علي الانباري
الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 01:51
المحور:
المجتمع المدني
اصاب بالذهول لما يجري في العراق - هذا البلد الذي لا يستريح ولا يريح ولا يكاد المراقب
يفهم ما يدور فيه ..ومن يحكمه ومن صاحب القرار فيه فالسياسيون يشرقون ويغربون في
احاديثهم وتصريحاتهم وكل يدعي ان حزبه هو المعصوم من الخطا بينما الاخرون متآمرون
وارهابيون وتكفيريون وصداميون..بينما الجماهير تقف بين هذا وذاك لا تفقه شيئا مما يدور
ومما يزيد الامور غرابة هو ذلك الاستخفاف براي الناس فاذا خرجوا للتظاهر من اجل حقوقهم
اصم المسؤولون اذانهم عن تلبية مطاليبهم او وعدوهم وعودا عرقوبية يكون حصادها قبض الريح
كثيرا ما تخرج علينا الفضائيات بمشاهد لا نبصرها الا في احدى الدول الافريقية الفقيرة البائسة
ومنها عوائل تعيش في خيام مهلهلة وسط اكداس من النفايات ووسط مسطحات مائية قذرة.. فيخرج
علينا سكانها التعساء بشكايات وظلامات لها اول وليس لها آخر واول هذه المظالم ان الحكومة لا
تقدم اي مساعدة لهم بل تتركهم للمقادير لا حول ولا قوة لهم وكانهم اعداء لا ابناء لهذا الوطن الجريح
وكل من تحدث في هذه اللقائات يتاسف لانه انتخب مثل هؤلاء المسؤولين الذين اشبعوهم بالوعود
حد التخمة لكنهم نسوهم يوم جلسوا على كراسيهم الوثيرة محاطين بالحرس والحمايات متمتعين بما
لذ وطاب من خيرات الوطن الذي يتباهى مسؤولوه بميزانيته التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات
التي لا يعلم احد اين تذهب ... وحين يفقد ساكنو الخيام الامل بالحكومة ييممون وجوههم شطر اصحاب
المروؤة من رجال الدين الذين يقال - والعهد على الرواة- ان خزائنهم تضج بالمال الوفير الذي يجمعونه
من الاغنياء لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين لكنهم ما ان يصبح في حوزتهم حتى يدخل في جيوب تحرص
على الا يخرج منها الى ابد الابدين.. وحين يحاججهم اصحاب المظلمة بذلك يلقون اللوم على الحكومة التي
لا تهتم بهم ....وهكذا يصبح هؤلاء المساكين في فك رحى قاسية تطحنهم وتطحن انسانيتهم المعذبة فتراهم
في قبضة الفقر اذلاء خانعين..اطفالهم ونساؤهم نهب للامراض والاوبئة في بلد غني لايستطيع ان يقدم
لجياعه رغيف الخبز ولعراته ثوب الكرامة ولمرتعشيه بردا لترا من النفط الابيض.. ما فائدة مسؤول لا
يتحمل مسؤولية ؟ ورجل دين لا يدافع عن العدالة.؟ ووطن لا يحس فيه الانسان بانه انسان بل محض اداة
لايصال هذا وذاك الى فردوسه البهيج وبعدها............ لينهد المعبد على الاخرين
#علي_الانباري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟