أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوعبيد - إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -














المزيد.....


إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا فرق بين الاحتلال العسكري للشعوب والاحتلال الفكري للعقول، اللهم إلا أن الاحتلال العسكري هو في العادة جنسية تحتل جنسية سواء من الديانة نفسها أو غيرها، وتكون هناك مقاومة للتحرر من الاحتلال البغيض.

احتلال العقول لدينا هو بمثابة الديكتاتوريات في عصر تنقض الشعوب على آفة الحُكم هذه. كأن الديكتاتوريات هي فقط في اعتلاء سدة الحكم وقهر الإنسان بقوة السلاح !. إن الديكتاتوريات الواضحة والظاهرة هي ليست بمثل بخطورة تلك المبطنة والتي تصبح جزءاً من كريات الدم تسري في الشرايين الآدمية كما لو أنها صحية وسليمة. لعل في واقع الحال الفكري والثقافي أبلغ دليل على هذا التشخيص الذي لا تكفيه بضعة أسطر، لكن "البضعة " تظل أفضل من عدمها.

في مجتمعاتنا هناك من يريدون للعقل العربي أن يظل أسيراً مقموعاً ومضطهداً، وإن حرروه "شكلياً " فإنهم يريدون له أن يكون مثل قدم البنت الصينية التي يضغطها " أولي الأمر" لتبقى صغيرة باعتبار أن القدم الكبيرة من علامات القبح لدى الفتاة عند الصينيين. يبدو أن العقل العربي الكبير هو من علامات القبح لدى الذين تحكي عنهم هذه الأسطر، والذين يعتقدون أن المجتمع الفاضل هو الذي يصغي أفراده فقط لمن نصّبوا أنفسهم "أولي الفكر" علينا، ولا يوظفون ألسنتهم إلا في حالة " الإمّعة " يوافقون على ما يوافق عليه "أولي الفكر" وإن عارضوا يعارضون.

هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم "أولي الفكر" علينا هم من السلالة الديكتاتورية، فلا يرون صواباً في الرأي سوى صواب آرائهم التي يحاولون المنّ بها علينا بطريقة الترغيب الزائف، وإنْ كشَفها الناضجون فكرياً ،أو ناقشوها حضارياً وإنسانياً، سعى " أولي الفكر" لفرضها بالترهيب وبالأدوات المتاحة لأي ديكتاتور، فلا نرى منهم إلا الأحكام المعدّة سلفاً والجاهزة للاستخدام المباشر من قبيل إطلاق الصفات المستقاة من التكفير والهرطقة والزندقة الفكرية، أو الإعجاب بالغرب والدعوة إلى الانحلال الفكري والخُلُقي والتجرد من التعاليم الدينية، و المبادئ الإسلامية، ومن العادات والتقاليد، إلى ما هنالك من السيمفونية التي مللنا سماعها، وباتت ضجيجاً ينزعج منه الضجيج عينه .

مَن يحتل عقولنا هم من أبناء جلدتنا. إنهم يمارسون قمعية الديكتاتور وإرهاب جنده بعد أن اعتلوا سدة الفكر اغتصاباً أو انقلاباً. سجونهم ومعتقلاتهم ليست حديداً قضبانها، إنها الصفات الأشد بأساً وبؤساً من الحديد ومن القيود المعدنية كلها. هي التفكير المنعوت بالتكفير عندهم، هي الحرية الفكرية والسلوكية الفردية التي يرون فيها خروجاً على الدين، وانتهاكاً للعادات ولعنة للتقاليد.

إن من أبقى "أولي الفكر" عندنا في مواقعهم ليس قوة ما يعتقدونه ويؤمنون به، لكنه ضعف المضطهدة عقولهم، أو تلكؤهم وتثاقلهم في إطلاق ثورة فكرية ضد قمع العقل الذي أمسى مثل المازة المرافقة لوجبات الطعام، والواجب تناولها ومضغها والتمتع بنكهتها المريرة. إنهم ليسوا"أولي الفكر"، وإنْ قيل ذلك من باب السخرية والتهكم، لأنهم حقيقة هم طواغيت الفكر.
نحن، أبناء يعرب، محتلون عقلياً. اللهم أبْق ِ الحاء حاءً ولا تجعلها خاءً، آمين.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوعبيد - إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -