أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 06:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين القرآن الكريم ( كتاب الله, الشرعة , الهدى , النور أو الذكر )
والفرقان الكريم ( سُنة الله, المنهاج أو البيان أو الحكمة أو الميزان أو النذير) في الرسالات السماوية
يعتقد الكثيرون إن الفرقان الكريم .. هو القرآن الكريم نفسه ... وهذا إعتقاد خاطئ
فأصل الفرقان الكريم وتعريفها يقع تحت كل المسميات لبيان وتفسير ومنهاج الرسالات السماوية والسُنن الإلهية, المُنزلة من السماء إلى الأرض لتُبلغ من خلال الرُسُل والأنبياء جميعهم إلى خلق الله جل جلاله فى السماوات والأرض ... وتأتي جميع المسميات الإلهية والربانية في القرآن الكريم بمسميات كثيرة ( كالبينات – كما أنزلها الله جل جلاله على رسوله ونبيه عيسى ( عليه الصلاة والسلام ) - أو سُنة الله والنذير والزُبُر ( الزبور الذي نزل على نبيه داؤود ( عليه الصلاة والسلام ) - والحكمة والميزان ) .
فهذا الفرقان والذى يفرق بالبينات بين الحق والباطل والهدى والظلال والخير والشر والإنسان والحيوان وبين الإيمان والكفر وبين الأعمى والبصير والظلمات والنور والحلال والحرام , كسُنن وأحكام وتفسير وفتاوى ربانية من السماء إلى الأرض ... بالوحي من عند الله جل جلاله إلى رُسله وأنبياءه جميعهم ( صلوات الله عليهم ), وهي البينات والتوضيحات والنذير والبشير والهدى لآيات الذكر والقرآن الكريم .
وهي بالضرورة تتوافق ولا تتعارض وتبيَن بالتوضيح والتيسير فيما جاء في المسميات للرسالات والشرائع والكُتُب السماوية ( كمسيات التوراة الكريم والإنجيل الكريم والقرآن الكريم, الهدى, الشرعة, النور, الذكر )...
والتسمية للرسالة السماوية ... هو الجامع والشامل للكُتب السماوية مع بيان الكُتب السماوية ليشمل رسالة الله جل جلاله من السماء إلى الأرض ... ولتبليغها عن طريق رُسله وأنبياءه من الملائكة والناس.
لقوله تعالى :
الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {4} الرحمن
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ {4} آل عمران
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} النحل
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} البقرة
والآيات الدالة على سُنن الله جل جلاله ( الفرقان الكريم ) بيَنة في كتاب الله جل جلاله وتتوافق مع آيات (القرآن الكريم) , وكلها أنزلت على الرسول بالوحي وقيلت عنه ... بصيغة أوامر من عند الله تبدأ في الغالب بالأمر الإلهي ( قُل ) :
كقوله تعالى :قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {94} البقرة
قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97} البقرة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {189} البقرة
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {215} البقرة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ {219}
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {220} البقرة
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {222} البقرة
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} آل عمران
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {64} آل عمران
قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} آل عمران
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {76}
قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {100} المائدة
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110} الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً {105} فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً {106} لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً {107} طه
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {189}البقرة
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} الفرقان
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ {4} الإخلاص
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ {2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {5} الفلق
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6} الناس
هذا بالإضافة , ما وردت تلك الأحكام والسُنن والآيات والفتاوى والحُجج الإلهية البيانية في باقي سوَر القرآن الكريم , وكلها أوامر من الله جل جلاله وبينات وفي أغلبها تبدأ بكلمة ( قُل ) ويليها أوامر الله جل جلاله ونواهيه إلى خلقه في السماوات والأرض ... وكلها مُبينة وموضحة ولاتتناقض ولاتتعارض مع روح ومضمون وجوهر الذكر والقرآن الكريم ... كرسالة سماوية تظل المعجزة المكتوبة المقروءة , والتى لا تتغير ولا تتبدل مع تغير الزمان وتبدُل المكان إلى أن تقوم الساعة ( بإذن الله ), ويأتى بداخلها الفرقان الكريم (سُنة الله , البيان , الحكمة), فيما يفقهه الخلق وأولوا الألباب وما ينفعهم ومايضرهم, وليعلموه للناس كمرجعية إسلامية ثابتة, لا تتغير ولا تتبدل مع تغُير الزمان وتبدُل المكان إلى أن تقوم الساعة ( بإذن الله ) .
فجميع سُنن العبادة والتوحيد والإيمان وأركانه فيما يخص العبادات والإستعانة والتوكل على الله جل جلاله وحده لا شريك له بالغيب كما جاء سلفا على ملة أبينا إبراهيم ( صلوات الله عليه ), والإيمان بملائكة الله والرُسُل من الملائكة إلى الأرض, وكيفية التصديق باللسان والقلب لذلك الإيمان, وكل المعاملات والطاعات والسلوكات الواجب توفرها بالمسلم المؤمن , والإيمان بالكتب السماوية جميعها دونما إستثناء أو إقصاء أو إنكار أو تكفير أو إكراه بالدين , وكذا كل الطاعات الواجب إتباعها بالإيمان بالرُسُل والأنبياء جميعهم دون تفريق أو مفاضلة بينهم , ولأن الذى يفاضل بين الرسُل والأنبياء وعباده الصالحين هو من حق الله وحده , ونهانا من خلال كتاب الله ( القرآن الكريم ) بضرورة عدم التفريق أو المفاضلة بين الرسُل والأنبياء جميعهم وتلك حدود الله فلا تقربوها , والإيمان بالغيب واليوم الآخر والقضاء والقدَر ( خيره وشره ) , والإنفاق فى سبيل الله جل جلاله وعمارة مساجد الله للعبادات لله وحده لا شريك له... الخ
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) النساء
بالإضافة إلى الصلوات وكيفية تلكم الصلوات وإقام الصلاة , والسُنن والشرائع المنظمة للزكاة فى الأرض والمستحقين لها , وكيفية الصوم والسُنن الربانية الواجب إتباعها , وكيف تتم مناسك الحج والعمرة وكل السُنن السماوية الواجب إتباعها من قبل الحجاج ليؤدوا مناسك حجهم والضوابط والقوانين المنظمة لها , وكلها على ملة أبينا إبراهيم هو الذي سمانا بالمسلمين من قبل... والتي جاءت عن طريق رُسُل الله وأنبياءه جميعهم والذين هم أسوتنا الحسنة , بتعليمنا لكل تلك الأركان المطلوب توافرها بالمسلم.
بالإضافة إلى جميع القوانين والضوابط والأنظمة والعقود والعهود التى شرعها الله جل جلاله لنا فى الأرض لنتبعها ولا نتبع خطوات الشيطان وإنه لنا عدوٌ مبين ...الخ من سُنن الله جل جلاله فى الأرض .
إن جميع سُنن الله جل جلاله والمنزلة بالوحى إلى رسُله وأنبيائه جميعا , هى ما تعرف فى كتاب الله ( القرآن الكريم ) تُعرف بالفرقان الكريم ...
يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) النساء
ويسمى بالفرقان, وهو للتفريق فى المعاملات وبالأحكام والفتاوى والقوانين الربانية إلى البشر, للتفريق بين الهدى والظلال والحق والباطل والحلال والحرام والنور والظلام والإنسان والحيوان .. وغيرها من السنن الربانية الواجب إتباعها من الخلق, والتى اُنزلت بالوحى من الله جل جلاله إلى رسله وأنبياءة جميعا أثناء تبليغهم لرسالات ربهم وهم أحياء يُرزقون !!! ( وينقطع الوحي بعد موتهم ) ... ولا يحق لأحد أن يقولهم بعد موتهم لأن ذلك يدعوا إلى الإشراك مع الله جل جلاله أقوال بشرية بلسان الرُسُل ؟؟؟ تتناقض كليا مع الإسلام لوجه الله جل جلاله وماأُنزل بالوحي على الرُسُل والأنبياء من رسالات سماوية ... وضرورة أن يستعين المؤمن بالدعاء والإستغفار وقراءة ايات الله جل جلاله ( القرآن الكريم ) , ولينجوا الإنسان بروحه وبدنه من عذاب النار .. ولايتبع الطاغوت إبليس من شياطين الجن والإنس .
إن روح وجوهر ومضمون الفرقان الكريم هى بالأصل من روح وجوهر ومضمون الكتب السماوية ( التوراة الكريم والإنجيل الكريم والزبور الكريم والقرآن الكريم ) والمنزلة كذلك بالوحى من الله جل جلاله على رسله وأنبياءه المُكرمين جميعا ... لتكون سُنن وحُجج الله جل جلاله فى الأرض .
يُخطئ الكثيرون اليوم بالقول : سُنة سيدنا موسى !!! أو سُنة سيدنا المسيح عيسى !!! أو سُنة سيدنا داؤود !!! أو سُنة سيدنا محمد !!! أو سُنة سيدنل جبريل!!! أو سُنة سيدنا ميكائيل !!! أو سُنة النبى فُلان !!! أو سنة الخلفاء الراشدين ؟؟؟
فكل الذين ينسبون القرآن الكريم أو الفرقان الكريم إلى بشر من الذين خلق الله هم لا شك جاهلون !!! أو العدوان على رسُل الله بعد موتهم وإنقطاع الوحي عنهم, وإشراكهم مع الله جل جلاله .. وتقويلهم بما لم ينزل الله به من سلطان !!!
والأصل فيها هو :
( إنَ لله وإنا إليه راجعون ) ... وكلٌ من عند الله جل جلاله ... وليس لله كفوا أحد
إن الفرق بين القرآن الكريم ( ككتاب سماوي يظل كأصل للهدى والنور والذكر والتشريعات الإلهية الربانية للعالمين من الجن والإنس إلى أن تقوم الساعة بإذن الله جل جلاله ) وبين الفرقان الكريم ( كسنن إلهية ربانية تظل كأصل للمعاملات والأحكام والبيان والفتاوى والسُنن للعالمين جميعا من الجن والإنس إلى أن تقوم الساعة بإذن الله جل جلاله ) , هو إن جميع الرسل والأنبياء ( صلى الله عليهم وسلم ) والذى وصفهم الله جل جلاله بأُلوا العلم والعزم ... قد علموا الناس مكارم الأخلاق , وبلغوا رسالات ربهم الأعلى خير تبليغ , وأدوا أماناتهم خير أداء , ونصحوا أممهم خير النُصح , وكشفوا عن اُممهم كل البلاء وجاهدوا فى الله حق جهاده , وماتوا وهم مسلمين مؤمنين أخلصوا وجوههم لله وحده لا شريك له تشريعا ولا ولد .... ولم يخلفوا من بعدهم ( بعد أن أماتهم الله جل جلاله ) شيئ كتبوه أو أسنوه بأيديهم ...
بل تركوا من بعدهم رسالات الله السماوية الكريمة كأمانة , ليرجع إليها الناس كأصل لكل التشريعات السماوية إلى معشر الجن والإنس في أرض الله الواسعه . وبداخلها وبروحها وفى جوهرها ومضمونها يأتى الفرقان الكريم ( سُنن الله جل جلاله ) .
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟