مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!

حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 01:51
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

فاجئني صغيري الذي يبلغ من العمر ستة اعوام بأنه تعرض للضرب من قبل احد المعلمين في مدرسة (.....) الابتدائية بعد ان شاهده هذا المعلم وهو يرد (بعفوية وبراءة) على اعتداء قام به احد زملائه في الفصل ، ولم يكلف المعلم خاطره بتبين حقيقة الأمر ولا بمحاسبة المعتدي بل انهال على صغيري بالضرب ...
وقد تعرض الصغير لأذى نفسي كبير .. ليس بسبب قساوة العقوبة فحسب انما لشعوره باهانة لم يسبق له ان تلقاها طوال عمره الوردي وارتفعت حرارته بشكل مخيف واضطررت الى الاستعانة باخصائي لمعالجته ورفض الذهاب الى المدرسة مرة ثانية (وهو المتفوق على جميع اقرانه) .. ترى هل يفهم هذا المعلم (الانسان!!) الضرر النفسي الذي سببه لولدي ؟! وهل يعلم بأن صغيري لن ينسى هذا الموقف على مدى سنوات طويلة ؟ وهل تدرك وزارة التربية والتعليم مدى الأذى النفسي والجسماني الذي يتعرض له الكثير من الطلبة في المدارس بينما هي تؤكد في مناسبة وغير مناسبة بأن الضرب في المدارس ممنوع !!
احد التدريسيين في المراحل الثانوية اكد لي بأنه يلجأ الى ضرب الطلاب لأخافتهم ولكي يستتب النظام في مدرسته وقد دافع عن حقه في ضرب التلاميذ بدعوى انهم يغشون في الامتحانات وحين سألته كيف حصل هو على شهادته اجاب بغير تردد : غششت في الامتحان !! والمثل يقول – فاقد الشيء لايعطيه – ترى كم من المدرسين والمعلمين حصلوا على درجة النجاح عن طريق الغش ؟ وكم منهم تعرضوا لصدمات نفسية جعلتهم يتحولون من تربويين الى جلادين . يستسهلون اسلوب الضرب وايقاع اكبر اذى ممكن في جسد الطالب ونفسيته تحقيقا لساديتهم .
من المؤسف .. لا بل من المعيب ان لاتتمكن وزارة التربية ومديرياتها من متابعة مثل هذه الخروقات التي تمس حقوق الانسان (مهما كان عمره) بشكل سافر ويدعي الكثير من المعلمين الافاضل ان هذه هي الطريقة المناسبة في التعليم .. ترى هل جرب هؤلاء طريقة اكثر تحضرا كي يتأكدوا ان طريقتهم هي التي تناسب ابنائنا ؟!
اخيرا .. نحن نسمع ان ثمة حملات كثيرة لاعمار المدارس ، ولم نسمع الى الآن بحملة لاعمار الكوادر التدريسية .. ونعلم جيدا بان الكثير منهم حصلوا على شهادات تخرجهم اما عن طريق الغش في الامتحان او عن طريق الدورات السريعة او عن طريق دفع الرشى للحصول على الشهادة ، وهؤلاء جميعا بحاجة الى اعادة تأهيل كي يستطيعوا بحق ان يمارسوا دورهم التربوي قبل دورهم التدريسي ، ولا ننسى هنا التجربة التي خاضتها اليابان حيث ادركت ان الارتقاء بالتعليم يعني الارتقاء بكافة شرائح المجتمع ، وقد نجحت بمسعاها فمتى نكف نحن عن المكابرة ونعترف باخطائنا كي نعالجها اولا بأول بدل ان نتركها كي تتحول الى ركام من الفوضى يصعب التخلص منه ؟!

#حسين_التميمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات