سلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:34
المحور:
حقوق الانسان
هاهو العمر يجرُ عربة أعوامه، عاماً إثر عام، بكل تفاصيل الأفراح والأحزان والأحلام والأماني...والمنفى المر. أعوام الطفولة بحلاوتها ، وأعوام الصبا بأحلامها ، وأعوام الشباب بأمانيها ، وأخيراً أعوام المنفى بأحزانها ...ليس هناك من فراغ في سلسلة الأعوام هذه ، ليس هناك من فاصلة بين أيامها ، ليس هناك من إستراحة للنظر إلى الوراء ، مرت مسرعة رغم التلكوء في أيامها، ورغم الاحباطات المتوالية . كأنَّ آلهة الزمن في شغل عما يجري.
هي لحظة تبدو غير محسوسة، بين أن تودع عاماً وتستقبل عاماً، ولكن ماذا أودع أنا ؟؟ وكيف لي أن استقبل، وكابوس الغربة يلقي بكيانه على كل موجودات حياتي، يمتص رحيق أيامي، يوما بعد يوم، ويشرب طعم الفرح منها، في هذه التي تبدو لحظة فاصلة ، يتمنى العراقيون أن يكون الاحتفال القادم في الوطن، وإذ يذكر الوطن، يتم تبادل القبل، فليس هناك من جامع للأمنيات، غير الوطن، وأذاك تبدأ الدموع، ويعود إلى الروح شريط الذكريات، بيتنا، احتفالنا بعيد الميلاد، طفولتي وذلك الجمع الجميل من الأقرباء، أحلامي التي تبخرت وضاعت مع دوران هذه العجلة التي تدعى الزمن، عائلتي، أبي الذي غادرنا ولم يعد إلى البيت بأمر السلطة، لا نعرف له قبرا ً، وليس هناك من شاهدة ، على الأقل يُدَون عليها اسمه ويوم استشهاده ، أخوتي كل في مكان، أوسطهم يقال انه ضاع في أقبية السلطة الحالية، ويبدو ذلك تكريما لاستشهاد أبيه!! ، أقربائنا، جيراننا، زميلاتي في المدرسة ، صديقاتي ، يبدو كل شيء احترق في هذا الذي يدعونه وطن ، وليس هناك من أمل غير وطن الغربة ، لأن الوطن أصبح وطنا للغربة ، ألبارحة بكيت من القلب ، وأنا أشاهد فلما عن عوائل عراقية ، تؤمن لقمة عيشها من أكوام القمامة ، يمر العيد عليها، وليس على شفاه أطفالهم من طعم للفرح، فليس هناك من يستطيع أن يشتري لهم ثياباً مثل بقية أطفال الكون .
هي لحظة تبدو غير محسوسة في حياتنا ،ولكنها تؤرخ لعام قادم ، ربما لا يختلف عن سابقه ألا في الزيادة برقم واحد .
فكل عام وأحزاني بخير
#سلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟