هل يحق لمجلس الشيوخ الامريكي ان يصدر قرار بتقسيم العراق!!!

خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 01:15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

اصبح الرئيس بوش العدو الاول للعراق كدولة.. والعراقيون تراكمت عندهم جرائم الرئيس بوش وجنوده المحتلة والعراقيون ايضا يعرفون ان هذا القرار هو قرار ملزم لمن اصدره وليس على العراق وليس له اثر ايضا على الرأي العام الاقليمي والدولي.. رغم اعتقادي ان فكرة التقسيم هي من الافكار الامريكية جاءت بطروحات هنري كسنجر وديك تشيني وانها احد محفزات الاحتلال بجانب النفط وخارطة جديدة للشرق الاوسط.. وجعل اسرائيل محور هذا الوضع الجديد كدولة قوية تتحكم بالاقتصاد والقرارات المهمة.
من غير المعقول ان لا تهتم الادارة الامريكية حين اصدرت هذا القرار بالتقسيم على دولة مثل العراق والعراق عضو في منظمة يخضع لنظام الامم المتحدة، ان امريكا لم تراعي اتفاقيات جنيف خاصة الرابعة لسنة 1949 واهدرت كل المواد المتعلقة بسيادة الدول حتى لو كانت محتلة فدفعت جنودها ليمرغلوا كرامة وسيادة العراق باحذيتهم وزادتها بشراسة افراد شركات الامن مثل شركة بلاك ووتر .
فهذا الاستهتار القانوني ينقض كل القوانين والدساتير التي درجت الحضارات رسمها وتشريعها من ايام السومريون (حمورابي) حتى اليوم .. كل هذا التوارث القانوني الحضاري يريد مجلس الشيوخ الامريكي اهماله بقراره اللاقانوني بتقسيم دولة اخرى لازال كيان وجودها مصان من الهيئة الدولية.. وان مثل هذه اللعبة التي وزعت ادوارها بين القصر الابيض ومجلس الشيوخ سوف لا يلقي قبولا لا في العراق فقط بل على النطاق العربي والاوربي وحتى في الولايات المتحدة الامريكية والايام بيننا.
ان الايام القادمة ستثبت ان سياسة بوش هي سياسة خاطئة لم ترسم بدقة وكان تنفيذها استفزازاً للشعب العراقي والعربي والاقليمي والدولي هذا الذي اكدته الايام بنتائج واضحة ومعلنة التناقضات التي تمر على العراق بحالته الكارثية البائسة.
وسؤالنا انه هل تستطيع امريكا ان تواجه هذه السياسة وهي تواجه ضغطا عالمياً وداخلياً ورفضا قاطعاً من الشعب العراقي الذي وصل بجدارة الى مرحلة يصعب على الاحتلال ان يبذر سموم بذور الطائفية بين فئاته وطبقاته والى الان العراق متماسك في وحدته الاجتماعية رغم مرور خمس سنوات ورغم صرف المليارات وتشريد الملايين العراقيين في خارج العراق بالاضافة الى المليون ونصف شهيد الذي قدمة العراق ،كل هذه العوامل مااستطاعت ان تفرق العائلة العراقية عن تلاحمها والعشيرة العراقية عن تماسكها والشعب العراقي بالتمسك بصلابة عوده.. ونكرر اخيرا ان الامريكان فاشلون في خطتهم ولن ينالوا من العراق الا الهزيمة والفشل والعار.

#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات