أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - مرغم اخاك لا بطل














المزيد.....

مرغم اخاك لا بطل


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 662 - 2003 / 11 / 24 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أعلن ارييل شارون  رئيس الوزراء الاسرائيلي، أنه ينوي  الاعلان في وقت قريب عن سلسلة خطوات إيجابية في التعامل مع الفلسطينيين قد تصل الى الانسحاب من المدن الفلسطينية، وأنه يريد ان ينفذ هذه الخطوات من طرف واحد، وليس ضمن اتفاق لوقف اطلاق النار.
تشير كل المؤشرات على الأرض إلى أن شارون مجبر رغم أنفه، على إحداث انعطاف ما في سياسته،  ويحاول ان يترك الباب مفتوحاً للهرب من مستلزمات وقف اطلاق النار عندما تتهيأ له الفرصة لذلك، وليس ما أعلنه سوى محاولة لللإلتفاف على ما تشهدة الساحة السياسية من تحركات وتغيرات، وعلى قرار مجلس الامن الدولي، الذي اعتمد  بالاجماع  خطة "خارطة الطريق،  كأساس لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.
وقد رأت مصادر سياسية اسرائيلية ان شارون يهدف من مخططه هذا إلى التغلب على موجة الاستياء  المتعاظمة داخل المجتمع الاسرائيلي ضد سياساته المتشددة.
والمعروف أن حكومة شارون تتعرض لضغوط  داخلية جمة، لاسيما  بعد انتقادات رئيس اركان جيشه موشيه يعلون،  للسياسة التي تتبعها الحكومة في الاراضي الفلسطينية، ومطالبته بإعطاء المجال لحكومة "ابو علاء"، حتى لا تلقى مصير حكومة سلفه محمود عباس "ابو مازن".
وهكذا فأن شارون مرغم  على هذا التغيير، وليس قادراً على تبنيه حتى لو أراد ذلك، فتركيبة حزبه "الليكود"، الذي تؤيد غالبيته الإستمرار في سياسة البطش والإستيطان، وكذا تركيبة حكومته،  حيث يتحالف مع غلاة المتطرفين اليهود، تصعب عليه الأمر وتجعله شبه مستحيل.
ثمة عوامل أخرى  كثيرة ضاغطة على شارون رجحت الكفة لصالح عمل شيء ما. فرفض  تنفيذ الأوامر العسكرية بالبطش في الفلسطينيين، داخل الجيش الاسرائيلي  أصبح ظاهرةً تخترق كل الالوية والوحدات. كما أن خروج أنصار السلام الاسرائيليين الى الشوارع، واستقطاب نشاطاتهم لقوى كثيرة، وانطلاق مبادرة اتفاق جنيف، والتي قوضت مزاعم شارون بأنه لا توجد قيادة فلسطينية يمكن ان تكون شريكة في مسيرة السلام، وإذا ما أضفنا اليها تصريحات اربعة رؤساء سابقين لجهاز المخابرات العامة "الشاباك" في اسرائيل، واتهامهم الحكومة بادارة سياسة مدمرة، فمن الطبيعي ودون أدنى شك، أن ترغم كل هذه المظاهر شارون على التحرك وإحداث تغيير ما. فقد سئم  الجمهور الاسرائيلي الوضع الذي حشر فيه بسبب سياسة شارون، إذ يشعر الناس بأنهم يعيشون في جهنم ويطالبون بالتغيير، ولا يجد شارون وسيلةً للرد عليها سوى بالخداع.
يسعى شارون إلى أن تكون اجراءاته القادمة كبيرة الأصداء، ولكن قليلة الفعل على الارض، فهو سيعلن عنها بشكل درامي،  لكنه سينفذها وفق محاذير وقيود وشروط. وقد  ينسحب من طرف واحد، ولكن بالتدريج، ومن دون اتفاق، حتى يضمن لنفسه سبيلاً للتراجع عندما تتوفر لديه  حجة عملية قوية، يبرر بها هذا التراجع.
تحدت " كتلة السلام الإسرائيلية – غوش هشالوم" شارون وطالبته باجراء لقاء مع ياسر عرفات،  الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني، اذا كانت نيته صادقة في إحياء عملية السلام. وشككت الكتلة في ان يكون شارون صادقاً. فإصراره على تجاهل عرفات إنما يدل ليس فقط على حقد شخصي على عرفات، بل هو تأكيد على أنه ليس لديه ما يقترحه بشكل جاد.. لا لعرفات  ولأبو علاء، ولا حتى للشعب في اسرائيل".
ينقسم الجمهور الإسرائيلي بشدة في خياراته للخروج من الوضع الراهن بين حكومة وحدة وطنية وانتخابات جديدة واستمرار الوضع القائم. ولعل نتائج  استطلاعات  الرأي العام الأخيرة ، والتي أظهرت أن هناك نسبة عالية من الجمهور غير راضية عن أداء رئيس الوزراء أريئيل شارون، يمكن أن تنم عن حقيقة الأزمة التي تسود الساحة السياسية في إسرائيل.
لقد نجح شارون طوال أشهر كثيرة في تضليل جمهور ضخم، ذلك الجمهور الذي انتخبه على خلفية الاعتقاد بأنه قادر على الحسم من دون حسابات. فهو شارون الذي استطاع خلال السنين تطوير قدراته الخداعية إلى درجة الاحتراف،  ووصل إلى رئاسة الحكومة وهو في صورة شارون المحّسن: شخص يقلل من الثرثرة، ويقلل من الظهور، ويعرف كيف يمنح كل واحد الشعور بأن احتياجاته ستلبى.
لكن شارون لم يوفر  البضاعة المطلوبة منه، وليس قادراً على توفيرها حتى في المستقبل. وأصبح يسود الشارع الإسرائيلي اعتقاد بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود،  ومشاعر عدم وجود مخرج، والمراوحة في المكان، توصله إلى الاستنتاج بأن شارون قد فشل.
ويحاول  شارونفي هذه الأثناء نشر جو طبيعي، رغم وجود أكثر من سبب لشعوره بالقلق. إلا أنه آخذ في الاهتراء، ومكانته الجماهيرية في الحضيض، وهو أيضا -كما الجمهور الإسرائيلي- لا يعرف إلى أين المسير. فهو يعرف أن أكبر عدو للقائد هو تعابير وجهه، وقد خانته تعابير وجهه بسبب خشيته على مصيره السياسي، بسبب تحقيقات الشرطة معه، ومشاعر الطريق المسدود. فمن الضروري بمكان أن  يعصر فكره لإيجاد وسيلة للخلاص من هذا الشرك، والخروج من الطريق المسدود وتحطيم الجمود.
الأحد 23 تشرين ثان/ نوفمبر 2003
* [email protected]



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تياران متنازعان يحكمان اسرائيل
- ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم
- تصريحات يعلون بداية الانقسام في القيادة الحالية لإسرائيل
- زفاف علي
- لمصلحة من -الفيتو-؟
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - مرغم اخاك لا بطل