أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - رسائل دموية














المزيد.....

رسائل دموية


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


لماذا خرجت إسرائيل ن أنا بوليس لتعلن عن مناقصة لبناء ثلاثمائة وسبع وحدات سكنية في جبل أبو غنيم ؟
ولماذا خرجت إسرائيل من مؤتمر باريس للمانحين إلى الهجمات الدموية ضد قطاع غزة ؟
ولماذا اختارت إسرائيل توجيه هذه الرسائل الدموية في أيام عيد الأضحى المبارك ؟
في ملابسات القضية الفلسطينية , التي هي ابرز واخطر واعقد مفاتيح الصراع بالشرق الأوسط , فانه من المهم جدا , أن نلاحق الأسئلة , وان لا نسمح لعقولنا او عيوننا أن تغفل عن متابعة أدق التفاصيل , ذلك انه في التفاصيل يسكن الشيطان نفسه , والشيطان هنا هو مصالح الأطراف المتصارعة ليس فقط على المستوى المحلي , وإنما على المستوى الإقليمي والدولي .
وبداية نذكر:
أن إسرائيل لم تذهب بارتياح إلى أنا بوليس , ولكنها تظاهرت أنها كذلك , بل تظاهرت أيضا أنها تسعى نجاحه , وهي لم ترغب أن تجري الأمور على ما جرت عليه في باريس , بل كانت تريد أن تكون هي دون سواها من يطلب مساعدة الفلسطينيين , مساعدة إنسانية , مساعدة تخفيف بؤس حياتهم , وهو البؤس الذي صنعته بيديها , ولكنها وجدت أن ما جرى في باريس اكبر من توقعاتها بكثير , وجدت إرادة دولية واضحة في دعم الفلسطينيين ليس للتخفيف عن بؤسهم وإنما لقيام دولتهم , وهكذا وقعت المفاجاه الكبرى وتحول المأزق الذي وضعته إسرائيل أمام جورج بوش عبر استيطان جبل أبو غنيم , وعملية جس النبض للموقف الأمريكي , إلى محاولة خطيرة لإرباك السياق كله , من خلال حرب مفتوحة في قطاع غزة , ممهد لها بقرارات من نوع غريب , مثل ترك البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة تحت إمرة الجيش , ومن ثم إطلاق يد الجيش الإسرائيلي لفعل ما يراه مناسبا من إجراءات , ونقل الوضع في المنطقة إلى طور جديد , تكون فيه حركة الجهاد الإسلامي هي المستهدفة او الملاحقة "رسالة إلى إيران " وتكون فيه حركة حماس هي المسئولة " رسالة إلى سوريا " وتكون فيه الشرعية الفلسطينية منهكة في إطفاء النيران بدل محاولاتها في فك الحصار .
إسرائيل:
وجدت نفسها بعد أنا بوليس وباريس أمام إرادة دولية , أما أن تنجح وتصل إلى مؤتمر بيت لحم للمستثمرين , ومؤتمر موسكو للمسارات السياسية الأخرى , وحين إذ سوف تتكرس الإرادة الدولية , وهي فكرة القوات الدولية _وهي فكرة مرفوضة إسرائيليا بشكل قاطع , او إحداث صدمة في وجه هذا السياق , والصدمة معناها الذهاب بالمنطقة إلى العنف , الحرب , التفجير التسلسل , فهناك الرفض الإسرائيلي لتقرير المخابرات المركزية الأمريكية حول إيران وملفها النووي ,وهناك لبنان ووضعه المتعثر , وسوريا والموقف الأمريكي الحاد منها , ثم هناك الوضع الفلسطيني واستدعائه مرة أخرى إلى السجال الدموي , كما يحدث هذه الأيام في قطاع غزة , حركة الجهاد الإسلامي ملاحقة , وحركة حماس مطالبة , والشرعية الفلسطينية مرتبكة بين إطفاء النيران وتفكيك الحصار
بل حدة وغرابة القرارات الإسرائيلية , والنزول إلى ميدان العمل العسكري بهذه السرعة , يوحي بان إسرائيل قد تلجأ إلى ما هو أكثر من ذلك وهو فرط الائتلاف الحاكم , والذهاب
إلى انتخابات مبكرة , وهذا معناه إحراق هامش الوقت المتبقي , وهو العام 2008 الذي سينتهي فيه ولاية الرئيس جورج دبليو بوش , وتجري فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية ,
وهكذا:
فانه من خلال صخب القرارات الإسرائيلية , ونزيف الدم الفلسطيني الذي يسيل جراء الغارات والاجتياحات والعمليات العسكرية الإسرائيلية , فان هناك العديد من الرسائل التي يجب علينا فلسطينيا أن نقرأها بدقة متناهية , دون أن نقع في المحظور ودون أن نقع في الخطيئة الكبرى وهي الخلط بين القدر
والسياسة , فالسياسة هي المحاولة واختراع الممكن , والثوابت والحق المطلق , والبديهيات شيء , بينما التكتيك والفعل السياسي , والممكن شيء أخر , وهذا هو الواجب الذي يجب أن يتحمله السياسيون عندنا في كل الأطراف , من خلال الإجابة المستمرة عن العديد من الأسئلة :
كيف نحافظ على النسق الدولي لصالح قضيتنا ؟
كيف نقلل الخسائر حين يكون المتاح تقليل الخسائر فقط ؟
كيف نجيد التفريق بين ما هو جوهري وما هو شكلي او إضافي ؟
كيف نستعيد ذاتنا الوطنية حتى لا تكون ورقا يحترق في تلك اللعبة القاسية, لعبة تبادل الرسائل الدموية ؟
كيف نتمكن من إفشال رهانات العدو على خلافاتنا وانقساماتنا واستغلاله لذلك , بان نجد المسوغ الوطني والأخلاقي لإنهاء هذا الانقسام ؟
الموضوع المطروح أمامنا ليس لعبة صغيرة , ليس استمرار النزف بين فريق وفريق , وليس هذا النوع من العناد الطفو لي بان يتباهى كل طرف على الأخر بكلام مكرر لا معنى له , وإجراءات الهروب إلى الأمام ,
الموضوع المطروح على الطاولة , على المذبح , على المحك , هو المصير الفلسطيني , دولة أم ضياع ؟ استقلال وكيان وعنوان أم نتحول إلى مجرد ذكريات سوداء تعلق بالذاكرة ثم سرعان ما تنطفئ بفعل الواقع الجديد ؟
ولكن ما سندفعه في هذا الاختيار هو كل ما نملك , فنحن لا نملك سوى أرضنا الصغيرة التي ليس لنا سواها , ولا نملك سوى رصيد قضيتنا وإلحاحها على الآخرين بحثا عن حل ممكن ومقبول يؤسس لحياتنا الجديدة , وكل ما نفعله هو جزء من اللحم الحي , وليس عندنا هوامش واسعة نلعب فيها , ونحن نعرف جميعا , انه من لحمنا ودمنا تنطلق وترسل هذه الرسائل الدموية , فهل نقرأ بشجاعة وذكاء وشرف , أم ندفع الثمن ولا يبقى لنا سوى البكاء ؟



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,
- قراءة متأنية لمشهد معقد
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف
- المفتاح بيد من ؟
- ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل
- أنا بولس اشارات قويه للنجاح
- قطاع غزة وفك الارتباط الاسرائيلي
- مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل
- محمد الاشقر !
- الهروب من الأستحقاق !
- المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - رسائل دموية