أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟














المزيد.....

يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد الحملة الجائرة والمتواصلة من قبل أجهزة السلطة في سورية،ضد ناشطي المعارضة عموما وإعلان دمشق بشكل خاص، بعد هذه الحملة أيضا خرجت بعض وسائل الإعلام، لتكمل المشهد، وتستدعي من يخون هذه المعارضة ويتهمها بالعمالة لأمريكا. هذا كله مفهوم من لدن سلطة تدافع عن اغتصابها اليومي للمجتمع السوري. وهذه الحملة بالذات التي أعقبت عقد مؤتمر للمجلس الوطني لإعلان دمشق، وانتخاب هيئاته القيادية، ترافقت هذه المرة مع صمت دولي مريب! باستثناء تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، ومديرتها الإقليمية المجدة السيدة سارة واطسون. ثم كان تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد استقباله مجموعة من المعارضين السوريين لمدة 45 دقيقة. هذا التصريح الذي شجب الاعتقالات من جهة، وشدد على أهمية قيام مثل هذه المؤسسة للمعارضة في سورية، حتى أن منظمة العفو الدولية لم نسمع لها صوتا هذه المرة! عندما يتعلق الأمر بمصير بلد وشعب، فيجب أن تكون الأمور أكثر وضوحا، نبدأ من حيث ننتهي دوما، السلطة في سورية هي من تهاجم المجتمع وليس العكس، وبغض النظر سواء كانت معارضته ضعيفة وعميلة للأجنبي أم لا، لكن الأمر الأكثر وضوحا، هو أن السلطة هي التي تقوم بشكل يومي مرتبط أصلا بطريقة انبناءها وعملها، بالهجوم السافر على المجتمع، والذي لا يتجلى فقط في قمع معارضة سلمية، لا تملك أي دعما دوليا أقله حتى اللحظة، ربما الخوف الذي يشكل هاجسا للسلطة هو أن تستطيع هذه المعارضة عبر مؤسساتها أن تحوز على شرعية تمثيل بعضا من مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية أمام المجتمع الدولي، رغم أن هذه المعارضة، تؤكد في أدبياتها وممارساتها أنها، معارضة سلمية ولا تريد تدخلا عسكريا من أي طرف كان في الشأن السوري. هنالك اعتقاد راسخ لدى كثير من النخب، التي تدعي خوفها على العلمانية، أن التحول الديمقراطي في سورية سيؤدي إلى مجيء مشروع أصولي أو حرب أهلية! دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في آليات عمل هذه السلطة، التي تريد بشكل يومي جر المجتمع نحو استخدام العنف ضدها، وهذا مبرر من مبررات وجودها وحضورها بهذا الشكل الأمني، لهذا هي دوما تهاجم المجتمع عبر اعتقال نخبه ومصادرة الهواء والماء، حتى يتم انفجار ما قادرة هذه السلطة على التحكم به. فإذا كانت وظيفة الدولة ممارسة منع العنف في المجتمع، فإن السلطة تدعو المجتمع إلى ممارسة العنف والابتعاد عن السياسة! لأنها تعتقد في جوهر وجودها السلطوي، أنها قادرة بجيشها وأمنها على إنهاء أي عنف يستخدم ضدها، لكنها تحتاج هذا العنف لتجدد مشروعيتها في الحقيقة، هذه المشروعية التي باتت الآن خارج حسابات أشخاص في هذه السلطة، بل هي جملة من العلائق السياسة والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، تريد مسربا عنفيا لكي تعيد إنتاج سطوتها على هذا المجتمع، الذي بدأ يفلت قليلا من قبضتها، بحكم مجموعة من العوامل لسنا بوارد نقاشها الآن. بالطبع أن المجتمع لم يفلت من قبضة السلطة، بشكل يهدد وجودها، هذا أبدا غير موجود. في المحصلة نجد أن المعارضة السورية، باتت الآن في وضع نستطيع أن نقول فيه التالي: أولا- هي مكشوفة الظهر والصدر! ولا عمل سري ولا هم يحزنون، ومع ذلك لم تكف السلطة عن عمل جيش المخبرين في الداخل والخارج، ولا تكف عن شراء الذمم والضمائر! مجتمع منهك، خائف، ونخب تترنح بين أسبقياتها الأيديولوجية، وبين متطلبات اللحظة السياسية، وقوة أمنية لا يشق لها غبار. وجيش تمركز حول مؤسسة الرئاسة، وليس حول أي عامل آخر. ثم من جهة أخرى ليس لدى المعارضة السورية نخبا برجوازية تدعم قيام مؤسسات فعلية راسخة على الأرض لهذه المعارضة، هذا بعضا من الوضع الداخلي. ثانيا- وضع إقليمي وعربي لا يعتد به من أجل دعم معنوي لهذه المعارضة، بل العكس هو ما يحدث، أن قسما من هذا العامل الإقليمي يحاول تحسين شروطه في الضغط على النظام فقط، من خلال التلويح له بورقة المعارضة السورية، التي تعي جيدا هذه النقطة ولا تسمح لها بالانفلات. هذا من جهة ومن جهة أخرى هل من مصلحة الوضع الإقليمي قيام ديمقراطية بطريقة سلمية وحضارية كما تطرحها المعارضة السورية في هذا البلد؟ نحن لا نعتقد ذلك.
ثالثا- الوضع الدولي، هذا الوضع المنقسم عضويا في إطار منافسات المصالح، وتعدد مركز قواه، لينعكس سلبا على دعم أي مطلب ديمقراطي للمعارضة السورية، دعما حقيقيا. لأنه بالمجمل مطالب هذه القوى لا يتعلق بالوضع الداخلي السوري. إذن الوضع الدولي بالمجمل في حالة بؤس تجاه وضع المعارضة السورية. طبعا لاعتبارات أهمها غير موضوعة المصالح هذه، هنالك نزوع إقليمي تدميري، يخافه الوضع الدولي، هذا النزوع التدميري هو آلية من آليات الدفاع التي تستخدمها السلطة لتدافع فيها عن استمرار وجودها بهذا الشكل. واستخدم العراق نموذجا. في ظل هذه اللوحة المكثفة، أين تذهب المعارضة السورية؟ مع العلم أن قسما من نخبها يعرف جيدا، أن هذه السلطة بحاجة دوما إما لطرف داخلي يمارس العنف ضدها، أو أنها بحاجة لوضع إقليمي متفجر، وهذه أيضا يعرفها ساسة الدول في العالم، في تداخل هذين العاملين- عامل المصالح وعامل الخوف من انتشار العنف إذا أضفنا له العامل الإسرائيلي الذي وحده يحتاج إلى ملف خاص- تجد أن بعض حكومات الدول الكبرى، تحاول احتواء النظام السوري، بطريقة لا تستفزه! لهذا ليعذرنا معتقلي إعلان دمشق الآن وغيرهم من المعتقلين، فساسة أوروبا حاليا لديهم عطلة الميلاد ورأس السنة! كما قال لي أحد الساسة الأوروبيين! فليس معقولا أن يترك السيد ساركوزي وهو في شرم الشيخ إجازة رأس السنة والميلاد، وخاصة أنه بضيافة الرئيس مبارك! لكي يطلق تصريحا يندد فيه باعتقال رموز إعلان دمشق.
بعد هذا وغيره ألا يمكننا القول: أن المعارضة السورية باتت يتيمة على طاولة اللئام؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق بين التخوين وبين القمع- ستبقى دفعة في السجن.
- ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- مرة أخرى الديمقراطية للآن الاجتماعي- سورية أصابها الاهتلاك
- المعارضة السورية و الآن الاجتماعي-بعض أسئلة.
- تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية


المزيد.....




- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا
- أوربان: هنغاريا تؤيد إنهاء الصراع في أوكرانيا
- إعلام: كييف تضغط على واشنطن للسماح بتنفيذ ضربات -أتاكمس- في ...
- ترامب: بايدن المحتال سيجرنا إلى حرب عالمية ثالثة.. روسيا وا ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟