أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - ابعاد الهويه واشكالاتها














المزيد.....

ابعاد الهويه واشكالاتها


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1)
الهوية طبقات وليست طبقة واحدة ، وحدها الظروف التي تفرض أولوية طبقة على أخرى . قد تكون الهوية الاثنيه هي الأولى في ظروف تنازع الأثنيات وتقاتلها . وقد تطفح الهوية الدينية لتحتل الصدارة مع بداية تشكل الدولة الدينية وغياب المواطنة وقد تأتي الهوية القومية مع ظهور الدولة - الأمة لتعتمد البعد الثقافي لتتجاوز بذلك الهوية الاثنيه والدينية ولكنها لا تتجاوز سلبيات ذلك إلا فيما نذر .
هذه الطبقات في أحسن حالاتها تكون ثنائية بمعنى أما أثنيه تقابل أثنيات أو دينية مقابل أديان أخرى أو قومية في مقابل قوميات أخرى . لكنها قد تحمل بذور صدامها مع أجزاءها بدرجة أكبر من صدامها مع الأخر المقابل أو المضاد . فيصبح واقع التجزئة الصغرى هو الفتنه الكبرى التي منها يفر الجميع. في أثناء الحروب والأزمات الأهلية يجرى البحث عن أجزاء الهوية وتتصدر هذه الأجزاء الأولوية على غيرها ، وينقلب بالتالي الجزء على الكل فلا يجرى البحث عن المسلم مثلاً ولكن من أي طائفة هو ولا عن الاثنيه ولكن الى أي قبيلة ينتمىولا عن المواطن ولكن من أي منطقـــــــــــة ( جهويه ) يتحدر . وحدها الدولة المتخلفة التي تجزأ إنسانها بحيث يمكن أعادته الى صلصاله الأول ولا تعترف بنموه ولا بمدنية القوانين ، فالإنسان فيها محكوم بتراتبية سابقة عليه لا يملك معها حولاً ولاقوه فعليه فقط أن يجاريها فالأمير أميًر والخفير خفير .

(2)
الخوف من غياب الهوية ليس خوفاً مدنيا وأنما خوفاً أولياً يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات ، الانقراض خوفاً يهدد الجميع ذهاب الهوية في أبعاده انقراض بلا موت . لماذا تحافظ المدن القديمة على شكلها وطابعها منذ قرون ؟ لماذا يتوافد أهل المدن الحديثة لزيارة المتاحف والقصور والمدن والأزقة القديمة بأعدادهم الهائلة ؟ للتاريخ عبقه ورائحته والإنسان كائن تاريخي يستمد بقاؤه أولاً من حكايات التاريخ السابق عليه . المواطن الامريكي أو الاسترالي عندما تسأله يذكرك بأصله ومن أين جاء ولا يكتفي بكونه أمريكياً أو أسترالياً الهوية دائماً في الذاكرة . ولكن هناك فرق بين الهوية كمعول للقتل وبين الهوية كمرتكز للحياة . والهوية في عالمنا المتخلف أحياناً قاتله والجميع قد يعمل على إخفاءها وأن كان ليس كل الوقت ولكن لا يضمن أحد أن يأتي وقت لا يتحتم ذلك . انتشار النفاق أذاً في عالمنا ليس عملاً اعتباطياً ولكنه عملاً براجماتياً ونوع من أنواع تلون الحرباء وتغير لونها لكي تتأقلم مع الطبيعة التي تسكنها .
عندما ترتبط الهوية بإبعاد دينية تصبح بالتالي هذه الأبعاد هي المحرك لها عبر ا لتاريخ و تصبح درجة ما وصل إليه الدين من فهم حقيقي في نفوس أصحابه المؤمل الوحيد للتعامل معها . فإذا كان هذا الفهم إقصائياً كشعب الله المختار والفرقة الناجية أصبحت الهوية تتطلع الى بؤر محرقيه في الماضي تعمل على أعادتها فيصبح بالتالي المجتمع في أبعد حالاته عن الاتجاه نحو النضج والديمقراطية . بذور الشك تنتشر في جميع أرجاء مجتمع الهويات المجزاة وخطوط كثيرة وهمية قد تؤطر علاقات أصحابه وتفصلهم عن بعضهم البعض وتجعل من مفهوم الفتنة مرتعاً تحوم على أطرافه الأمة توشك أن تقع فيه مع أنه ليس قدراً مكتوباً عليها .
(3)
عندما نتناول هوياتنا الجزئية ونقاتل من أجلها ، ننسى أن الهوية الإنسانية هي المخاطبة إلهيا حتى عبر هويات اصحاب كل دين على حده . فلا يذكر كتاب ديني هوية أصحابه إلا من خلال ربطها بالأبعاد الإنسانية مثل الخيرية وشروط تحققها فيهم . التكنولوجيا وحدها بصفتها الصماء اليوم تسعى لخلق هوية الإنسان العالمي الذى يتعامل مع معطياتها دون شروط مسبقة فلا تجعل للدين وزناً ولا للطائفة مقاماً ولكن أصحابها وملاكها في نفس الوقت منحازون للهوية بشكل طاغ فيما يتعلق باكتمال نمو وعقلانية من يستحق حيازتها . من تتصدر الهويات الدينية والطائفية والقومية أو الاثنيه جداول أعمالهم لا يستحقون حيازتها حتي يكتمل نموهم ويرتفع عن ذلك . أعينهم اليوم على باكستان وسلاحها النووي فالهويات الناقصة تقترب من اقتناصها وتهديد العالم بها واعينهم كذلك على إيران في محاولة لاقصائهاعن التمكن من الحصول على التكنولوجيا النووية وإلباسها الثوب الديني الطائفي لتحملها صواريخ الحسين وفجر وغيرهما . عالمنا بحر من الهويات المتلاطمة ولكل حقبه زمنية هويتها الخاصة بها . المهزوم دائماً مهزوز الهوية ينزع بالتالي الىالهويات الأولى ليختفي بين جنباتها . لحظات القوة في تاريخنا قليلة لكنها خصبة يانعة سمت بالهوية بعيداً عن أزقتها الضيقة الى رحاب أوسع ففي لحظة تاريخية مليئة بالقوة أصبح عنترة بين شداد " العبد " رمز القوة والتضحية وفي مراحل لاحقه أصبح سلمان" الفارسي" من آل البيت وصهيب" الرومي" صحابياً جليلاً وقبلهم السموأل "اليهودي" شاعر الحكمة . ثمة علاقة وارتباط بين الهوية والقوة فالهوية في تجلياتها الإنسانية الكبرى قوة ، والقوة عند امتلاكها تصبح هوية تفرض نفسها وإن كان بها خصاصة .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتورة الفوات التاريخى
- فخ الديمقراطيه صندوق الانتخابات وغزو الدهماء
- لما ذا يعجز الطرح الايديولوجى عن انقاذ الامه؟
- الطبقه الوسطى فى الخليج وظاهرو التضخم
- الوعى الحقيقى والوعى الزائف
- قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه
- الوعى الزائف لجيل الامس
- انسان الخليج النفطى
- الاصطفاف خلف صنمية النص
- تناقض سافر:شكل الدوله الحديث ونمط العلاقات المتخلف
- دولة الرفاه وروشتتها السحريه
- روح المجتمع خط الدفاع الاخير
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى
- ازمة الطبقه الوسطى فى دول الخليج
- الحياه تبدا بعد السلطه
- أمم هاربة .الاستحقاق الحضاري….. وهروب الأمم
- الحاجه الى انسنة العلاقات
- وعى الهزيمه وهزيمة الوعى
- شاعر المليون ووهم اللغه
- قضايا المواطن عندما يعبر عنها بما يشبه النباح


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - ابعاد الهويه واشكالاتها