دو فلبان يدعو إلى إعادة السلطة للبعث،
صدقوني إنه مقال سياسي وليس قصيدة شعر، ولا مقامة حداثية.
أردت أن أكتب شعرا أهجو به دو فلبان وشعراء الحداثة، فجاء مقالا سياسيا، يأنفه الذوق الشعري الحديث والقديم.
ألا لعنة الله على الشعر والشعراء.
لقد قررت أن لا أكون، وأعترف بفشلي الشعري.
لقد جن الشعراء والله، وإن لم يكونوا يوما عقلاء، ولكن كانوا، أضعف الإيمان، لسانا لإنسان، واليوم لسانا لمن قطع الألسن، والآذان، وهذا ما يسمونه اليوم، وحسب مصطلح النقدي الأدبي ""بما بعد الحداثة"" الذي يتبناه كبار الشعراء.
ما بعد الحداثة تعني أن لا يغني الشعراء لطائر الحب والحرية، فالغناء الآن، لعنقاء الزمان، ومن لم يغني لعنقاء الزمان العراقي، فهو عميل، أو لا يفهم الشعر.
يقول الشاعر، بعد أن وضع لسانه بجيب سترته العتيقة التي باعها في سوق الملابس الرثة تحت التكية:
وا حسرتاه، على من سأبكي الآن؟ وليس هناك من أبناء العراق يموت على يدي جلاد؟ وليس هناك عرض يهتك؟ وليس هناك سجن لأشراف العراق ولا سجان؟ وليس هناك أيد تقطع؟ وليس هناك أنوف وآذان تجدع؟ وليس هناك عيون تسمل؟ ولا مالا يستباح؟
كسر الشاعر القلم ومزق الأوراق، واستجار ""بفلبان إبن دو"" ليكتب بالنيابة عنه قصيدا، يمجد عنقاء الزمان، ويعيدها طيرا فوق الرؤوس، تخطف الرضع من أحضان الأمهات.
فلبان إبن دو هذا، يعتبره النقاد رائد الحداثة الشعرية في هذا الزمان، بعد أن تحولت عنقاء الزمان إلى جرذ أجرب يختبئ في جحر من سالف الزمان بناه الأب فلبان، وبعد أن نتف الريش الذي يكسوا المسفر والدوري وإبن عطوان.
لم تعد حظيرة الخنزير أشرف من أشرفهم، أولاد الق… فذاك من سالف الزمان، في زمن الحداثة هذا، لديهم موقف!!!! ولا ندري هل هو موقف لمصلحة نقل الركاب؟ أم موقف فكري نضالي من أجل إطلاق سراح المناضل إبن خضر هادي مزبان وأشقاء الروح برزان ووطبان؟ أم هو إبعاد الأذى عن المناضل مخترع الثلج في العراق الحديث؟
فلبان إبن دو هذا الذي سرقوا منه الحلم الجميل في عز الربيع العراقي المترب المغبر، سرقوا منه الحلم بشرب الرحيق أكبر واحة للبترول في العالم، حلم مجنون. فهو متيم بحب الحلم المجنون ومياه الهور وأسماك البني والكطان ومروج الفكة والبزركان.
ألا تعسا لهذه النون التي تأتي بآخر الكلام، فهي تلاحقني منذ أن وضعت الحرف الأول من هذا المقال عن شاعر الزمان إبن فلبان.
في عالم الشعر، أنا أخجل أن أكون شاعر، بعد أن صادر الشعر منا، ذلك اللحاس إبن فلبان، ولا أدري إن كانت هذه هي التي يسموها ""بالمعارضة"" في دولة الشعراء؟
أم إني من شعراء سالف العصر والأوان؟
أم...؟