؤمن بالمدرسة النقدية التاريخية كما يدعي ، و قام هذا البعض بدلا من ذلك بتحميل كامل المسؤولية لقوى الارهاب السني كما سموها. هذا و غيره من الافكار التي كان يحملها من كانوا يدعون العلمانية و العلمية في الحوار القى ظلالا من الشك على حكمنا السابق للامور و كشف لنا كم اننا نحمل جهلا كبيرا بالجذور ضاربة العمق للفكر الشيعي السياسي و مدى فاعليتها في تقرير مجريات الامور في العراق في الوقت الحاضر .
كان العمل الاجرامي بتفجير مرقدي الامامين العسكري و الهادي قد اثبت كم كان الوضع العراقي هشا ، و لكنه ، عدا ذلك ، اثبت تجذر الفكر الديني بشكله السلبي المطلق ليس لدى جماهير الناس البسطاء ، مما يعتبر أمرا مفهوما ، و لكن الأدهى تجذره لدى أوساط من المثقفين . فعدا ان احد بسطاء الناس قد اشار في مقابلة تلفزيونية الى انه كان يفضل وفاة ابنائه جميعا بدلا من رؤيته مرقدي الامامين و قد تضررا بفعل هذا العمل الاجرامي ، قامت بعض الاطراف باصدار بيان استنكار لعمليات التفجير في الوقت الذي لم تصدر اي بيان تستنكر فيه قتل الناس الابرياء الذين كان قد وصل الى ذروته في هذا الاثناء مما يوحي بأن الاشياء و ليس الناس هو المهم ! و بدت لي مقولة ماركس الرائعة " الانسان أثمن رأسمال " قد ضربت عرض الحائط من قبل يساريين و ليس من قبل غيرهم
لقد انتظر الكثير من المناضلين ضد الديكتاتورية من مختلف اطياف الشعب العراقي سنة و شيعة و اكرادا و تركمانا و ايزيدين و كلدو ـ آشوريين و مسيحيين و صابئة ....الخ شيئا آخر من قوى الاسلام السياسي الشيعي هو أن تعمل على انقاذ العراق بأكمله من براثن الدكتاتورية و أن تأسس للبديل المنطقي للديكتاتورية و الطغيان أي الديمقراطية و الحرية و المجتمع المدني لا أن تقوم بمحاولة انقاذ الطائفة من الديكتاتورية فقط ـ وهذا العزل أي تحرير الطائفة فقط مستحيل طبعا ـ معتمدة على المنطق الطائفي في أن الحكم كان للطائفة السنية مدة 1400 عام و قد أصبح الآن للشيعة ! و لكن الوقائع اثبتت مرة اخرى أن قيادات الاسلام الشيعي غير قادرة عن انقاذ الطائفة نفسها ، ناهيك عن الشعب العراقي ، و انها ستستخدم ستار الطائفية من اجل النفوذ ومزيد من الاثراء .
لقد دفع الكثير من ابناء الطائفة السنية و العديد من ابناء طوائف و ديانات العراق الاخرى و الآلاف من العلمانيين و اليساريين ، من الذين تساموا بشكل رائع عن طوائف العراق و دياناته و انتموا للوطن لا غيره ، حياتهم أو حرياتهم ثمنا لمعارضتهم الباسلة للديكتاتورية و غادر عشرات و مئات الالوف منهم الى كل اصقاع الارض في المنافي لانهم رفضوا الفرز الطائفي و اعتبروا صدام " السني " عدوا لهم لانه حاكم جائر اذاق شعبه بمختلف أطيافه الامرين .
رفض الكثير من السنة و غيرهم من ابناء العراق صدام حسين لأنه ديكتاتور دموي ظالم ، و رفض الكثير من الشيعة صدام لانه سني فقط !
من يرفض حكم صدام حسين الديكتاتور سيسعى الى اقامة البديل ديمقراطي ، و من يرفض حكم صدام حسين السني ، كما يصفه ، سيسعى الى تكريس حكم حاكم شيعي حتى لو كان ديكتاتوريا . لقد رفضت أوساط واسعة من الشيعة علاوى الشيعي لأنه كان علمانيا تحت ستار انه بعثي في حين قبلت الآلاف من البعثيين و حتى المجرمين منهم لانهم كما يرون قد تابوا !
الجمع بين المليشيا و المشاركة في العملية السياسية
و بالفرز الذي اعقب السقوط تساهل و برر و دافع الكثير من مثقفي الشيعة عن وجود قوى اسلامية شيعية تحتفظ بمليشيات الى جانب مشاركتها بالعملية السياسية و غضوا النظر عن نشوء ديكتاتورية بديلة مقنّعة يشوبها فساد و سرقة للمال العام تقوم فيها فرق الموت بمصادرة حقوق الانسان و غضوا النظر عن عمليات تصفية الديانات الاخرى و قتل النساء و عمليات تحجيب قسري شملت المحافظات الجنوبية بأكملها ثم العراق برمته عدا كردستان متحالفين مع القاعدة و طالبان في عداءهم النساء دون كلمة تعليق أو ادانة مما احبط المثقف غير الطائفي و كشف له قناع العلماني المزيف الذي املاه مبدأ التقية سيء الصيت ، و كل ذلك لان أولئك أإنما كانوا يغلبون شكل الحكم و ليس محتواه و الذي يقتضي أن يكون الحكم بيد الشيعة و ليس محتوى الحكم و الذي يقتضي إحترام حقوق الانسان أو الحريات العامة و المجتمع المدني ، و راهنوا على أن الحكم الحالي حكم شرعي عادل لأنه قام على الانتخابات متناسين اولا أن الكثير من الانظمة الديكتاتورية الدموية كانت نتاج انتخابات لا غبار عليها كما هو صعود هتلر الى الحكم في ألمانيا و ثانيا : ان الانتخابات لم تكن نزيهة بأي مقياس من المقاييس بعد عمليات الارهاب الديني التي مارسها رجال دين متخلفون لا ينتمون لعصرنا أرعبوا الناس أو أملوهم بعقاب أو ثواب الآخرة .
تجربة ايران اللبنانية في العراق

و لأول مرة نشأت حالة غير مسبوقة و فريدة : سلطة تمتلك المؤسسات و الجيش و الشرطة و لكنها في الوقت نفسه تمتلك المؤسسات المعادية للدولة أي الميليشيات . و بات التكتيك الايراني اكثر وضوحا في لبنان و في العراق : دعم الميليشيات و العملية السياسية في آن واحد و المراهنة على ورقتين بدلا من واحدة للضغط على الحكومة في حال سارت العملية السياسية في اتجاه غير ملائم لمصالحها كما في لبنان ، و لكن الوضع في العراق كان صارخا جدا ذا ابعاد ثلاثية : مليشيات و سلطة بكافة مؤسساتها و مشاركة في العملية سياسية في آن معا .
لو أن قيادة الائتلاف تخلت عن افكارها الدينية الطوبوية و تحلت بقدر اكبر من الواقعية و الدنيوية و قررت التحالف مع قوى التحالف الدولي تحالفا حقيقيا و ليس تحالفا انتهازيا و حدت من النفوذ الايراني و سلكت سياسة خارجية متوازنة بين المحيط العربي الطبيعي و دول الجوار على قدم المساواة و استفادت من الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي في اعادة البناء و عملت على تشجيع الاستثمارات في القسم الجنوبي من العراق على الاقل على غرار ما تفعل القيادة السياسية في كردستان لو انها حدت من تدخلات رجال الدين في كل صغيرة و كبيرة و اندمجت في عملية العولمة لو انها سعت الى تمثيل العراقيين كافة و ليس الطائفة وحدها لو انها فعلت ذلك لما حصل كل هذا .
بعد سقوط الحكم الدكتاتوري الدموي في العراق و بعد فترة قصيرة و واعدة من تولي أياد علاوي السلطة في العراق ركزت قوى الائتلاف المدعومة بالمرجعية جهودها على الدعوة بالإسراع بإجراء الانتخابات لأهداف معروفة إتضحت لاحقا . وافقت الولايات المتحدة الامريكية على هذه الدعوة حين رأت نفسها قد تورطت في العراق بسبب حسابات مغرقة في التفاؤل تمظهر بعضها بالمبالغة في تقدير لمستوى قوة الاحزاب اللبرالية و الديمقراطية التي تتوائم مع المصالح الامريكية في العراق ، دعمت الولايات المتحدة الانتخابات من أجل توفير مخرج لتورطها لكي تدعي أمام الشعب الأمريكي بأنها على الأقل أقامت حكما ديمقراطيا و هناك ما يبرر العدد المتزايد في الخسائر . جرى ذلك رغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى ما كان يفترض إنه ليس خافيا على راسمي السياسة الأمريكية من أن أية انتخابات تجرى بعد فترة قصيرة من سقوط ديكتاتورية دموية دام حكمها أكثر من ثلاثين عاما و بعد أن حُرم العراقيون من أية انتخابات حقيقية منذ عام 1958 سوف لن تمثل سوى صورة مشوهة لموازين القوى في العراق و بعد سنين من التجهيل و انعدام القانون والحكم القمعي و بعد أن تقوّت و تعززت الولاءات العشائرية و الطائفية و المناطقية ، ففي مثال ألمانيا نجد أن الحرب قد انتهت بخسارتها في العام 1945 و لكن حكومة ألمانية لم تشكل الا في العام 1949 اي بعد حوالي خمسة سنوات من سقوط سلطة الرايخ الثالث .
و لكن الانتخابات في العراق جرت رغم ذلك و بدعم من المرجعية و رجال الدين الشيعة ، وقد أفتى الكثير منهم بأن الذي لا ينتخب الائتلاف سيواجه عقاب الله . في الوقت نفسه شنت حملة تضليل واسعة ضد أياد علاوي و قائمته بدعوى إنه بعثي في الوقت الذي كان فيه الكثير من اركان الائتلاف و من الذين يشغلون مواقع قيادية فيه و في قيادة الدولة بعثيين سابقين بل كان بعضهم بعثيا حتى يوم السقوط ، و كذلك الالوف من البعثيين التائبين من الذين انظموا الى جيش المهدي و المجلس الأعلى وحزب الفضيلة بعثيين لغاية يوم السقوط ، ولم يكتف الائتلاف بذلك بل شن حملة تصفيات جسدية ضد انصار القائمة العراقية و قتل العديد من انصارها .
الصديق اللدود و العدو الحميم
لم يستطع مفكرو و راسمو ستراتيجية الولايات المتحدة أن يقرأوا أفكار قادة قوى الاسلام السياسي الشيعي المخاتلين ، و توقع راسمو الستراتجية الامريكية ان القيادات الشيعية و جماهير الشيعة سيبقون ممتنين لقيام الولايات المتحدة بتخليص العراقيين عموما و الشيعة خصوصا من ديكتاتوية صدام الدموية . و لكن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ فادحا في التقدير و ستبقى مهما فعلت الصديق اللدود فيما ستبقى ايران العدو الحميم و ستبقى الأقرب الى قلوب قادة الشيعة ، رغم تدخلاتها الدموية و انغمارها في تخريب العملية السياسية .
بقيت الولايات المتحدة تراهن على المستحيل و فعلت كل ما بوسعها لكسب ود قادة الشيعة و اخراجهم من دائرة التأثير الإيراني فبعد اسقاطها المدوي لنظام صدام بأشهر قام الجنود الامريكان بقتل ابناء صدام حسين ثم قامت بعد ذلك بألقاء القبص على صدام حسين نفسه ثم احيل الى المحاكمة بتهمة جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و هو ما لم يكن يراود قادة الشيعة القابعين في الخارج حتى في الأحلام ، ثم انها ألقت القبض على الاغلبية الساحقة من اركان النظام السابق و قادته العسكريين ، و مثل امام القضاء العديد من اركان النظام السابق و قبل ذلك كان قد حكم على صدام حسين و بارزان ابراهيم و عواد البندر بالاعدام و نفذ حكم الاعدام بهم و قامت الولايات المتحدة عدا ذلك بتحطيم كامل اجهزة النظام السابق الأمنية .
كل هذا و لا تزال الولايات المتحدة تثير كراهية لا حدود لها لدى القيادات الشيعية و القواعد التابعة من الذين يكيلون الشتائم للولايات المتحدة ليل نهار اكراما لايران . و تنسج الحكايات و تنسب الى الولايات المتحدة العديد من المؤامرات المفبركة في المعمل الايراني و في خبايا القيادات الشيعية و لم تستطع الولايات المتحدة و لن تستطيع ابدا كسب ود قيادات الشيعة الذين تنقاد لهم الاغلبية الساحقة من شيعة العراق مهما فعلت فسلبيات الوضع الحالي في العراق ، من وجهة نظرهم ، سببتها أمريكا و ايجابيات الوضع العراقي ، إن وجدت ، كانت بسبب الارادة الالهية و حكمة قادة الائتلاف .
ففي مقابلة أجرتها احدى قنوات التلفزيون مع احد الذين استوزروا من أعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية و كان حينها يجلس على كرسي الوزارة بفضل دبابات الامريكان . سأله القائم بالمقابلة التلفزيونية : ما هو شعوكم و انتم تنتقلون بين عشية و ضحاها من مواقع المعارضة الى كرسي الوزارة ؟
أجابه الوزير الملتحي : " الحمد لله الذي اجلسنا مجالس الذين كفروا "
إذن فهو الله و ليس الامريكان من أجلسه مجالس الذين كفروا !!
و رأى انصار السيد مقتدى الصدر أن لسقوط بغداد الذي صادف يوم اغتيال الشهيد الصدر مغزى إلهي ، و ان الله يقدم لعباده البشارة ان يسقط النظام في يوم استشهاد الصدر ، و هذه المرة ايضا ليس الامريكان من اسقط بغداد و لكن الله هو الذي فعل ذلك في ذكرى استشهاد الصدر !! أما لماذا لم يقم الله باسقاط صدام قبل تمكنه من اغتيال الصدر و عشرات الألوف من أبناء شعبنا فهذا ما لا يستطيع احد الاجابة عليه لأنه مرتبط بالحكمة الإلهية .
وعلى بعد آلاف الكليومترات من بغداد و من قم صرح الحائري الذي يقلده اتباع الصدر و مقتدى نفسه بعيد سقوط النظام قائلا : الحمد لله الذي اوقع الخلاف بين امريكا و عميلها صدام .
هذه المرة ايضا الفضل كله لله الذي اوقع الخلاف بين صدام و الامريكان !
هذا المنطق سيدوخ كل راسمي السياسة الامريكان و سيدوخهم اكثر ان " مثقفين " يغنون في نفس الجوقة .
أنا و الاغيار
تمهيدا لهذه الانتخابات قامت القيادة السياسية و الروحية للائتلاف بشن حملة فكرية رأت فيها أن لا وجود في الحياة سوى لنوعين من الناس : ( اتباع اهل البيت و الآخرين ) ، و أهملت اية تقسيمات أخرى . هذا الشكل من التقسيم المطلق هو شكل من أشكال الانا و الأغيار الذي عرفناه تاريخيا لدى أقوام اخرى مغلقة يقوم على إهمال الهوية الوطنية مركزا على الهوية الدينية أوالطائفية بإعتبارها هوية وحيدة . و بذا لم تضع الأغلبية المضللة في حساباتها حين مشاركتها في هذه الانتخابات اي اعتبار للكفاءة و النزاهة و انما كانت الطائفية و رضا المرجعية و الولاء المناطقي و العشائري هي المتحكم بنتائجها .
و على الجانب الآخر قامت قوى الاسلام السياسي الديني السني بالمراهنة على التحالف مع الارهاب القاعدي و الصدامي و افتقرت بحكم تكوينها الديني ـ السلطوي قصير النظر الى المرونة السياسية في الوقت الذي كانت فيه قادرة على الدخول في تحالفات من نوع آخر و لكن كل هذا على سبيل الافتراض ليس إلا ، فالاطار الديني الوهابي ـ القاعدي ـ الصدامي لهذه القوى لم يترك لها مجالا واسعا للرؤية السياسية و انخرطت في عملية تخريب العملية ا لسياسية بواسطة أرهاب منظم قل نظيره .
كل هذا مهد لعملية تقسيم طائفي ـ قومي للشعب العراقي و تم عمليا نسف كل ما هو مشترك . وكان الائتلاف يتحمل المسؤولية الاساسية في هذه الكارثة لاسباب كثيرة :
ـ إن الكثير من السنة و من العلمانيين الذين عانوا الامرين من حكم صدام حسين كانوا على استعداد ليقادوا من قبل قائد شيعي أو أي قائد من أي طائفة أو دين يطرح نفسه عراقيا منقذا للشعب من الديكتاتورية و ليس مجرد ممثل للطائفة .
ـ انهم ـ أي الائتلاف ـ يمتلكون المبادرة و القدرة على الفعل بحكم كونهم سلطة و يمتلكون جهاز الدولة و الاكثرية في المجلس النيابي و مجالس المحافظات و يستندون الى تحالف دولي واسع و يمتلكون موارد هائلة .
و لكنهم آثروا بدلا من ذلك ان يكونوا ضمن اطار الطائفة و ممثلين لها مدعين بشكل مقصود بأن صدام كان ضد الشيعة و الاكراد فقط رغم جميع الوقائع التاريخية . ( راجع ا لقسم الثالث )
الإئتلاف يدعم مساعي القاعدة
إرتاحت القاعدة و الصداميون الذين كانوا يسعون الى تخريب العملية السياسية لمثل هذا التقسيم إذ إن القاعدة بدورها كانت ترى أن العالم ينقسم الى مسلم و كافر و أدخلت الشيعة ضمن الكفرة بإعتبارهم روافضا أولا و داعمين للمشروع الامريكي ثانيا و هي التي بات من المعروف عنها انها تسعى مع بقايا البعث لاثارة حرب أهلية في العراق كوسيلة اعتبرتها وحيدة لوقف العملية السياسية و تخريب المشروع الامريكي و أدى الاحتقان الطائفي الذي عززته الانتخابات الى تحقيق اهداف القاعدة و الصداميين عن طريق تحشيد المجتمع في كانتونات طائفية ـ قومية و لكنه في الوقت نفسه حقق أهداف الداعين الى الانغلاق الطائفي من الشيعة ، فقد صرح رئيس الوزراء الحالي المالكي قبل أن يتولى رئاسة الوزارة أن العراق لا يحتاج سوى لاحزاب شيعية و سنية و كردية و لا داعي لوجود قوى سياسية اخرى ، أي نسف كل ما يدعو للوحدة !
و على الطرف الآخر كانت عمليات القاعدة الوحشية الموجهة ضد الشيعة تخدم غلاة الشيعة الداعين الى عزل الشيعة عن مجتمعاتهم و منعهم من الاندماج و قد أدت عمليات التفجير و القتل الوحشي الى حشد المزيد من الداعين الى انفصال الشيعة عن العراق على شكل فدرالية كخطوة أولى على الاقل باعتبارها الطريق الوحيد لتخليص الشيعة من الإضطهاد , و بهذا أدت عمليات القاعدة الى تعزيز الستراتيجية الايرانية التي تحاول أن تفصل الشيعة عن المجتمعات التي يعيشون فيها حتى لو كانوا أكثرية كما في العراق و أن تجعل من شيعة العالم كلها احتياطا ستراتيجيا لايران
الجعفري رئيسا للوزراء . شيعي أم عراقي ؟
كانت مرحلة تولي الجعفري رئاسة الوزراة ممثلا عن الائتلاف كارثية بكل المعايير ، فقد تولى الجعفري رئاسة الوزارة لعموم العراق ولكنه مارس مهامه كشيعي وليس كعراقي و كان حريصا على وحدة الائتلاف و لم يكن ، كما يفترض برئيس وزراء عراقي ، حريصا على وحدة الشعب العراقي ورعاية مصالحه ككل . لم يكن الجعفري ليخفي ذلك فقد صرح بعد فشله في مهامه و تنحيه عن رئاسة الوزارة بأنه عمل كل ما يستطيع من أجل و حدة الائتلاف . وفي ولايته جرى تكريس الطائفية بأوضح صورها مضافا اليها بلوغ المحسوبية و توضيف الاقارب من الجهلة ما فاق مثيله من توضيف أبناء العوجة من المغرقين في الجهل في زمن النظام السابق ، كما بلغ الفساد درجة لم يبلغها العراق في اكثر مراحله انحطاطا حيث بلغت السرقات المعلنة و المعروفة حد سرقة صادرات النفط و ناقلات بأكملها كانت من حصص المليشيات الشيعية في البصرة .
و لم يكن الجعفري ذا مصداقية ابدا في حل قضية كركوك مما اثار عليه حلفاءه من التحالف الكردستاني و كان مغرما بالتصريحات الرنانة الفارغة و المتناقضة جذريا مع أفعاله فقد صرح لصحيفة ديرشبيغل الألمانية أن قضية حجاب المرأة هو قضية شخصية و بعد ذلك باسبوع أمر مدير مكتبه جميع النساء العاملات في مكتب رئيس الوزراء بالتحجب أو ترك العمل في خطوة غير مسبوقة في التاريخ العراقي ، و تأسس في زمنه و ليس في زمن بريمرالتقسيم الفعلي للمناصب على أساس طائفي و تحولت الوزارات الى قلاع طائفية وحزبية و رفعت صورة المراجع الايرانيين في الدوائر بدلا من رئيس صورة رئيس الجمهورية او مسؤول عراقي كما هو متبع في بلد يدعي أنه ذو سيادة .
لقد اثبت مثال الجعفري أن ساسة الائتلاف لا يمكن ان يعيشوا خارج الطائفة بحكم التركيبة الفكرية للفكر الديني الشيعي نفسه الذي يخضع بشكل مطلق للمرجعية .
و على الجانب الآخر كان قصر النظر الذي طبع الموقف السياسي للقوى السياسية الدينية السنية ليس له نظير و وضعت أوساط من قادته الدينيين أنفسهم تحت تصرف الصداميين و القاعدة و شهد العراق استقطابا قوميا و طائفيا و كانت القوى الاساسية و لا تزال هي : التحالف الكردستاني ، الائتلاف الشيعي ، و القوى السنية و اصبحت القوى العلمانية و اليسارية التي تحاول ان تنأى بنفسها عن هذه التقسيمات ضعيفة جدا و تعرض مفهوم العراق كإطار لهجوم كاسح لصالح كيان كردستاني و كيان شيعي و جرت مساومة غير معلنة على هذا الاساس : اعطني و خذ ! . ولم تتحول النوايا الى واقع معلن الا بسبب اعتراض الولايات المتحدة التي رأت بأن تقسيم العراق المعلن و الصريح سوف ينسف مشروعها من أجل شرق اوسط جديد و يحول صدام حسين الى رمز لوحدة العراق .
محمد صالح مصطفى






#محمد_صالح_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائفيون بلبوس ماركسية القسم الرابع
- طائفيون بلبوس ماركسية القسم الثالث
- طائفيون بلبوس ماركسية القسم الثاني
- طائفيون بلبوس ماركسية
- مقدمات صعود الإسلام السياسي
- القضية الكردية و التحولات الحاسمة


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صالح مصطفى - طائفيون بلبوس ماركسية الجزء الخامس و الاخير