لوقت طويل كنت اظن ان لقب يسوع الناصرى يعود لمجيئه من مدينة الناصرة,على عادة ما نراه حولنا من نسب الناس الى المدن او المناطق التى جاؤوا منها ,فهناك عشرات العائلات التى يحمل اسمها العائلى الموقع الجغرافى التى جاءت منه,مثل عوائل المصرى الفيومى الشامى حجازى المغربى الدمنهورى ..
ثم جاء وقت عندما انصرفت لدراسة القصة المسيحية فى معرض دراستى لتاريخ الشرق الذى اتيت منه,فاستوقفتنى ملحوظة فى قاموس الكتاب المقدس فتحت شهيتى للغوص غوصا فى قضية المسيحية,يذكر قاموس الكتاب المقدس ان مدينة الناصرة التى تذكر لنا الاناجيل انها موطن يسوع المسيح لا يوجد ذكر لها على الأطلاق لا فى العهد القديم ولا فى كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودى ولا فى الوثائق المصرية القديمة او الأشورية اأو الحيثية ولا الأرامية والفينيقية السابقة للميلاد ..واول ماذكرت فى الأنجيل؟!!!(راجع قاموس الكتاب المقدس الناصرة) واقع الأمر توقفت حائرا ماذا كان يقصد متى اذا بقوله ان الطفل عمانوئيل/يسوع سيدعى ناصريا قاموس الكتاب المقدس قدم تفسيره للأمر الا وهو ان هذا اشارة الا ما جاء فى سفر اشعياء 11:1 من كون المسيا قضيبا ,بالعبرية نيصر لنجد انفسنا فى تناقض آخر تجرجرنا اليه رواية انجيل متى 1 : 8 التى تؤكد ان المولد سيدعى ناصريا بسبب سكناه الناصرة كما ورد فى كتابات الأنبياء السابقون بينما لا يوجد ذكر للناصرة المدينة على الأطلاق فى كتب اخرى بخلاف الأناجيل؟ مما دفعنا للتعامل بحذر شديد مع الروايات الأنجيلية .
موقفا أخر استوقفنا ونحن نتابع الرواية الأنجيلية ذكر متى لنا ان المولود سيدعى اسمه عمانوئيل متى 1 : 23 لنفاجأ بعد ذلك انهم غيروا رآيهم واسموه يسوع متى 1 : 25 الغريب فى الآمر ان الآسم يسوع ليس معروفا فى اوساط اليهود الذين تفترض الرواية الأنجيلية انه جاء منهم , ويفرد متى ولوقا صفحة لتعضيد نسبه اليهودى حتى ادم ؟..
من رجوعنا للمصادر المتوفرة قاموس الكتاب المقدس والكتاب المقدس المرجعى,نكتشف ان اسمه ليس يسوع ولكن يشوع وهو اسم مستعمل بكثرة فى اوساط اليهود لنقف ونتسأل لماذا اختار مترجمى الكتاب المقدس ان يترجموا اسمه بهذا الشكل, فيتحول فى القبطية واليونانية الى ايسوس ومنهما الى الأنجليزية ليكون جيسيس ( jesus ) ..
ثم حاولنا ان نبحث عن مصادر تاريخية باى شكل تقدم لنا بصيصا من الضوء حول هذه الشخصية التى يتعبد لها قطاع هائل من سكان الكوكب الأرضى, فوجدنا فى الأدبيات المسيحية مقتطفات من من كتابات يوسيفوس اليهودى لنكتشف بعد ذلك انها منحولة,ثم رسالة من بيلاطس البنطى لنكتشف انها رسلة منحولة ايضا, فتوقفت مندهشا انه لا توجد وثيقة تاريخية واحدة تدعم الرواية الأنجيلية بأى شكل من الأشكال ؟
واقع الآمر لم اجد بدا من الرجوع الى الواقع الدينى لهذه المنطقة من العالم فى الفترة التاريخية المسمى بالقرن الميلادى الأول,لعلى اجد اى أضاءة تعيننى على استجلاء غوامض الآمر,هذه العودة ارجعنتنى لقصة الميلاد فى الأنجيل ليس ميلاد عمانوئيل/يسوع بل ميلاد شخصية أخرى بارزة ..يوحنا والمثير هنا اننى وجدت اشارات تاريخية صائبة خول شخصية يوحنا فى كتابات يوسيفيوس الذى ذكر ايضا ما حدث بينه وبين ا لملك هيرودس,
لكننا نكتشف وجه آخر ليوحنا غير الوجه الذى يقدمه الأنجيل,فلم يكن الرجل شخصية ثانوية بل كان شخصية مهابة وذات حضور جماهيرى كاسح واعداد هائلة من الأتباع من كافة الخلفيات,هذا الحضور الكثيف الذى يؤهله لمناطحة راس السلطة ويدينه على الملأ..المثير هنا انه كان يقبل الأتباع الجدد بممارسة طقس المعمودية الأغتسال فى النهر .
عودة آخرى لقصة ميلاده الأنجيلية التى تفترض له نسبا يهوديا قحا, قصة النسب اليهودى هذه تدخل فى جدل عميق مع التاريخ اليهودى وكتابات الرباببنة التى لا تذكر شيئا عنه باعتباره نبى أو معلم يهودى,لقد قلنا سابقا أن الروايات الأنجيلية ينبغى تناولها بحذر.
الأتباع الذين ظلوا على ولائهم له المندائيين أو بالتعبير القرآنى الصابئة ,ينفون اى صلة له على الأطلاق بالديانة اليهودية من قريب أو بعيد,ولعل ابسط دليل على صدق كلامهم انهم لا يمارسون طقس الختان,وعندهم كتاب مقدس مختلف (كنزا ربى (
الحركة التى كان يقودها يوحنا عرفت بممارسة طقس المعمودية للتائبين, وهو آمر غير معروف فى الحركات النهضوية الدينية اليهودية..
الشىء الذى يبعث على الأثارة ان أحد الباحثين المندائيين/الصابئة , وهو السيد سليم برينجى عتيقى كتابه الصابئة المندائون ص 7و 11,23 يذكر ان الصابئة يرون ان اصولهم الدينية والعرقية مصرية !!
البحث عن الناصري
كانت الفترة حوالى القرن الأول الميلادى,فترة مزدحمة بتيارات متعددة سياسية كانت ام دينية, انتشرت فيها اعداد لا يستهان بها من الطوائف والفرق والنحل, التيارات الغنوصية والمعرفية ذات الجذور المصرية,أوالمختلطة بعقائد مصرية كانت هى صاحبت اليد الطولى كما نستتنج من كتابات الباحثين الذين تناولوا هذه الفترة,حتى اتينا على أكتشاف ذا قيمة هائلة الا وجود شيعة طائفة باسم الناصريين كانت تتمركز بالقرب من نهر الأردن وتعد من الفرق الآسينية ,وهى الطائفة التى تبين لنا ان يوحنا /يحى المعمدان كان منتسبا اليها وقادها فى مرخلة لاحقة.
المدهش فى الآمر ان كلمة ناصري لا تعنى انتماء لموقع جغرافي ولا تعنى مرذولا او محتقرا,الكلمة كما بينها عدد كبير من الباحثين , تعنى فى اللغة الآكدية اللغة المستعملة فى اوساط المندائين الصابئة,حارس الدين,واللغة الآكدية كما يبين قاموس الكتاب المقدس,هى لغة سامية شنعارية تنتمى لنفس العائلة اللغوية الى اتت منها العبرية.والعربية ..القاموس ص 97 . وناصرى او ناصورا رتبة كهنوتية لدى طائفة المندائئين الناصريين, ويقول القاموس ان يسوع كان يتكلم الآراميةص122 ويوضح لنا فى ص44 ان الأرامية كانت تنقسم لعدة لهجات منها الارامية الشرقية التى يتحدث بها المندائيين الصابئة.
اذا استنتاجنا هو لقب الناصرى كان لقب دينى وطائفة الناصريين التى يتحدث عنها سفر الأعمال والتى تذكرها للبحوث التاريخية واللاهوتية هى طائفة حراس الدين,او حراس الحقيقة,فاذا ما ادركنا ان كلمة منداء تتعنى معرفة كما يذكر لنا دروير فى كتابه المندائيين ويوضح لنا الأصل الغنوصى للجماعة. استقامت الصورة فى اعيننا فنحن اما تيار دينى صوفى غنوصى ,ذو علاقة شائكةباليهودية والسلطات الحاكمة,وهذا يبين لنا سر العداء الشديد الذى يذكره الأنجيل الموجهه ضد الطائفة.
لكننا نأتى هنا فى مواجهة شائكة مع الرواية الأنجيلية,التى تقدم لنا نسب يوحنا اليهودى بينما ينفى اتباعه المتبقيين اى ارتباط لهم من قريب او بعيد بالديانة اليهودية, ويرجعون بنسبهم الروحى والجسدى الى تعاليم المعابد المصرية.. اذا كان كلامهم صحيح فماذا أخرجهم من بلادهم ؟
مراجع انجليزية
The hiram key by Christopher knight & Robert Lomas
The Templar Revelation by Lnn Picknett &clive Prince
Mandaeans by E.s.Drower
مراجع عربية
الكتاب المقدس
القرآن
قاموس الكتاب المقدس
الكتاب المقدس الأورشليمى المرجعى
كتاباب للدكتور نورى المرادى خول التاريخ والفكر المندائى
مواقع ذات ارتباط بالموضوع
http://www.essens.crosswinds.net/
http://www.mystae.com/
www.farvardyn.com/mandaean.htm
http://www.mandaeans.org/